مالذي تحمله زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي “مولي في” للخرطوم؟؟

تقرير: الراكوبة
هاهو يونيو المحتدم باحداثه يقف نقطة فارقة بين أشهر العام معلنا انتصافه، والأحوال لم تزل على أوضاعها، فاصطراع قوى الثورة مع العسكر يقف في ذات المنطقة الرافضة لعودة الشراكة المعطوبة، بعد أن تلاشت عوامل الثقة وانتهت، فجل المطالب الآن تنادي بحكم مدني مطلق، وعودة العسكر إلى ثكناتم، بينما تسعى الآلية الثلاثية المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والايقاد، جاهدة في محاولة إيجاد نقاط إلتقاء بين الفرقاء، يدعمها في ذلك كثيرون على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي يمثل لها استقرار السودان الكثير، وفي خضم حالة البحث هذه عن توافق، تزور الخرطوم مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية ” مولي في” هذه الأيام في زيارة تمتد لمدة خمسة أيام فما الذي تحمله معها؟ هل ستدفع “في” بعجلة الحوار الذي تتبناه الآلية الثلاثية المشتركة؟ أم انها ستمارس مزيد من الضغوط على الانقلابيين لإنهاء الإنقلاب؟
مهمة معقدة
تبدو المهمة أمام مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية “مولي في” عصية بعض الشئ، وفق معطيات المشهد في دعم العملية الرامية لحل الأزمة بعد الانقلاب العسكري في أكتوبر ٢٠٢١، والتي بموجبها تزور البلاد هذه الأيام، بتسهيل من قبل الآلية الثلاثية المشتركة، ما يجعل الباب مشرعا حول كثير من التكهنات، في ظل انقسام بين القوى السياسية حول عملية الحوار، وبين قوى الثورة الرافضة للمبدأ منذ الاساس، وتطالب بابعاد العسكر، في وقت لم يزل فيه يرفع الشارع لآته الثلاث، لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية.
وفيما تظل التساؤلات كثيرة، وكذا الاحتمالات، سيما عقب دعوة “في” لقاء لجان المقاومة، الممسكة بزمام الشارع والتي ترفض منح الانقلاب اي شرعية، يرى مراقبون أن زيارتها تصب في صالح المكون العسكري، وذلك من واقع ما قام به من إجراءات لتهيئة المناخ لحوار وطني يفضي إلى إنجاح الفترة الانتقالية.
مزيد من التهلكة
وفي مايو الماضي بحث رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان مع ” مولي فيي” مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا الفترة الانتقالية والدور الأمريكي في السودان خلال الفترة المقبلة.
وأكد البرهان خلال اتصال هاتفي تلقاه منها
التزامه باستكمال المرحلة الانتقالية، وصولا لمرحلة التحول الديمقراطي، متعهدا بدعم جهود الآلية الثلاثية للحوار الوطني إضافة إلى دعم الجهود الأخرى المبذولة من قبل السودانيين لتحقيق التوافق الوطني.
وأكدت “في” من جانبها دعم الإدارة الأمريكية لعملية الانتقال في السودان، والحوار والوفاق بين القوى السياسية والأطراف السودانية الذي ترعاه الآلية الثلاثية.
وينتقد بدوره المحلل السياسي خالد البشير تعنت قوى الحرية والتغيير في رفض الحوار، مؤكدا خلال حديثه ل”الراكوبة” ضرورة بقاء المكون العسكري في الحكم وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية التى تقوم على مبدأ الشراكة.
وأوضح أنه وفي ظل انعدام الثقة بين الأطراف، فانه وبالضرورة بمكان وضع ضمانات من قبل المدنيين قبل الخوض في الشراكة تضمن لهم عدم أقدام العسكر على الانقلاب مجددا وتكون بمباركة دولية، تقود السودان بر الأمان، وتابع: ما يحدث الأن لن يفضي الا للمزيد من التهلكة وقتل الشباب فيما يظل العسكريين باقين في مقاعدهم.
تسوية مرفوضة
غير أنه وبحسب ما يراه المجلس المركزي للحرية والتغيير، فإن الإدارة الأمريكية تسعى للوصول إلى تسوية وهو ما يرفضه ويشدد عليه.
ووفقا لعضو المجلس محمد الهادي ل “الراكوبة” فان الولايات المتحدة لديها مخاوف من أن يلجأ العسكر إلى إغلاق البلاد والسيطرة عليها بشكل كامل مثلما فعل المعزول البشير طوال عقوده الثلاث، وهو ما يجعلها تسعى الى تسوية تضمن بها استقرار السودان الذي يمثل لها الكثير.
ويرى في ذات المنحى ضرورة الحل السياسي الشامل الذي ينهي الانقلاب في البلاد ويعود بالعمر إلى ثكناتهم، وتابع: الإدارة الأمريكية تريد الوصول إلى تسوية وهو أمر مرفوض بالنسبة لنا، وزيارة “مولي في” تأتي في هذا الإطار، حتى تضمن استقرار السودان الذي يعني لها الكثير، واتم: موقفنا المبدئي داخل الحرية والتغيير واضح ومعروف، وهو الوصول إلى حل سياسي ينهي الانقلاب وما ترتب عليه، اما غير ذلك فإنه لا شراكة مع العسكر.
زيارات سابقة
وتعد زيارة” مولي في” للسودان هذه المرة الثالثة منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر الماضي، فاعقاب الانقلاب قامت بزيارة للسودان في الفترة من ١٤ _ ١٦ نوفمبر الماضي لدعم التحول الديمقراطي للسودان، والتقت خلالها العديد من المسئولين والقوى السياسية واعضاء المجتمع المدني لمساعدة السودان على تخطي الازمة السياسية.
وفي يناير الماضي سجلت مولي زيارة ثانية للسودان بعد أن أعلنت الخارجية الأمريكية، أن مساعدة وزير الخارجية مولي فيي والمبعوث الخاص الجديد للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، سيسافران إلى المملكة العربية السعودية والسودان وإثيوبيا في الفترة من ١٧ إلى ٢٠ يناير، وحضرت ” في” أثناء وجودها في الرياض، اجتماع أصدقاء السودان والذي كان يهدف إلى حشد الدعم الدولي لبعثة (يونيتامس) في جهودها لتسهيل المُشاورات حول العملية السياسية في السودان حول كيفيّة المضي قدماً من أجل الديمقراطية والسلام.
وقالت الخارجية الأمريكية أن رسالة “في” ستكون واضحة، بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني.
إطار مزدوج
وفي مقابل ذلك يرى الصحفي والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر أن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية “مولي في” تأتي في إطار ثنائ مزدوج يتمثل في الضغط على الانقلابيين من جهة، والحث على ضرورة استمرار الحوار المفضي الي مرحلة انتقالية مدنية
ويرى خاطر خلال حديثه ل “الراكوبة” أن الفرق بين أمريكا وبقية الدول الأخرى فيما بينها السودان، أن الشعب الأمريكي هو من يحكم نفسه بنفسه، وهو ما تسعى اليه أمريكا مع السودان، وذلك من خلال التحذيرات التي أطلقها الكونغرس الأمريكي، لدول الجوار من التدخل السالب في مسيرة الشعب السوداني في التوصل إلى حكم ديمقراطي.
وحول إمكانية نجاح الحوار في ظل رفض الحرية والتغيير ولجان المقاومة، يؤكد خاطر على أن هؤلاء يرفضون التفاوض مع الانقلابيين وليس الجيش وهذا الفرق يجب أن يكون واضحا بحد تعبيره.
اغتنام الفرصة
وتزور الخرطوم في الفترة من الخامس إلى التاسع من يونيو الجاري مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية مولي في إلى السودان في الفترة من ٥إلى ٩ يونيو.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح صحفي إن زيارة مساعدة وزير الخارجية تأتي في إطار دعم العملية الرامية لحل الأزمة بعد الانقلاب العسكري في أكتوبر ٢٠٢١، بتسهيل من قبل الآلية الثلاثية.
وستلتقي مولي في خلال الزيارة بمجموعة واسعة من أصحاب المصلحة السودانيين والفاعلين السياسيين لتشجيعهم على اغتنام الفرصة التي تتيحها العملية التي تيسرها الآلية الثلاثية لاستعادة الانتقال إلى الديمقراطي والاستقرار الاقتصادي ،والمضي قدماً باتجاه السلام .
برة اللعبة
وفي بيان ل “في” فبراير الماضي أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، قالت إنه ومع تقدم الحوار الذي تيسره بعثة الأمم المتحدة، سيقدمون دعما ملموسا لتمكين الشعب السوداني ومنظمات المجتمع المدني من توجيه عزمهم على إعادة تشكيل مسار جديد بقيادة مدنية للديمقراطية يتضمن إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية لتحقيق أهداف الثورة المتمثلة بالحرية والسلام والعدل.
ووفقا لمسؤول تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم مجدي تيراب فإن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي “مولي في ” اذا ارادت دعم الانتقال، فانه يحب على العساكر أن يكونو خارج اللعبة بحد تعبيره.
واكد تيراب ل “الراكوبة” أن “في” تمتلك حق ممارسة الضغط على الانقلابيين للتنحي، لكنها أن سعت لأحداث تقارب فإن ذلك أمر مرفوض.
وتابع: لن يكون هناك حوار مباشر او غير مباسر مع العسكر، وإذا خرجت “في” عن خط الشارع فلن تجني اي فائدة، واكمل: الشارع سوف يُسقط الانقلاب الذي يعيش الان في مراحل مهزوزة، وإذا ارادو تشكيل حكومة مدنية فإن الأمر محسوم وهو أن العساكر (ما ح يكونو لاعبين).
جايه تحمل لنا ماسوووورة جديدة اكيد هههههههه