القرن الأفريقي أمام مواجهة عسكرية مخلفةً حالة إنسانية

تقرير: الخواض عبد الفضيل
حذرت صحيفة (شيكاغو تربيون) الأمريكية من انزلاق القرن الأفريقي في هاوية العنف والمجاعة جراء التصعيد العسكري بين السودان وإثيوبيا في منطقة الفشقة الحدودية وقالت الصحيفة إن السودان وإثيوبيا على وشك الدخول في حرب وأزمة إنسانية ويمكن للولايات المتحدة المساعدة في منعهما، ووصفت منطقة الفشقة المتنازع عليها بين الدولتين عبارة عن برميل بارود موقوت يمكن أن يشعل حرباً واسعة النطاق وأزمة إنسانية في كامل القرن الأفريقي بعد أن حشد كل منهما أسلحته الثقيلة واضعين أنفسهم في طريق المواجهة العسكرية المباشرة.
تعقيدات الأوضاع
وحول التأثيرات الاقتصادية على القرن الأفريقي جراء نذر الحرب بين دولتي السودان وإثيوبيا يرى المحلل الاقاتصادي محمد الناير في حديثه لـ(اليوم التالي) أن النزاعات في أفريقيا كانت سبباً في تخلف القارة الأفريقية سواء نزاعات داخلية في الدولة الواحدة بعدم الاستقرار السياسي والأمني وهذا ما عطل مسيرة الدول وتابع: نشأت كثير من الحروب في الدول الأفريقية عطلت مسيرة التنمية والتقدم الاقتصادي وزاد: هنالك احتكاكات وصراعات بين دول ودول كما حدث كثيراً ما بين دول القارة الأفريقية وهي تؤثر كثيراً على الأوضاع في القارة وزاد أن الوضع بين السودان وإثيوبيا لا نجزم بأنه مستقر، نعم السودان استرد أراضيه والآن ينتشر عسكرياً في حدوده للحفاظ عليها وزاد قائلاً: لا يمكن التوقع بأن يستمر الوضع كما هو الآن، قد يتطور في أي لحظة، وأضاف: من مصلحة المجتمع الدولي أن يكون عادلاً وأن يسعى من أجل معالجة هذه القاضايا جازماً بأن توسيع دائرة الحرب سيؤثر بصورة كبيرة خاصة وإن القارة الأفريقية تعتبر من أكثر القارات في العالم امتلاكاً للموادرد الطبيعية التي تعتبر مدخلات إنتاج لكثير من الصناعات على مستوى العالم مشيراً الى أن ما يحدث الآن في الحرب الروسية الأوكرانية يعاني منه العالم أجمع في أزمة الحبوب والغذاء وإشكالات أخرى ونوه أنه إذا توسعت دائرة الحرب في إفريقيا سيكون هنالك أثر ليس على القارة الأفريقية فقط، لكن على مستوى العالم أيضاً ويزداد معدل الفقر والجوع في القارة الأفريقية، ونقص الغذاء بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في أفريقيا إذا ما توسعت دائرة الحرب وتابع: لذلك لابد على المجتمع الدولي أن يكون عادلاً ويسعى بحياد تام لمعالجة هذه القضايا وتفادي الدخول في تعقيدات أو حروب تؤدي الى حالات كثيرة من النزوح في ظل الظروف والتعقيدات في المشهد الإقليمي والدولي.
ازدياد اللاجئين
وأضاف الناير أن عدد (150) مليون يتأثرون في القارة الأفريقية بسبب المجاعة الناتجة عن الحروب والصراعات بين الدول وتلقي عبئاً كبيراً على القارة خاصة وأن المجتمع الدولي لم يفِ بوعوده لا معتمدية اللاجئين ولا المنظمات الدولية لم تقم بدورها في القارة بصورة كبيرة لذلك إذا ازدادت التواترات والحروب بين السودان وإثيوبيا أو القارة الأفريقية بصفة عامة هذا من شأنه أن يسهم سلباً بزيادة عدد اللاجئين والمعروف أن السودان يستوعب كمية كبيرة من اللاجييئن يفوق طاقته حيث أن غالبيتهم من دولة إثيوبيا نفسها، منوهاً إلى أنه في ظل عدم تجاوب المجتمع الدولي هذا يؤثر على وضع السودان وأضاف: أي دولة أفريقية تستضيف عدداً من اللاجئين يكون خصماً على مواطنيها من حيث الخدمات وتوفير الغذاء.
تهديد واضح
ويقول دكتور عبد الوهاب الطيب بشير المختص في شؤون القرن الأفريقي في حديثه لـ(اليوم التالي: (يبدو أن أبعاد التقرير الصادر من جريدة (شيكاغو تربيون) قد استند على مجموعة وقائع ومؤشرات للتنبوء بأحداث وشيكة بين السودان وإثيوبيا بسبب النزاع حول منظقة الفشقة الحدودية وأولى هذه المؤشرات التصريحات الإثيوبية المتكررة لمسؤولين إثيوبيين كبار كان آخرها تصريح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي (دمكة مكونن) الذي اتهم السودان بالتعدي على الحدود، مشيراً الى أن ذلك يؤدي الى سوء العلاقات بين الدولتين وقد أعقبه تصريح آخر لمدير سد النهضة بإعلان بداية الملء الثالث في أغسطس وسبتمبر (2022م) أي بعد حوالي شهرين من الآن وأن ذلك سيتسبب بأضرار للسودان ومصر وهذا اعتراف يحدث لأول مرة من مسؤول إثيوبي رفيع المستوى وقد زاد عليه أنهم ماضون في إكمال المشروع دون النظر من ما يحدث من أضرار للسودان وهذا يمثل تهديداً واضحاً وصريحاً للأمن الوطني والسيادة السودانية، ومؤشرٌ آخر هو إصرار الإثيوبيين للاستمرار في الزاراعة في المناطق التي ما زالوا موجودين فيها رغم استمرار النزاع بين الدولتين حول المنطقة وأضاف: رشحت أنباء عن تلقي المزارعين الإثيوبيين لدعم وتمويل إسرائيلي لتمويل بعض المشروعات الزاراعية بالفشقة هذا بجانب المبادرة التي أطلقتها الإمارات من قبل بالتمويل والاستفادة من المزارعين الإثيوبيين والخبرات الإسرائيلية في مجال الزراعة وهو تنسيق إثيوبي إماراتي إسرائيلي يشير بوضوح الى أطماع الثلاثي في هذه المنطقة الغنية في ظل الظروف والتحولات والمتغيرات السياسية والأمنية التي يمر بها السودان.
مؤشرات حرب
وتابع: كل المؤشرات وغيرها دفعت العديد من الجهات والخبراء للتنبوء باندلاع حرب بين السودان وإثيوبيا تؤدي الى بركنة وانفجار منطقة القرن الأفريقي المتداخلة النزاعات والمصالح، الكل حسب دوافعه وأغراضه خاصة وأن هنالك دول تدق طبول الحرب بين السودان وإثيوبيا وأضاف أن هذا التصعيد الإثيوبي ربما يجعل من منطقة الفشقة أوكرانيا أخرى والمقاربات بين الحرب الروسية الأوكرانية والحرب السودانية الإثيوبية كثيرة وموجودة من حيث الأسباب والدوافع والمصالح والأطراف الإقليمية والدولية وأكد أنه ربما تشهد المنطقة اهتماماً دبلوماسياً دولياً وخاصة أمريكا والصين وروسيا وإسرائيل، هذا بجانب اهتمام خليجي وربما يمكن القول إنه رغم وجود مؤشرات حرب أن هنالك احتمالات تضعف من نشوب حرب أو نزاع بين البلدين وذلك وهو الاحتمال والسيناريو الأرجح لسوء أوضاع ومأزومية البلدين السياسية والاقتصادية والأمنية وعدم قدرتهما للدخول في حرب في هذا التوقيت ويمكن أن تؤدي الى عمليات تقسيم وتجزئة وانفصال في الدولتين ودول أخرى مجاورة في منطقة القرن الأفريقي.
=–=-=
اليوم التالي