مخاوف أمريكية من انشقاق وشيك بين الجيش والدعم السريع

أبلغت مساعدة وزيرة الخارجية الامريكي للشؤون الافريقية، مولي فيي، ممثلين للجان المقاومة السودانية، قلق بلادها من انشقاق وشيك بين الجيش السوداني والدع السريع، قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع في البلاد.

وعقدت المسؤولة الأمريكية اجتماعا في الخرطوم مع ممثلين للجان مقاومة كل من “تنسيقية شرق النيل جنوب، تجمع لجان الحاج يوسف، لجان أحياء بحري، تنسيقية الاربعين والفيل والموردة والعرضة”، وذلك ضمن سلسلة اجتماعات مع الأطراف السودانية لأجل التوصل لحل لإنهاء الأزمة.

وحسب محضر اجتماع المسؤولة الأمريكية مع ممثلي لجان المقاومة السودانية الذي اطلعت عليه (الديمقراطي) ،فإن مساعدة وزير الخارجية الأمريكية قالت إنها “دعت لهذا الاجتماع لتوضح أسباب وجودها في السودان ودورها، كما تود أن تعرف رؤية شباب الثورة في الوضع السياسي الراهن، بعد 8 أشهر من الانقلاب العسكري على الحكم المدني.

وأكدت أن بلادها قلقة جدا بشأن الوضع الاقتصادي في السودان، قائلة إنه “منذ الانقلاب قد تم وقف كافة الدعومات والمنح الدولية عن البلاد، كما نعلم أيضا أن نظام البشير السابق قد أغرق السودان في كثير من الديون ، عملت الحكومة الامريكية مع حكومة حمدوك السابقة، على تخفيفها ، لكن هذا الدعم أيضا توقف بعد الانقلاب، كما ان صندوق الدعم الدولي أوقف دعمه، وأوقفت أيضا الحكومة الامريكية مبلغ ٧٠٠ مليون دولار خصصت لدعم الانتقال”.

وقالت المسؤولة الأمريكية :”إننا في صفكم ..بصفتي مسؤولة عن الشؤون الافريقية، فقد رأيت التغيرات السياسية في معظم الدول الافريقية واستيلاء العسكر على السلطة والجهود المدنية لاستعادة الحكم المدني، لكن في كل تلك المواقع لا يوجد حركة شبابية مثلكم، وهذا أمر مثير للإعجاب وعليه أرجو أن تكونوا مؤمنين اننا في صفكم واننا قد اوقفنا الدعم المادي للحكومة الحالية، لكننا فقط قلقون بشأن الوضع الاقتصادي، كما اننا نعلم أن هناك انشقاقا بين الدعم السريع والجيش ونخشى انفحار الأوضاع لديكم”.

إصرار العسكر

وأكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، الاستمرار في دعم التحول الديمقراطي والحراك السلمي في السودان، قائلة إن “الحوار الذي بدأ الأربعاء بتسهيل من الآلية الثلاثية، مجرد بدايات وليس له الأهمية البالغة”.

وأكدت كذلك استمرار بلادها في منع الدعم المادي للسودان بالرغم من أن هذا الامر يؤثر سلبا على المواطن.

وأشارت إلى أهمية دور دول المحور السوداني وفعاليتها في الضغط على العسكر، مضيفة: “قد شهدنا بأنفسنا المملكة العربية السعودية وهي توقف الدعم المادي عن الانقلابيين، كما اننا يصعب علينا التركيز على السودان بمعزل عن الدول المجاورة له، وكما ان عدم وجود انتخابات يجعل المتحدثين غير مفوضين للتحدث باسم الشعب”.

وتابعت: “على الرغم من ضغطنا المستمر لكننا نرى ان العسكر يصرون على موقفهم، كما اننا لا نستطيع الضغط بالبند السابع لوجود دول أخرى قد تستخدم حق الفيتو، لذا فإننا نؤكد على ضرورة الحوار لأنني وبعد المحادثات التي أجريتها مع معظم المكونات المدنية أرى انكم متفقين في الأهداف وفي رفضكم للانقلاب العسكري، لذا فإني أرى أن الحوار سوف يعلي الصوت المدني والأهداف النبيلة على الاصوات الأخرى”.

وزادت: “نؤكد دعمنا لكم ونشيد بحراككم السلمي رغم ما تواجهونه من قمع واؤكد أن العملية التفاوضية ليست مثالية لكنها خطوة في اتجاه التغيير”.

رفض قاطع

وفيما يشبه الرفض القاطع لوجود العسكريين في السلطة، رد ممثل لجان المقاومة بإحدى الولايات، على المسؤولة الامريكية قائلاً: “نؤكد اننا ماضون في سلميتنا، وأود أن اوضح أن طبيعة الشعب السوداني تقي من المخاوف التي تساوركم بشأن الانشقاقات الداخلية للعسكريين، كما اننا ندرك سوء الوضع الاقتصادي لكنه أفضل لنا من وجود هذه الطغمة في الحكم وما تمارسه من عنف ممنهج وقمع، فقط نتساءل ماذا قد يكون ردة فعل الثكالى والأرامل وكل المكلومين عند رؤيتهم هؤلاء المجرمين مرة أخرى على سدة الحكم؟ فلن يقبل الشارع هذا الأمر وسوف يقوم بالتصعيد ضده”.

وأشار ممثل لجان المقاومة بحسب محضر الاجتماع، إلى أن “الوجود الروسي وتبادل المصالح مع الدعم السريع بتهريب الذهب مقابل السلاح ومصالح أخرى، يؤدي إلى دخول السودان في صراع قوى لا نود ان نكون جزءا منه، لأنه يخدم أجندة الروس في التوغل والسيطرة على افريقيا”.

الديمقراطي