كيفية الارتقاء بطرق التدريس بالجامعة (3/6)

بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
الذاكرة فى الانسان:
هنالك أسئلة ثلاث أساسية يجب أن يلم باجاباتها كل من له صلة بالعملية التعليمية على كل المستويات حتى يستغلها بطريقة سليمة ومرشدة. هذه الأسئلة هى :
- كيف تتكون الذكريات؟ يعرف هذا باسم التشفير encoding
- كيف يتم الاحتفاظ بالذكريات؟ ويعرف بالتخزين storage
- كيف يتم استدعاء الذكريات؟ يعرف بالاسترجاع retrieval
أولآ : التشفير
عملية نشطة تتطلب اهتمام انتقائى (اختيارى) للمادة التى ستشفر. السؤال هو متى، اثناء العملية التشفيرية، يتم استبعاد المعلومة (المادة) غير المرغوب فيها؟
طبقا للعالم برودبينت ان هنالك نوعان من المعلومات السمعية اطلق عليهما binaural and dichotic listening.
الأولى عبارة عن (رسالتين) تسمعان بواسطة (الأذنين) فى نفس الوقت، بالتالى من الصعب استعادتهما، ويتم (التخلص) منهما معا مبكرا. كمثال عندما يتحدث المحاضر ويتحدث الطالب مع زميله فى نفس الوقت.
أما الثانية فهى أيضا (رسالتان) سمعت أحداهما عن طريق (أحدى الأذنين) وسمعت الأخرى بالأذن الأخرى، فيمكن بسهولة (استعادة) احداهما و(تجاهل) اخرى، ويحدث هذا مبكرا أيضا.
عندما يكون شخص ما مشاركا فى حفل أوجلسة يتم فيها تبادل الحديث، أو كما يقولون فى الغرب حفل كوكتيل، فستحدث (تصفية للمعلومات) فيما بعد و تسمى late filtering ، فيها يتم (تسجيل) كل الرسائل، لكن (تبقى) بالذاكرة الرسائل (ذات المعنى) فقط. طبقا للعالم شريفين 1988م فان هنالك احتمال آخر وهو أن وقت حدوث التنقية يتوقف على نوع العمل/ الفعل. كلما زادت (السعة الانتباهية) فى أى وقت، كلما استطاع الفرد استخدام المعنى، ثم فيما بعد يقوم بالانتقاء والتصفية.
كما قد تتأثر (الذكريات) بكمية ونوع (الاهتمام) الذى توفر للعمل/الفعل الضرورى لتشفير المادة أو المعلومة (بمعنى آخر المذاكرة).
كما أن هنالك مستويات مختلفة من العمل/ المعالجة processing التى تحدث، وبعضها أعمق من الآخر، لكن لايوجد تعريف لما يعنون بكلمة عميقdeep :
- التشفير التركيبى structural encoding: يركز فيها على التركيبة الفيزيائية (شكل) المنبه، يعتبر مستوى سطحيا.
- تشفير صوتى phonemic encoding: يركز على أصوات الكلمات، ويعتبر مستوى متوسط.
- التشفير للمعنى semantic encoding: يركز على المعنى، وهو الأكثر عمقا (هنا يجب أن نركز مناهجنا وطرق تقديمها).
هنالك عوامل أخرى لها أهمية كبرى فى عملية تشفير المعلومة منها:
- التوسع أو الاسهاب elaboration وعملية الربط بمعلومات أخرى.
- الصور البصرية visual imagery يمكن استغلاله لجعل المادة غنية بحيث يسهل تذكرها أو يصعب نسيانها.
- دمج الوسائل الصوتية بالوسائل البصرية يقوى من عملية التذكر.
ثانيا: التخزين
هنالك طبقا للنظريات الحديثة، ثلاث مراحل لتخزين الذاكرة:
- مخزن حسى sensory store: يحتفظ بالصور الحسية (لجزء صغير من الثانية )، وهى تكفى بالكاد لحدوث الادراك development of perception
- مخزن قصير لمدى :short-term store تستمر لفترة 20 الى 30 ثانية دون التمرن (rehearsal ) على المعلومة:
- عند التمرن على المعلومة يمكن للذاكرة أن تستمر بذات طول فترة التدريب.
- الذاكرة قصيرة المدى أيضا محكومة أو محدودة بعدد الأشياء التى يمكنها الاحتفاظ بها:
- السعة: سبعة أشياء.
- يمكن زيادتها عن طريق الدمج chunking أى دمج الأشياء المتشابهة فى وحدات.
- كان يظن أن الذاكرة قصيرة المدى عبارة عن منظم تدريبى بسيط simple rehearsal buffer لكن ثبت فيما بعد أنها أكثر تعقيدا من ذلك. فهى ليست محددة فقط للتشفير الصوتى. فقدان (نسيان) المعلومة بوسائل أخرى بخلاف التحلل (التأكل) decay أو الاحلال displacement وغيرها.
- يمكن تشبيه الذاكرة قصيرة المدى بوحدة CPU بجهاز الحاسب الآلى. فله القدرة على تخزين كمية محدودة من المعلومات فى ذاكرته المعروفة باسم cache ram أثناء معالجتها لها وهو نوعية مما يسمى بالذاكرة التشغيلية working memory.
- مخزن طويل المدى long-term store: اقترح أن الذاكرة طويلة المدى ذاكرة دائمة permanent، بمعنى أنه لا ننسى أى شئ، لكن تفقد فقط طرق استعادة/ استرجاع المعلومة. الأدلة على ذلك:
- flashbulb memories: وهو تذكر لأشياء لايمكن نسيانها ويسمى vivid recollection لاحداث بعينها مثل مقتل زعيم ما أو حدوث زلزال أو بركان .. الخ
- دراسات على مستوى المخ تعمل باستخدام تنبيهة بطريقة كهربائية تسمى Penfield’s electrical stimulation.
- عمليات التذكر عن طريق التنويم المعنطيسى hypnosis aided recall
لكن هذة الذاكرات ليست دقيقة كما كان يظن من قبل. نبع من ذلك تساؤل وهو:
هل تنتقل الأشياء التى خزنت بالذاكرة (قصيرة المدى) وتخزن فى مخازن الذاكرة طويلة المدى؟
هنالك ما يعرف باسم تأثير الوضع التسلسلى serial position effect وهو يعتمد على عاملين:
- الأولوية primacy : ربما يؤثر هذا العامل على الذاكرة (طويلة المدى). الكلمات الأولى يتم التدرب عليها أكثر، علية تستطيع أن تذهب الى الذاكرة طويلة المدى.
- الحداثة recency: الكلمات التى تأتى فى النهاية لن يتم التدرب عليها كما يجب، لكنها لاتزال متوفرة بالذاكرة قصيرة المدى.
- اذن التدرب يساعد على نقل الأشياء الى الذاكرة طويلة المدى، لكن لا ننسى أن هنالك عدة أنواع مختلفة من التدرب:
- تدريب للمحافظة maintenance rehearsal: الخطاب المبسط او من الذاكرة simple recitation
- تدريب توسعى (مسهب) elaborative rehearsal: توضيح معنى المعلومة ومن المنتظر من هذا النوع أن يتحول مباشرة الى الذاكرة طويلة المدى.
- للذاكرة طويلة المدى تركيبات تنظيمية organizational structures متعارف عليها:
- التجمع العنقودى clustering: مرتبطة بالأشياء التى دائما ما (تذكر معا).
- الهيكلة التنظيمية المفهومية conceptual hierarchies: نظام يستخدم (لتنظيم الذكريات).
- الشبكات الرمزية :semantic networks أقل درجة تنظيمية عن سابقتها ومرتبطة (بعلاقات) معها بعلاقة ارتباطية بمفاهيم أخرى.
- برامج خططية عامة عنقودية معلوماتية schemas : متعلقة بالأحداث أو أشياء استخلصت نتيجة (ممارسات سابقة)، ودائما مانتذكر أشياء تتناسب ومفاهيمنا أكثر مما نتذكر تلك التى لاتتناسب معها. المخطوطة / الكتاب تعتبر schema تقوم بترتيب معرفتنا سواء كان ذلك متعلقا بالأشياء العادية أو الأنشطة. اذا ماكان الشخص على معرفة بالمخطوطة التطابق مع الحدث فيمكنه (بسهولة) تذكر عناصر الحدث.
- للذاكرة طويلة المدى تركيبات تنظيمية organizational structures متعارف عليها:
الي اللقاء في الحلقة الرابعة.
هذا مقال راقى ينم عن المام واسع بالطرق العلميه والادرايه للتعليم …وهذه وجبه دسمه بالنسبه للعامه وخاصة قراء الراكوبه … وقد يصعب فهمها الا لفئه من المنخرطين بمسيرة التعليم بالدول المتقدمه (من كندا واميركا وانت طالع .) …وليس بدول اقل من ذلك .
ليس هذا محله لأن مكان تطبيقه هو قاعات الدرس للمتخصصسين وهل كل مدرس يطرح الخطوط العريضة لما يدرسه على صفحات الجرايد بدلا من قاعات الدرس؟