حرب أوكرانيا أسقطت مقولة «السودان سلة غذاء العالم»

منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي أُطلق على السودان لقب «سلة غذاء العالم»، وعاد السببُ في ذلك إلى وفرةِ الأراضي الزراعيّة الصالحة والمياه، واحتلّت المرتبة الثالثة في إنتاج السمسم بعد الهند والصين، كما تم ادراجها في قائمةِ الدول الأكثر إنتاجاً للذرة، ناهيك عن انتاجها من القمح، غير أن الحرب الروسية في أوكرانيا وجهت صفعة للسودان، بعدما كشفت منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) أن الخرطوم تستورد نحو %87 من استهلاك السودان من القمح من روسيا وأوكرانيا.
هذا الواقع «المفجع» أحدث هزات وارتدادات لدى صناع القرار والمحللين الإستراتيجيين، الذين بنوا خططهم بتوفير الأمن الغذائي للعالم العربي على السودان باعتباره «سلة الغذاء الواحدة»، في وقت أظهرت الحرب أن السودان من أكثر الدول العربية تضرراً وهذا بحد ذاته خبر صادم.
فالزارعة التي يعمل بها ملايين السودانيين تساهم بـ%48 من الناتج المحلي الإجمالي وتؤهل البلاد لأن تصبح سلة غذاء للعالم وليس فقط للعرب.
ولعقود مضت ساد الاعتقاد بأن السودان لديها وفرة بالأراضي الزراعية الشاسعة الصالحة وللمياه أيضاً، حيث تصل مساحة الأراضي الزراعية الى نحو 17 مليون هكتار فقط على ضفاف نهر النيل.
وما يثير الدهشة لدى المراقبين أن عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات الجوع، وفق تقديرات «الفاو»، سيتضاعف بحلول سبتمبر 2022 الى 18 مليون إنسان.
وسبق أن حذر برنامج الأغذية العالمي من استمرار انعدام الأمن الغذائي في السودان، إذ قدر أن نحو 10 ملايين سوداني عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد عام 2021.
وبالرغم من امتلاكه لثروات زراعية ومعدنية هائلة، فإن نصف سكانه يقبعون تحت خط الفقر، وفي حال تم استثمار أراضيه الزراعية وثروته الحيوانية فباستطاعته أن يطعم مليار شخص حول العالم بحسب التقديرات.
في هذا الصدد، صنّفت مؤسسة غولدن ساكس، الأميركية، عام 2016 السودان في المركز الأول ضمن الدول التي تمتلك أراضٍ زراعية غير مُستغلة بمساحات قدرت بنحو 80 مليون فدان.
وتقدّر المنظمات العالمية أنّ السودان لو استغل مقوماته الزراعية، فسيصبح أكبر اقتصاد زراعي في العالم.
اللافت أنّ مؤتمر الغذاء في روما عام 1996، خرج بدعم التزامات الإنتاج الزراعي في دول السودان، أستراليا، البرازيل، كندا، واعتبر أنّ هذه الدول معوّل عليها في سدّ نقص الغذاء العالمي لما تتوفر عليه من مقوّمات.
والمحبط أن كل تلك البلدان المذكورة استغلت أراضيها بقوانين وتسهيلات دولية إلاّ السودان، فهو لا يزال الدولة الوحيدة التي تقف عند محطتها الأولى، حيث لم تحقق أمنها الغذائي بعد.




لم تذكر ما يملكه السودان من العسكر الطامحين للحكم
المقولة صحيحة في حال تم استغلال الأراضي الصالحة للزراعة استغلالا صحيحا… لكن لا الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد عندها عزيمة صادقة ولا الحكومة العالمية ترغب في ذلك… فالجميع متواطئون على جعل هذا الشعب فقيرا محتاجا