أخبار السودان

خريف الخرطوم.. (الموية تكضب الغطاس)

خبير بيئي: التحديات تتركز في ثلاث مشكلات 

راصد جوي: خريف هذا العام ليس ككل عام ولابد من الحذر 

الحكومة: اكتمال كافة الاستعدادات لمجابهة خريف هذا العام

مواطنون: على الجهات المختصة الإسراع في حل الإشكاليات المصاحبة للخريف

يترقب المواطنون بحذر فصل الخريف هذا العام، في وقت لا يزال الكثيرون محملين بذكريات مؤلمة من العام 2018، وما تلاه من أعوام وهو العام الذي شهد سيولاً وفيضانات كبيرة تحولت إلى كارثة مدمرة ومحنة قاسية في كثير من مناطق البلاد.

وبحسب المؤشرات والقراءات الأولية لمتخصصين فإن ارتفاع درجات الحرارة يشبه ما كان عليه الطقس قبل أربع سنوات مضت، مما ينبئ بأن الوضع ربما يكون مماثلاً بهطول أمطار غزيرة بمعدلات قد تفوق ما كانت عليه خلال الأعوام الماضية، فهل تكون استعدادات هذا العام على المستوى أم إن السيول والفيضانات ستفاجئ المواطنين وتتكرر الكارثة نفسها مرة أخرى؟ ومن جهة الحكومة فهي تصرح دائماً بأنها في حالة استعداد للخريف بينما تتكرر نفس السناريوهات كل عام فكيف تكون استعداداتها لهذا العام في ظل تلك الظروف التي تمر بها البلاد؟

تحقيق: رفقة عبدالله

*  الاستعدادات قبل الخريف

انتظمت منذ فترة تحركات في محاولة للتحوط لخريف هذا العام وما قد يشهده من سيول وفيضانات على جميع أنحاء السودان، بدأت بوادرها في بعض المناطق بأعالي النيل الأزرق ونواحٍ أخرى من الولايات الغربية، حيث شهدت هطول أمطار خفيفة مصحوبة بالرياح والأتربة. على إثرها عقدت اللجنة العليا لطوارئ خريف 2022م اجتماعها الدوري بالدفاع المدني ولاية الخرطوم برئاسة الدفاع المدني ولاية الخرطوم استعرضت فيه استعدادات الدفاع المدني ولاية الخرطوم لخريف هذا العام.

وفي تصريح لـ(المكتب الصحفي للشرطة) أوضح العميد شرطة أيوب عبد الرحيم مدير الدفاع المدني ولاية الخرطوم اكتمال كافة الاستعدادات لمجابهة  خريف هذا العام حيت تم وضع خطة عمل تشتمل على عدة  محاور حسب معطيات خريف هذا العام، وأضاف أن الاجتماع ناقش العديد من الخطط لمجابهة الكوارث المصاحبة لفصل الخريف حال وقوعها والوقوف على آخر التجهيزات لها، مشيراً إلى أن الاجتماع خرج بعدد من القرارات والتوصيات المهمة أبرزها توفير الموارد الضرورية وتكوين لجان طوارئ بالولاية والمحليات مع وضع تدابير احترازية والتحوط المبكر والتنسيق مع الجهات ذات الصلة.

*  تحذيرات من كوارث

الخبير البيئي إسماعيل بابكر حذر من تحديات كبيرة تواجه البلاد، إذ تعاني الفقر في البنى التحتية المعيارية القائمة على دراسات هندسية علمية، تأخذ في الاعتبار الوضع المناخي والطبوغرافي والبيئي من حيث الاطمئنان على مقدرة مواعين التصريف على تحمل الكميات المتوقعة. وأضاف بابكر في تصريح لـ(اليوم التالي) أن التحديات تتركز في ثلاث مشكلات أساسية، أولها تراكم المياه، ثم السيول، فضلاً عن فيضان النيل وإغراق مناطق كثيرة بالمياه، مشيراً إلى أن تزامن كل هذه المشكلات مع بعضها يخلق تدهوراً بيئياً وصحياً، في وقت تعاني فيه البلاد تعقيدات وضائقة اقتصادية. وعلى العاصمة المعاجلة على مستوى ولاية الخرطوم، أملاً أن تكون بقية الولايات اتخذت المنحى نفسه من حيث الاستعداد والاستفادة من تجاربها السابقة، وبالتركيز على ترحيل جميع المناطق من مواقع الخطر من دون مجاملة أو تساهل في ذلك الإجراء. والتخلص العاجل من النفايات المتراكمة قبل حلول الخريف في المرادم المخصصة لها.

*  تحذيرات في بريد الحكومة

وتوقع الراصد الجوي المنذر أحمد الحاج أن خريف هذا العام ليس ككل عام وعلى الحكومة والمواطنين الحذر مضيفاً: تبقت أيام قليلة ويبدأ الخريف وكل جنيه يستثمر في الاستعداد للكوارث يوفر ملايين الجنيهات من الخسائر التي يمكن أن تحدث، وقال المنذر بحسب مقال في صفحته الرسمية في” فيسبوك” إن المصارف ما زالت مليئة بالأوساخ والشوارع وحفر ومطبات والنفايات منتشرة في وسط الشوارع، في حال لم نتحرك الحكومة الآن وتعمل ليل ونهار سيعاني المواطن من الوصول الى عمله والرجوع الى منزله بسبب امتلاء الشوارع بالمياه وستنتشر الأمراض بسبب تراكم النفايات في الطرق والأسواق، بل ستتعطل السيارت بسبب الحفر والمطبات ذلك سيؤدي الى انقطاع التيار الكهربائي بسبب عشوائية التوصيل وعدم ثبات بعض الأعمدة ووجود الأشجار بالقرب من أسلاك الكهرباء .

* جسر واقٍ

وعلى صعيد ترتيبات الولايات عقدت اللجنة العليا لطوارئ الخريف بولاية الخرطوم اجتماعاً وقفت فيه على سير عملية الاستعدادات لموسم الأمطار، واكتمال جميع الاستعدادات لمجابهة أي طوارئ في خريف هذا العام، وناقشت اللجنة العديد من الخطط وخرجت بعدد من القرارات والتوصيات المهمة، أبرزها توفير الموارد الضرورية وتكوين لجان طوارئ بالولاية والمحليات مع وضع تدابير احترازية والتحوط الباكر والتنسيق مع الجهات ذات الصلة، وفي صعيد آخر وقف والي الخرطوم المكلف الأستاذ أحمد عثمان حمزة بمحلية جبل أولياء على أعمال إنشاء الجسر الواقي من الفيضان الممتد مسافة ٢٣ كلم على شاطئ النيل الأبيض بداية من جسر الدباسين شمالاً وحتى ديم البساطاب قرب خزان جبل أولياء جنوباً كأطول جسرٍ واقٍ من الفيضان بالولاية. إضافة للمدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء ومهندسي هيئة الطرق والجسور، مدير هيئة الطرق والجسور ومصارف المياه مهندس مختار عمر صابر قال إن هذا الموقع يأتي ضمن عدد من المواقع التي تعمل فيها الهيئة في إطار في تنفيذ خطة أعمال الخريف بمناطق شمال بحري وشمال كرري وجنوب أمدرمان فضلاً عن الأعمال التي تمت بفتح الخيران وتعزيز الجسور الواقية من السيول وتطهير ونظافة المصارف. وأكد  الوالي أن أعمال الخريف تجد كامل الدعم من حكومة الولاية مطالباً بضرورة تكثيف الجهود خلال شهر يونيو الجاري للفراغ من التجهيزات قبل هطول الأمطار معلناً أن الولاية ستجرى اتصالات مكثفة للحصول على دعم إضافي بالآليات من القوات النظامية والشركاء بعد الأنباء التي تتحدث عن توقعات بهطول أمطار غزيرة في خريف هذا العام كما ناشد الوالي المواطنين بالسماح للآليات بالتحرك بحرية للقيام بمهام الردميات باعتبار أنها تخدم المصلحة العامة .

* مشاهدات الصحيفة

كشفت جولة للصحيفة “اليوم التالي” عن انفجار”أنابيب” الصرف الصحي في شوارع العاصمة، مما أدى الى غضب المواطنين تجاه حكومة الولاية وبحسب الجولة فإن وسط الخرطوم وعدد من الشوارع الرئيسية ما زالت بحالة سيئة لا تدل على استعدادها لفصل الخريف سيما أن الشوارع تفوح منها الروائح الكريهة التي تفوح من مستنقعات مياه الصرف الصحي الراكدة  وتساءل عدد من المواطنين الذين تحدثوا لـ(اليوم التالي): كيف لمثل هذه الشوارع أن تستقبل فصل الخريف بهذه الحالة؟ وتوقعوا أن تشهد العاصمة فيضانات في حال لم يتم الاستعداد لها جيداً. وكشفوا عن تضررهم التام من سوء تصريف المياه وعدم صيانة المجاري خلال الأعوام السالفة، مناشدين الجهات المختصة بالإسراع في حل الإشكاليات المصاحبة مع خريف تلك الأعوام بجانب القضاء على جميع السلبيات المصاحبة واستبدالها بإيجابيات تحسن من وضع المواطن البيئي، كما طالبوا من الجهات المسؤولة بصيانة طلمبات التصريف وردم البرك الموجودة وسط الأحياء التي أزهقت أرواحاً كثيرة.

* فقدان ثقة

.  لجنة طوارئ الخريف والفيضانات بمحلية بحري والمدير التنفيذي تفقدوا سير العمل في تطهير الخيران والمصارف وتقوية الجسور والتروس النيلية  بالمحلية، وقد اطمأنوا على سير الترتيبات التي وضعت لخريف هذا العام وأشاروا الى أن الوضع مطمئن، بينما يقول مواطنيو استطلعتهم صحيفة “اليوم التالي” إن الجهات المسؤولة في كل عام تقول نفس التصريح وتقوم بزيارات وعندما يأتي فصل الخريف تتكرر نفس الفضيانات والكوارث لذلك فقدنا الثقة في الحكومة وأصبحنا نقوم بعمل استعدادات ومجهودات فردية من قبل شباب الأحياء على حد قولهم .

=-=-=

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. لا أدرى لما التذمر من الخريف ؟! ,
    فالخريف يعمق الهوية السودانية التى حملها المثقفين السودانيين على عواتقهم و حلموا بنشرها فى انحاء العالم من خلال أدبياتهم و انتاجهم الفكرى وفنونهم وموسيقاهم و دبلوماسيتهم و مهاجريهم على الدوام .
    ففيه تتعزز قيم المغبشة و المخدرة , و بالحلول الحكومية التى تقطع الطريق على مجذوبىّ الثقافات العالمية البغيضة و التى تتمثل فى زيادات الاسمنت و أسعار مواد البناء ووضع الجبايات على منتجات البناء البغيض , حرصا من الحكومات على دفع المواطن الى الرواكيب و الخيام _ تكتمل عناصر المغرزة السمحة.
    فيعيش السودانيين أبهى مواسهم فى جلبطة خارقة , تلوح من خلالها أحلام المهدى و خيالات المكوك , هيئة علمائه الاسلامية و نسبة للهرمونات الخريفية , يخالجها الصبا و تدعو الى التعدد و الاغتصابات السمحة, ذات الهرمونات التى تعزز أغانى الدلوكة التى تهيج الشيوخ فينتفض الجمع بعرضات سمحة يهزوا فيها أوساطهم و يجلدوا مدعويهم و يرشوا بعض باللبن , النسوة حينها ينشطن بالختان و دق الريحة و العودة الى الجزور , دكاترتهم بالتمكين السمح فى المدارس والجامعات , يحلمون بالتأصيل والعودة الى عصور الخلية الواحدة حتى يتخيل الدكتور الممكن له بأنه صارقيل.
    بعضهم يلف نفسه فى غلالة قماشية كالمومياء , يزينها بالجدلات الصوفية تصورا منه أنه دودة قز – تقدل فى حقول القطن فتحبه الفتيات و يغمى عليهن .
    ختاما أذكر بعض أبيات الشعر السودانى القاسى و السمح الاصيل حول الخريف :
    الشم خوخت بردن ليالي الحرة
    والبراق برق من منه جاب القرة
    شوف عيني الصغير بي جناحه كفت الفرة – فى دلالة على الضرب المبرح المتبادل والاصالة السمحة.
    تلقاها أم خدود الليلة مرقت برة – وهنا ترتفع هرمونات الشاعر الخدارء و يذهب الى المسيد.
    هاج فحل أم صريصر والمنايح بشت – فشيخ ام صريصر تطور من مرحلة الدود الى الصريصر و شعر بالحماس.
    وبت أم ساق على حدب الجميل اتعشت – وهنا ينحو الشاعر الاخدر بأبياته نحو قصة بلقيس المختونة المجرتقة وهى تقوم من حفرة الدخان.
    العفرت رحل يبكي ويسوي القوق – والقوق هو الجلالات العسكرية الاسلامية السمحة التى تدعو الفتيات الاصيلات الى الاغتصاب.
    والضحوي اتردف ليله ونهاره يسوق – اما الضحوى فيردفه شيخه بالعجلة و يذهب به خلف المسيد.
    وفى الشعر السودانى الكثيف و الكثير مما يحتفى به حول الخريف و العودة الى الاصالة السمحة.
    فلما هذه الجلبة حول الخريف ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..