مرتضى الغالي
الإنقاذ شجرة ملعونة في اصل الجحيم .. والانقلاب ما هو إلا الامتداد الطبيعي للانقاذ .. وظهور كرتي الذي يماثل (عودة البعاعيت) إشارة إلى السوءتين .. وكارثة مستحدثة بين كارثتين..!! وطلته مجدداً في قناة النيل الازرق (لصاحبها فتحي شيلا) بعد قناة الخبث والخبائث (لسارقها عبد الحي يوسف) أثارت حفيظة السودانيين فاستوقدوا مشاعل ذاكرتهم الحيّة (باذن الله) وامتلأت الاسافير والصحائف بالرسائل والتقارير والمعلومات الغزيرة التي توثق في شهادات صادقة فساد الإنقاذيين وركام الإدانات والاتهامات التي تلاحق كرتي وعصبته .. ومن بينها شهادات عديدة تدير رءوس أعتى المجرمين والمحتالين في أقبية الفساد العالمي من حيث (حجم) فساد الجماعة ومن حيث (طرائقه) العجيبة..! .
هذا فساد غريب الشكل واليد واللسان .. بعضه نهب وبعضهم لصوصية وتهريب معادن (ثمينة ومشعّة) .. وبعضه صكوك وبعضه تزوير وبعضه تكويش موارد عامة .. وبعضه بيع بغير أوراق .. وأوراق بغير سند .. وسند بغير سلع .. وبعضه حضور شيكات في غياب الصفقة .. وبعضه تحويل قروض عالمية وبنوك محلية الى ملكية (ثلاثة اشخاص) وبعضه استثمار وهمي .. وبعضه بيع اصول سيادية لأجانب .. وبعضه تكويش أراضي وعقارات يضيق عددها وحجم مساحاتها عن الحصر والعد .. وبعضه اسمنت يعاد تدوير بيعه بالدولارات في حين أن خامة هذا الاسمنت مادة محلية من جبال السودان الغبشاء .. ولكن يتم تزييف إنتاجه باعتبار أن مواده الأولية مستوردة من اليابان..! ويجري انتقال الأرصدة من حساب محلي إلي حساب أجنبي .. ومن حساب قائم إلى حساب وهمي .. ومن حساب حكومي مسروق إلى آخر (تجميعي)..! .
وبعض هذا الفساد الذي تحتشد به التقارير والذي جاءت به الإنقاذ (وفي معيتها كرتي) فيه طائرات وخطوط عالمية وشركات سلاح ويخوت وعبّارات وبواخر لا تدور بأحلام السندباد البحري..! وبعضه شراكات مع مافيا تديرها عصابات من قيادات الانقاذ في شبكة تجمع بين الأصهار والإخوان وأبناء العمومة والزوجات وأولاد الأزواج والأقرباء وما يجمع (ابن زيد) مع (عديل عبيد) وما يجمع الزوجة السابقة مع الديّوس الحالي..! وهناك (زمالة الدفاع الشعبي) و(زمالة النهب المشترك) واتفاق التستر على سرقة البنك الشهير والقرض الأشهر الذي ذهب راساً من الدولة الأجنبية إلى جيوب (عصابة الأربعة) بمعرفة ورعاية قيادة البنك المركزي الانقاذية حينها..!!
طبعاً هذا بعض ما طالعه الناس وطالعناه معهم من تقارير شهيرة أعيد نشرها بعد ظهور علي كرتي (الفرنكشتايني) ومنها تقرير عجيب بالأرقام والحيثيات لو قرأه أو طالعه كرتي نفسه لامتلأ قلبه رعباً .. وفرّ ولم يعقِّب..!! .
لقد عرف الناس الانقاذ (حق المعرفة) ولم تعد خافية عليهم .. لقد عرفوا فسادها وتربّصها بالوطن، وما تضمره من نوايا سافرة لتحطيمه و(تكسير قواديفه) ومنع اشراق شموسه وتعطيل دواليب اصلاحه حتى لا ينهض على قدميه .. وقد كان انقلاب البرهان وجماعته آخر ما في مشروعهم الإجرامي من تآمر عند اللحظة التي رأوا فيها بوادر الانطلاق تحت رايات العدالة والحرية وحكم القانون .. وهاهي الإنقاذ الآن شمطاء عارية فاسدة .. وثلة مُفسدة مُجرمة يسير خلفها اعلاميون وصحفيون مرتشون و(خبراء استراتيجيون) بظهور مقوّسة على هيئة (أحدب نوتردام) وصغار يهشّون الذباب ويلهثون حول الفتات مثل صاحبك (زول القناة) الذي ذكرنا سوءة ما اظهره للناس في شاشته وهو يعيد لغو كرتي وتزلّفه ومدحه لقائد الانقلاب بأنه ضابط عظيم..!! رحم الله شرف الكلمة و(محجوب شريف)..!! .
