قادمون … قادمون يا سودان العزة والكرامة

محمد حسن شوربحي
“ قادمون ياسودان ”..
قادمون يا وطني العزيز ..
شعار لابد ان يكون ..
ولابد ان يبقي ..
وقد رفعه كل الثوار في الميدان وكل سوداني حر..
وستظل راياته مرفوعة ..
وما ادل علي ذلك ما نشاهده يوميا من تتابع لمليونيات تهز الارضين وتتقدمه جحافل شبابنا الثائر عاري الصدر ..
وامام آلة عسكرية عمياء ..
وكأني وامام المتنبي حين قال :
رماني الدهر بالأرزاءِ حتى
فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
فصِرتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ
تَكسَّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ
فما أجملها ملاحم ثوارنا ..
وما اجمله هذا الجيل الراكب راس ..
وما اجملها من ثورة ابية ..
وما اعظمه من شعب مقدام ..
وحقيقة فلقد وقف العالم حائرا وهو يري هذا الشباب المصادم في كثير الميادين ..
رغم كل تلك الاسلحة واعداد الشهداء ..
فالمشهد اخوتي مهيب ويستحق الاعجاب ..
فحينما تَسمو الـنفس البشرية فإنها تَرتَقِي مَطالِع الجوزاء ! ..
ومَن تَكُن العلياء هِمة نَفْسِه = فَكُلّ الذي يَلقاه فيها محَـبّب ..
وإذا كنت ترضى أن تعيش بذلة .. فلا تستعدن الحسام اليمانيا ..
فما ينفع الأسد الحياء من الطوى .. ولا تتقى حتى تكون ضواريا.
فالاستبداد اخوتي قد فاق حد المعقول ..
وكان لابد من التصدي له بقوة ..
فالبلاد اخوتي وخلال الثلاثون عاما الماضية لم تكن دولة بالمفهوم الوطني..
فلقد كانت تحت سطوة جماعات كل انتمائها للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين ..
فعزلت هذه الجماعات البلاد عن كل العالم ..
وعزلت نفسها ..
واقصت كل معارضيها..
والقت بهم في غياهب السجون وبيوت الاشباح .. وشردتهم خارج البلاد ..
وهذا ما جعل الشعب السوداني الحر اشد شوقا للحرية .. فكان اصراره انتشال الوطن من مظاهر الفوضى العارمة ..
والانطلاق به نحو المجد ..
والغريب انهم ظلوا ومازالوا يدعون اسلاما بحثنا عنه في كل الاركان فلم نجده ..
فالاسلام اخوتي يحرم قتل النفس لكنهم قتلوا الانفس البريئة هنا وهناك..
والاسلام يحرم السرقة لكنهم سرقوا البلاد ..
والاسلام يحرم الظلم لكنهم ظلموا العباد بحصر التمكين لانفسهم ..
والإسلام قد كفل كل الحريات لكنهم استهانوا بحقوق الانسان الطبيعية..
فلا قيمة اخوتي لحياة انسان دون حرية ..
وقد صدق القائل:
وَمَشَتْ مَوَاْكِبُنَاْ كَمَاْ تَمْشِي الأُسُود إلَى الغِمَار
لَاْ لَنْ يَعِيْثَ بِثَوْرَتِي حِقْدُ الرِّهَاْنِ عَلَىْ الْحِصَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ إلَى الْوَرَاْ سَقَطَ الْمُقاْمِرُ وَالْقِمَار
لَاْ لَنْ أَمُوْتَ وَإِنْ أَمُتْ إِبْنِيْ سَيُدْفَنُ بِالْجِوَار
لَاْ لَنْ نَمُوْتَ فَشَعْبُنَاْ ذَاْقَ الْحَيَاْةَ وَلَنْ يُدَار
لَاْ لِلرُّجُوْعِ إِلَىْ الْقُبُوْرِ فَقَدْ مَضَىْ زَمَنُ الإِسَار
لَاْ لِلرُّجُوْعِ إِلَىْ الْوَرَاءِ فَقَدْ بَدَاْ ضَوءُ الْفَنَار
لَاْ لَنْ تَعُوْدَ سَفِيْنَتِيْ فَلَقَدْ مَضَتْ سُنَنُ الْكِبَار
وَلَقَدْ طَغَىْ شَوْقُ الْمُسَاْفِرِ دُوْنَهُ فَقْدُ الضَّمَار
إِنْ شِئْتَ سَلْ كَمْ عَاْشِقٍ شَرِبَ الْمَسَاْفَةَ والْقِفَار
لَقِيَ الْحَبِيْبَ عَلَىْ الضَّنَى شَرِبَ الْعِيُوْنَ مَعَ الْخِمَار
لَاْ لنْ نَعُوْدَ وَرَاءَنَاْ إِنَّ الشُّروقَ هُوَ الْمَسَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ وَصَمَّمَتْ أقْدَاْرُنَا نَفْسَ الْخيَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَإِنَّنَاْ فَوْقَ الْمَخَاْفَةِ وَالْفِرَار
رَكَعَ الرَّصَاْصُ أمَاْمَنَاْ عِشْقَاً وَحُبَّاً وَاعْتِذَار
سَاْحَاْتُنَاْ بَدَتِ الْمَدَاْفِنُ لِلشَّقِيِّ أوِ انْتِحَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَقَدْ قَضَى وَقْتُ الْعِتَاْبِ أوِ الْعِذَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَهَاْ هُوَ الْبَدْرُ الْجَمِيْلُ قَدِ اسْتَدَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَسَاْحُنَاْ دَاْرٌ يَطِيْب وَأَيَّ دَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ إلَىْ الظَّلَاْمِ فَبَيْتُنَاْ يَمَنُ النًّهَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ بِيُوْتَنَاْ فَلَقَدْ حَسَمْنَاْ الإخْتِيَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَقَوْسُنَاْ قَاْبَ الْمَقَاْصِدَ وَالعِيَار
وَسَلِ الْمَحَاْجِرَ إنْ تَشأْ عَوْدَ الْمَعَاْمِيَ والضِّرَار
لَا لَنْ نَحِيْدَ وَقَدْ بَدَا نِصْفُ الطَّرِيْقِ عَلَىْ انْتِظَار
خَاْطِرْ فَمَاْ حَاْزَ المَغَاْزِيَ خَاْئِفٌ وَدَعِ الْحِذَار
إِنَّ الًمُحَاْذِرَ يَبْتَغِيْ نِصْفَ الْجِنَاْنِ وَنِصْفَ نَار
(رِزْقُ السِّيُوْفِ عَلَىْ الشُّجَاْعِ وَمَاْ أَتَى) مِنْ رُوْحِ فَار
وَحَمَاْئِلُ السَّيْفِ الشَّرِيْفِ إِنِ انْتَضَتْ لَاْ تُسْتَثَار
لَاْ لَوْمَ لَاْ عَتْبَاً عَلَىْ سَيْفِ الْجِيَاْعِ الْمُسْتَشَار
لَنْ يَسْمَعَ الطَّاغِي إلَىْ لُغَةِ الْحَلِيْمِ أوِ الْحِوَار
لُغَةُ السِّيُوْفِ حَوَاْرُهُ لُغَةُ الْمَفَاْسِدِ والدَّمَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَهَاذِهِ الدُّنْيَاْ تَدُوْلُ مَعَ الْكِبَار
إِنَّاْ الْكِبَاْرُ وَهَاْمُنَاْ طَاْدَ الشَّدَاْئِدَ كَالْكِبَار
شَعْبُ الْمَآثِرِ وَالْحَضَاْرَةِ وَالنَّصِيْرِ بِلَاْ غُبَار
وَقَفَتْ لَنَاْ الدُّنْيَاْ وَمِنْ دَمِنَاْ بَمِعْصَمِهَاْ سِوَار
وَتَلَمْلَمَتْ فِيْهَاْ الْمُنَى وَالْحُزْنُ قَدْ سَدَلَ السِّتَار
لَاْ لَنْ نَعُوْدَ فَإِنَّنَاْ إِمَّاْ نَمُوْتُ أَوِ انْتِصَار
وَأمَانَةُ الإنْسَانِ فِيْ تَاْرِيْخِهِ ذِمَمَاً تُزَار
إِنَّ الْمُحَاْذِرَ طَبْعُهُ نِصْفَ الْمُنَاْفِقِ إِنْ أَشَار
فَبِنَرْجَسَيَّتِهِ ضَوْى إنْسَاْنُهُ وَهَوَىْ الْقَرَاْر
خَاْطِرْ وَشَاْوِرْ ثَاْئِرَاً نِصْفَاً وَنِصْفَاً يُسْتَشَار
وَاحْذَرْ فَقَدْ رَسَبَ الَّذِيْ تَرَكَ الْمَخَاْطِرَ لِلْحِذَار
قَطَفَ الشَّهِيْدُ ثِمَاْرَهُ لَاْ لَنْ نَخُوْنَ لَهُ الثِّمَار
فَثِمَاْرُهُ لَبِسَتْ أشِعَّتَهُ ضُحَىً شُعَلَاً وَنَار
صَاْنَ الضِّيَاءَ أَمَاْنَةً صَوْنَ اللَّأَلِيءِ فِيْ المَحَار
فَتَفَوَّقَ الصَّبْرُ الْجَمِيْلُ بِثَوْرَةً كَسَرَ الْعِثَاْر
وَسَقَ الْمَجَرَّةَ فِيْ الْمَدَى وَتَدَثَّرَتْ مِنْهُ الْوَقَار
خَصَرَ الْمَسَاْفَةَ وَاسْتَوَىْ بَعْدَ الْمَشَقَّةِ إِنْفِجَار
لَاْ بَأسَ إِذْ رَكَبَتْ مَمَاْشِيْنَاْ الشَّهَاْدَةُ بِاخْتِيَاْر
لَاْ لَسْتُ أَنْوِيَ عِيْشَةً بَقِيَتْ بِِهُوْنٍ وَاحْتِقَار
(لَاْ تَسْقِنِيْ كَأْسَ الْحَيَاْةِ بِذِلَّةٍ) لُقَمَاً وَعَار
(بَلْ فَاسْقِنِي بَالْعِزِّ) سُمَّاً قَاْتِلَاً أوْ إِنْتَصَار
وِنِهَاْيَةُ الْلَّيْلِ الطَّوِيْلِ مَشَقَّةً يَأتِيْ النَّهَار
……………
وقادمون قادمون يا وطني العزيز.