مقالات سياسية

يا حليل الجاهلية!!!

✍🏽 علي بلدو

قديما في زمان الجاهلية و غياهب الظلام و التيه ’و عصور الضلال و الشرك و الكفر’ في ذاك الزمن ووسط كل ذلك كانت هنالك اشياء كثيرة مشرقة و بها ما بها من ادراك ووعي و نهضة و ان تناسها الناس و حاولوا طمسها، و محقها، ’ كما لا يزالون في محاولاتهم تلك لطمس الكثير من الاشياء ومحق التاريخ في مذابحهم المستمرة الى الآن.

و كذلك محاولات تمرير المشاريع الفكرية و الحضارية الفاشلة و المهزومة علي ارض الواقع، ثم ايهام الجميع بالنجاح و الوصول الي الغايات،. و نيل المراد، و الذي هو في الواقع اضغاث احلام ليس الا.

 

كان الناس يتشاورون و لهم دار الندوة يجتمعون فيها و ينتخبون (جد جد) من يشاءون و يأتمرون برايه’ و كانوا يتناصحون و يملكون بعضهم البعض المعلومات ’بعيدا عن الدسدسة و الدغمسة’ كانوا لا يقومون بإكمال امر الا ان اجمعوا عليه (نطقا) و (افصاحا) و ليس خوفا و سكوتا’ بدلا عن زماننا هذا و الذي تطبخ فيه القرارت بليل و على عجل و لتذاع على الناس صباحا’ ليرضى من رضي و من ابى , فالكل يعلم ما سيحل به’ كما حل بمن هم قبله من (المارقين و الماجورين و العملاء) و الذين لم يعجبهم (فرمانات) الحاكم’ و لم يشاهدهم احد بعد ذلك.

وكان يتخلل ذلك قول الشعر و البيان كمهرجانات ثقافية و برامج مصاحبة و تكون الامور بمنتهي الشفافية و الوضوح.

 

في زمان الجاهلية’ كان التكافل على اشده من شهامة و نجدة للملهوف و اغاثة للمحتاج و اجارة للخائف ’ دون من او اذى’ و كان الناس يتحالفون في حلف الفضول على عمل الخير و البر و فضائل الاعمال ’ اما الان فالجوع يفتك بالناس بينما تمتد موائد الاثرياء و اهل الحظوة بما لذ و طاب حتى يفيض في ولائهم و مناسباتهم الباذخة (و كلوا من مال الشعب)’

اصبح الايتام يقتاتون على الكرتة من الكوش ’ اذا وجدوها ففي ظل هذا الغلاء الطاحن, بينما يخرج علينا وزراء الرعاية الاجتماعية و هم هاشين ’باشين في وسائل الاعلام ’ ليخبرونا انهم نجحوا في توزيع بعض الالعاب من الاليات على جماعة (ديل ناسنا) و التي دوما تنال اهتمام و احترام هذه الوزارات الظالمة منذ زمن’ بينما تنهش الحاجة و غول الفقر و الجوع ثلاثة ارباع السكان و الذين يشق صوت انينهم جوعا و الما و مرضا عنان السماء و لا يسمعهم احد ’ وسط اصوات السارينات و النواح و البكاء و الدموع المصطنعة التي اجاد عزفها تماسيح الحكومة (العشارية) وورل المعارضة المتوالية و المردوفة (الخماسي). و الموقعون و المهادنون و غيرهم.

 

و كان الكرم و الجود على اشده و توقد نار القرى لكل من اتى و مرّ: طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد اذا ما شتا. دون سؤال عن لون او عرق او دبن فكل جائع ياكل حتي يشبع و يشرب حتى يرتوي، بينما في بلاد اخري تمر بها اطول الانهار و اهلها عطشي و جوعي. في الجاهلية كان هنالك تقسيم للسلطات و تفوبض بمهام محددة، فكان لبني غبد الدار راية الحرب ووزارة الدفاع،

و كان لبني امية امور التجارة وووزارة الاقتصاد، بينما لبني هاشم و انعم بهم و اكرم فقد نالوا وزارة الحج و الامور الدينية من وفادة و استضافة و رعاية للحجاج و هكذا.

في وقت الكفر و الشرك ’ كان الناس يدفنون بناتهم ليموتوا تحت التراب خوفا من العار و الفاقة ’ و لكن الاآن اصبحنا نقتل بناتنا في اليوم و العام مائة مرة’ مرة بالختان و ما يصاحبه من نزف و ووفاة’ و تارة اخرى بالزواج المبكر و ليس هذا فحسب بل بالنظرة الدونية للمراة ’ و لاحقنا بناتنا بقوانين النظام العام لتلسع سياطنا ظهورهن في كل يوم ويتم واد العشرات يوميا و ان كان دون تراب الجاهلية و الذي اقول انه كان خيرا لهم من هذ1 العذاب و الجحيم و جاء الزي الفاضح سيفا مسلطا على رقابهن عند الضرورة’ مثل سيف ديموكليس، ألا ساء ما حكمنا و من حكمنا و ما يحكمون.

في زمان الجاهلية كانت الاصنام معدودة, و الان لدينا في كل وزارة و هيئة و معتمدية و مفوضية و لجنة، و الغريب ان كل لجنة يتم تشكيلها لغرض معين تتحول بقدرة قادر الي وظيفة و لها موظفين و مقر و مركبات و ميزانية سنوية و يمتد عملها الى سنوات ممتدة دون نتيجة و صرصرة دون طحين سوى الكلام و التنظير و ضياع حقوق الناس و طمس الحقيقة، و هنالك في كل موقع حكومي صنم كنكش فيها و نجده يسب الوثنية ’سادتي’ يا حليل الجاهلية.

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. ما شاء الله “ماشالة .. ماشالة!!” فى زمن الجاهلية كانوا -طراهم الله بالخير- رجالا يهزوا ويرزوا…
    ناس عمك ابو جهل وابو لهب وبن الْمُغيرَة الوليد وبن أبى معيط زولنا عقبة..

    أما هذه الايام يا رافع البلا وكافى المحن فقد سلط الله على الامة السودانية المنكوبة هبنقات عينة، عاهات من امثال كبير الخصيان ابو هاجة …

    وجيش يعجبك كروش وجعبات تتطاقش … ما خدين راحتهم على اللآخر ومنفزين امام جنجويد تشاد وافريقيا الوسطى ..

  2. على مدى أكثر من خمسين سنه ،
    ومنذ 25 مايو 1969 ، وحتى ما بعد 25 أكتوبر 2021 ،
    لازال السودان يتطور من جاهليةٍ بسيطه ،
    وإلى جاهليةٍ مُرَكَّبَه ، تتفاقم يوماً بعد يوم ،
    و يتسلط اليوم على أقدار الناس فيها صنمان زائفان ،
    المجرم الحقير حميدتى ، والخائن التافه البرهان ،
    غير أن من المحتم أن يجيئ الحق ،
    وأن يزهق الباطل ،
    إن الباطل كان زهوقا .

  3. كنت افضل ان تقول حليل زمن الاستعمار البريطاني اما جاهلية قبل الإسلام فالظاهر خلف كلامك كلام لا يداويه الا طبيب نفساني.

  4. هو البحصل في السودان دا مااكثر من جاهلية ؟ نائب ريس سيادة وريس اللجنة اللاقتصادية وقائد جيش امي جاهل عربيد غبي لايكتب,ولايقرا ؟ دا والله فاق الجاهلية بعصور؟ ووالشئ الغريب من المتعلمين يتطبلون ويتدهنسون له الله .يقطع روسكم ياهثالة وخسارة تعليم؟والله الاولاد الثوار في الشوارع ديل احسن من مليون برفسور توفووووووو عليكم جبناء ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..