
محمد حسن شوربجي
كل عام نحتفل بعيد استقلالنا المجيد ..
وكالعادة نستعيد ذكريات المناضلين ومن فاوضوا الانجليز ومن رفعوا العلم من الرعيل الاول ..
وكل عام نغني ” اليوم نرفع راية استقلالنا” ..
“ويسطر التاريخ مولد شعبنا” ..
“وانا سوداني انا”
ونظل نسخط كثيرا علي ذلك المستعمر الذي ندعي انه ابتلع مواردنا ..
وما فعله بشعبنا العظيم رغم انه لم يكن بكل ذلك السوء الذي ندعيه وقد اقام لنا بنية تحتية مازلنا نستند علي اركانها حتي يومنا هذا ..
نعم نحتفل اخوتي بالاستقلال وقد حولنا ذلك الاستقلال لسراب ووعود واشواق اطلقناها لأبنائنا امآنيا بغد أفضل ..
وللاسف فلقد تبددت كل احلامنا ومعالم مستقبلنا..
واضعنا تضحيات من سبقونا..
فلم نقدر تلك النعمة وتلكم الحرية والاستقلال والسيادة التي نالها هذا الشعب الكريم ..
والسبب يكمن في تقدم ارتال من الطغاة كل صفوفنا وقد افسدوا حياتنا..
ومازالوا حتي يومنا هذا وقد افسدوا حياتنا وملؤها احقادا تاريخية وجهوية وعنصرية بغيضة ..
فلقد تسلطوا علي رقابنا وقتلوا فينا كل الآمال ..
فدمروا كل الكفاءات والمبادرات والافكار ..
وأغلقوا كل الأبواب في وجوه الاجيال فعشنا حياة الإخفاقات المتكررة في السياسات والاقتصاد والثقافة والرياضة ..
وها نحن وبعد ستون عاما تجدنا وكأننا مستعمرون ..
فعقولنا للاسف مستعمرة وكأنها مكبلة ..
وتاريخنا مستعمر ومليئ بكل اخطاء الماضي ..
ووحدتنا الوطنية مستعمرة و مهددة ..
فاصبحنا امة تعاني الفقر والحرمان وإلارهاب ..
والغريب ان الكثير من الدول من حولنا والتي عاشت استعمارا شبيها قد عبرت وقد كانت دولا مهملة تحيط بشوارعها الأتربة وبيوت القش ..
فبنت بسواعد ابنائها سياسات اقتصادية واجتماعية وتعليمية مميزة ..
بينما ظلت بلادنا محلك سر ..
وبدرجة ان البعض فينا قد اصبح يتحسر علي استعجالنا ولهفتنا لنيل الاستقلال ..
ولقد لفت نظري حوار عجيب بعنوان “حوار مع مجنونة” اجراه مراسل صحيفة الشرق الاوسط في مصحة للامراض النفسية فى الخرطوم ..
كان اللقاء مع *الدكتورة* احلام حسب الرسول وهى استاذة تاريخ فى واحدة من الجامعات السودانية*..
والتي اعلنت عن تشكيل تنظيم سياسى جديد يطالب بعودة الاستعمار الى السودان ..
حيث قامت السلطات السودانية بايداعها مصحة للامراض النفسية والعصبية بعد اسابيع قليلة من اعلانها عن حركتها السياسية التى اطلقت عليها اسم حركة (حمد) وهى اختصار لحركة المطالبة بانتداب دولى..
فلقد طالبت تلك الدكتورة عودة الاستعمار الى البلاد..
و بوضع البلاد تحت الانتداب الدولى والخبرات الاجنبية ..
وان تصبح البلاد تحت اشراف ورقابة محاسبية دولية ..
يضع فيه المستعمر الدستور والقوانيين ويشرف على توفير فرص العمل والصحة والتعليم والبنيات التحتية في بلادنا ..
وقالت : كل هذه العصابات التي تدعي الوطنية عليها ان ترحل فورا ..
ولابد من وضع السودان تحت الادارة الاجنبية لوقف كل هذا النهب والسلب والقتل ..
وقالت لهذا قالوا عني مجنونة واتهموني بالعمالة رغم انهم هم من باع البلد سرا ودفنوا فيها نفايات ذرية ..
فهذا الاستعمار الذي طالبنا بطرده هو من نقلنا الى مشارف القرن العشرين ..
وهو من اقام لنا السكك الحديدية ..
وهو من قدم لنا التعليم المدنى الراقى ..
وهو من قدم لنا افضل جهاز خدمة مدنية فى افريقيا ..
وهو من اقام المشاريع الزراعية وفنون الغناء والشعر والصحافة الورقية..
وهو من اسس الاسواق والنظام والتسعيرة ..
وهو وحده من علمنا معنى احترام حقوق الانسان والحيوان ..
فهذا الاستعمار الذي طالبنا بخروجه هو الذى خلق السودان الحديث ..
فالانجليز هم من اسسوا السودان الحديث ..
فكان هناك استقرار حقيقى للمواطن السودانى في زمان الاستعمار ..
اهتموا حتى بتدريس (الدايات) حتى لا تعانى المرأة السودانية عند الولادة او تموت ..
هذا الاستعمار هو الذى حارب عادة الخفاض الفرعونى بقوة وشدة ..
الانجليز قدموا للبلاد خدمات جليلة ..
وحاربوا مفهوم عدم تعليم الفتاة السودانية.
وانا كانثى سودانية انحنى احتراما للمستعمر الانجليزى ..
انتهي ..
اليس عجيبا اخوتي ان تصل بنا الحال لدرجة فقدان الثقة في النفس ..
اليس عجيبا ان نتحسر علي الكفاءات السودانية التي فشلت في بناء دولة..
لك الله يا سودان ..
وكالعادة نستعيد ذكريات المناضلين ومن فاوضوا الانجليز ومن رفعوا العلم من الرعيل الاول ..
وكل عام نغني ” اليوم نرفع راية استقلالنا” ..
“ويسطر التاريخ مولد شعبنا” ..
“وانا سوداني انا”
ونظل نسخط كثيرا علي ذلك المستعمر الذي ندعي انه ابتلع مواردنا ..
وما فعله بشعبنا العظيم رغم انه لم يكن بكل ذلك السوء الذي ندعيه وقد اقام لنا بنية تحتية مازلنا نستند علي اركانها حتي يومنا هذا ..
نعم نحتفل اخوتي بالاستقلال وقد حولنا ذلك الاستقلال لسراب ووعود واشواق اطلقناها لأبنائنا امآنيا بغد أفضل ..
وللاسف فلقد تبددت كل احلامنا ومعالم مستقبلنا..
واضعنا تضحيات من سبقونا..
فلم نقدر تلك النعمة وتلكم الحرية والاستقلال والسيادة التي نالها هذا الشعب الكريم ..
والسبب يكمن في تقدم ارتال من الطغاة كل صفوفنا وقد افسدوا حياتنا..
ومازالوا حتي يومنا هذا وقد افسدوا حياتنا وملؤها احقادا تاريخية وجهوية وعنصرية بغيضة ..
فلقد تسلطوا علي رقابنا وقتلوا فينا كل الآمال ..
فدمروا كل الكفاءات والمبادرات والافكار ..
وأغلقوا كل الأبواب في وجوه الاجيال فعشنا حياة الإخفاقات المتكررة في السياسات والاقتصاد والثقافة والرياضة ..
وها نحن وبعد ستون عاما تجدنا وكأننا مستعمرون ..
فعقولنا للاسف مستعمرة وكأنها مكبلة ..
وتاريخنا مستعمر ومليئ بكل اخطاء الماضي ..
ووحدتنا الوطنية مستعمرة و مهددة ..
فاصبحنا امة تعاني الفقر والحرمان وإلارهاب ..
والغريب ان الكثير من الدول من حولنا والتي عاشت استعمارا شبيها قد عبرت وقد كانت دولا مهملة تحيط بشوارعها الأتربة وبيوت القش ..
فبنت بسواعد ابنائها سياسات اقتصادية واجتماعية وتعليمية مميزة ..
بينما ظلت بلادنا محلك سر ..
وبدرجة ان البعض فينا قد اصبح يتحسر علي استعجالنا ولهفتنا لنيل الاستقلال ..
ولقد لفت نظري حوار عجيب بعنوان “حوار مع مجنونة” اجراه مراسل صحيفة الشرق الاوسط في مصحة للامراض النفسية فى الخرطوم ..
كان اللقاء مع *الدكتورة* احلام حسب الرسول وهى استاذة تاريخ فى واحدة من الجامعات السودانية*..
والتي اعلنت عن تشكيل تنظيم سياسى جديد يطالب بعودة الاستعمار الى السودان ..
حيث قامت السلطات السودانية بايداعها مصحة للامراض النفسية والعصبية بعد اسابيع قليلة من اعلانها عن حركتها السياسية التى اطلقت عليها اسم حركة (حمد) وهى اختصار لحركة المطالبة بانتداب دولى..
فلقد طالبت تلك الدكتورة عودة الاستعمار الى البلاد..
و بوضع البلاد تحت الانتداب الدولى والخبرات الاجنبية ..
وان تصبح البلاد تحت اشراف ورقابة محاسبية دولية ..
يضع فيه المستعمر الدستور والقوانيين ويشرف على توفير فرص العمل والصحة والتعليم والبنيات التحتية في بلادنا ..
وقالت : كل هذه العصابات التي تدعي الوطنية عليها ان ترحل فورا ..
ولابد من وضع السودان تحت الادارة الاجنبية لوقف كل هذا النهب والسلب والقتل ..
وقالت لهذا قالوا عني مجنونة واتهموني بالعمالة رغم انهم هم من باع البلد سرا ودفنوا فيها نفايات ذرية ..
فهذا الاستعمار الذي طالبنا بطرده هو من نقلنا الى مشارف القرن العشرين ..
وهو من اقام لنا السكك الحديدية ..
وهو من قدم لنا التعليم المدنى الراقى ..
وهو من قدم لنا افضل جهاز خدمة مدنية فى افريقيا ..
وهو من اقام المشاريع الزراعية وفنون الغناء والشعر والصحافة الورقية..
وهو من اسس الاسواق والنظام والتسعيرة ..
وهو وحده من علمنا معنى احترام حقوق الانسان والحيوان ..
فهذا الاستعمار الذي طالبنا بخروجه هو الذى خلق السودان الحديث ..
فالانجليز هم من اسسوا السودان الحديث ..
فكان هناك استقرار حقيقى للمواطن السودانى في زمان الاستعمار ..
اهتموا حتى بتدريس (الدايات) حتى لا تعانى المرأة السودانية عند الولادة او تموت ..
هذا الاستعمار هو الذى حارب عادة الخفاض الفرعونى بقوة وشدة ..
الانجليز قدموا للبلاد خدمات جليلة ..
وحاربوا مفهوم عدم تعليم الفتاة السودانية.
وانا كانثى سودانية انحنى احتراما للمستعمر الانجليزى ..
انتهي ..
اليس عجيبا اخوتي ان تصل بنا الحال لدرجة فقدان الثقة في النفس ..
اليس عجيبا ان نتحسر علي الكفاءات السودانية التي فشلت في بناء دولة..
لك الله يا سودان ..
أنت أصلك مصري … وأنتم سبب عدم تقدم السودان ………. لكن بعد الثورة إن شاء الله سيتقدم السودان … وتنهار دولة العدو المصري