مقالات وآراء سياسية

فولكر بالله ورينا عرض أكتافك!

محمد التجاني عمر قش
هنالك قاعدة منطقية أو قانونية معروفة تقول: إن ما بني على باطل فهو باطل. وهذه قاعدة عامة يمكن أن تنطبق على العقود والاتفاقيات بين الأفراد والجماعات والدول والمنظمات الدولية، إذا كان القصد هو أتباع الحق وتحقيق العدالة ومراعاة حقوق الأطراف المعنية. ومن المعلوم أن تعيين السيد فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، والمعروفة اختصاراً باسم “يونيتامس” قد كان بموجب خطاب كتبه سفير بريطانيا السابق لدى السودان، بلغة إنجليزية رفيعة، ووضعه بين يدي الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق، وقام هذا الأخير وبدون استشارة الجهات الرسمية المعنية في البلاد، وفي غياب أية أجهزة تشريعية منتخبة أو معينة لكي توافق على مثل هذا الخطاب؛ بإرسال الخطاب إلى الجهات المعنية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبتنسيق تام مع بعض الجهات الدولية التي لها أجندة خاصة ومعلومة لكل المراقبين للوضع في السودان؛ ولذلك فإن مهمة فولكر في السودان قد قامت على أساس باطل؛ بحسب كافة الأنظمة والأعراف المعمول بها في كل أرجاء المعمورة. ومع ذلك يصر السيد فولكر ومن يقف معه على صحة تكليفه وفق معايير وأنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها! “إن الهدف الرئيسي لبعثة يونيتامس هو مساعدة السودان خلال الفترة الانتقالية، فيما يتعلق بالانتقال السياسي، أو تكوين حكومة مدنية ديمقراطية، وكذلك الانتقال إلى السلام الدائم في البلاد. وفي الواقع، هناك أيضاً أمر ثالث وهو الانتقال نحو التعافي الاقتصادي”. ولكن السيد فولكر تغمس شخصيات كل من غردون وكيتشنر ومحمد بك الدفتردار وكأني به يقول للسودانيين قد جئتكم غازياً في عقر داركم، ومن ورائي جيش جرار من الذين لهم مصالح وأجندة خاصة في بلادكم ويجب عليكم السمع والطاعة والإذعان لكل ما أقوم به دون اعتراض منكم، فأنا صاحب خبرة طويلة في التعامل مع الشعوب المغلوبة على أمرها ولكم أن تسألوا عن مسيرتي الممتدة في هذا المجال في سوريا وغيرها من أرض الله الواسعة. وبهذا الفهم العنجهي المغلوط، أصبح السيد فولكر يتضرع في شوارع الخرطوم “ويحشر أنفه” بلا وازع في كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بالشأن السوداني وكأنه الآمر الناهي في هذه البلاد التي باتت “يقدل فيها حتى الورل” في رابعة النهار بعد أن غاب عنها “التمساح العشاري” وصار بعض شعبها من أنصار العلمانية والمرجفين من عناصر بعض الأحزاب يردد في حيرة من أمره قول الشاعر: هذا الأحيمر ما كنا ندين له لكن تملكنا فانتابنا الذعر فتراهم تارة يؤيدون ما يدعو له فولكر، وتارة يقولون إن الرجل لا يملك تفويضاً مشروعاً للقيام بمهتمة، ولكن نخشى أن تصيبنا الدوائر وتدخل البلاد تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة! ولعل هذا ما جعل السيد فولكر يسعى لفرض وجهة نظر معينة تتمثل في مبادئ العلمانية، بذريعة المساعدة على إدخال الديمقراطية في السودان، وما علم مبعوث الأمم المتحدة أن هذا الشعب الرائد هو من سعى لتعليم الشعوب الإفريقية أسس الحكم الوطني وفقاً لمبادئ العدالة والمساواة والإخاء، وكل ما نادى به الرعيل الأول من ديمقراطية وغيرها، بعد مساعدة معظم دول إفريقيا على التحرر من ربقة الاستعمار الأوربي البغيض. وعلاوة على ذلك، يبدو أن فولكر لا يعلم القيم الراسخة التي يؤمن بها المجتمع السوداني وورثها كابراً عن كابر، بل ضحى من أجلها بالأرواح والمهج منذ فجر التاريخ الوطني وحتى آخر معركة خاضها المجاهدون من شبابنا دحوراً لدعاوى العلمانية التي لن ينبت لها غرس في أرض السودان الطيبة؛ خاصة وأن هذه الأرض محروسة برجال ونساء يؤمنون بعقيدة لا تعرف الخور ولا ترضى الذل ولا الهوان. السيد فولكر تحزم بحملة لواء الفكر الشيوعي المندحر، وباليسار السوداني بكل مكوناته، وبعض البعثيين والشعوبيين المنهزمين، ونقول له يا سيد فولكر “المتحزم بهؤلاء عريان” فكل أنصار هذه المجموعات يمكن أن تسعهم حافلة واحدة؛ ولذلك تراهم يتمسكون بمهمة يونيتامس على أمل أن توصلهم إلى مبتغاهم بعد تمديد الفترة الانتقالية لأطول مدة ممكنة؛ حتى يتمكنوا من تحقيق اختراق في المجتمع السوداني يسمح لهم بالحصول على موطئ قدم في أية مقاربة قادمة للحكم، ولكنهم لن يصلوا إلى كراسي السلطنة مهما سعى السيد فولكر وبذل من مجهود وقدم لهم من دعم مالي ومعنوي غير محدود، فهؤلاء ليس لهم جذور تشدهم وتثبت أقدامهم في السودان؛ ولذلك تجدهم أحرص الناس على ما يقوم به فولكر من محاولات يائسة لعلها تساعدهم في تغيير قيم وفكر الشعب السوداني، ولكن هيهات لما تظنون. السيد فولكر أصبح شخصية غير مرغوب فيها لدى كثير من أفراد الشعب السوداني؛ لأنه تجاوز حدود المهمة التي جاء من أجلها، سيما وأنها قد أسست على باطل، وطفق يتدخل حتى في السياسة اليومية لحكومة السودان، وهذا ما حدا بالمخلصين من أبناء الشعب السوداني لشجب تحركاته المريبة والمطالبة برحيله، ولسان حالهم يقول: يا فولكر ورينا عرض أكتافك.

‫12 تعليقات

  1. يبدو أنك يا قش لم تفهم إلى الآن ليه السودان زمان قبل 33 سنة كان أحلا!! أم الكوز هو كصاحب الصرعى تتركه و تعود اليه فتعيده لواقعه المريض؟

  2. كعادة الكيزان لا يريدون للشعب الخير
    اما يحكموا هم والعسكر المجرمين ليسرقوا خيرات السودان والا لا احد يحكم غيرهم
    منذ انقلاب 25 اكتوبر وشباب السودان يقتل بواسطة قوات الانقلاب لم تكتب عن حرمة الدماء شابكنا اكثر من 6 مقالات عن الاغنية الكردفانية ومجرد ما اسيادك العسكر انبطحوا لمساعدة وزير الخارجية الامريكية وتيقن لك انهم سوف يتم انهاءانقلابكم ذهبتم لمهاجمة فولكر

    تبا للكيزان وعليهم اللعنة

  3. الكوز كائن قذر يتدثر بالفضائل واستنفدوا جميع حيلهم التي علمها لهم ملعونهم المدفون … لن تعودوا بأي وسيلة لانكم عورة مكشوفة للجميع
    كل حيلكم باتت مهذلة وانا اذكركم انكم مكروهين حتي قبل ٣٣ سنة الشعب ما كان بيعطيكم فرصة الي ان اتيتم بالانقلاب والان تم تحريم الانقلابات علي العالم

  4. ياجماعة العيب ماعلي الكوز المطرقع المدعو قش هذا

    العيب كل العيب في مدعى المثالية في التعامل مع تنظيم ارهابي خطير وحشي دموي مجرم كتنظيم الكيزان الذي ارتكب كل الموبقات والجرائم في الشعب السودانى من قتل وتعذيب وابادة واهانة واذلال واغتصاب وسرقة لمقدرات الدولة وعمل كل مالم يخطر علي بال وفي النهاية تلقي الجرايد والصحف والمواقع الإلكترونية تدي اعضاء هذا التنظيم الارهابي الفرص ويفتحو ليهم المنابر والصفحات عشان يطلسوا علي الشعي ويفكوا الاشاعات وينشرو الشائعات ويكذبوا ليل نهار وعمل الاحباط والتقليل من شان الثورة والثوار واتهامهم في اخلاقهم واعراضهم بدعوى ان دى حرية التعبير وزمالة الصحفيين وانو البلد واسعة و و و وكلام فارغ كدا
    الواحد يقيف مع زميلوا الكوز ولو دعا لقتل الشعب في الشارع بدعوى الزمالة وكدا
    في حين انه مواقعهم لاتنشر اى تعليق مافي صالحهم .

  5. { فولكر بالله ورينا عرض أكتافك! } والله ووالله الدى لا اله الا هو كل مشاكلنا فى السودان نعاظمت مع وصول المدعو فولكر هدا. فولكر اس المشاكل وفلكور اصل تفاقم الاوضاع وفلكور هدا صابب الزيت على النار فى السودان. وكان هدا رأينا من زمن بعيد فى هدا الكارثة التى تدعى فولكر, فولكر هدا من العساكر من السلطة ليعلم كل السودانين دلك.
    لدلك اخى محمد التجانى لا فض فوك كتبت واصبت ووفيت فى مقولتك { فولكر بالله ورينا عرض أكتافك! } علية يا فولكر ادهب وارينا عرض اكتافك والله لا عادك ولا ايدك يا { وش المصائب}. فولكر بالله ورينا عرض أكتافك!

      1. ( معقول في آل سنادة واحد بليد زي دا؟ أكيد دا سنادة تاني ) بليد انا ياجاهل يا من تدعى نفسك بالخط. ده ( الخط خليفة الخط ) فليم عادل امام يا جهلوت يا مدعى المعرفة وانت ابلد ما رأيت. الواحد فيكم يتشعبط مع الناس الماقدرو. سبحان الله؟؟؟ ما كل الامور فى السودان انقلبت, لدرجة هدا الحضيض يصفنى بالجهل. المثل السودانى بقول ( الما تلحقو جدعو ) , انت ماتعرف درجتى العلمية يا حضيض حتى تنعتنى بالجهل. هده هى مصيبة المتسلقين والمتشعبطين امثال هدا الرجرقة والدهماء ومستودع الجهل الضارب فى الاطناب

  6. محمد التجاني عمر قش
    فولكر يمثل الأمم المتحدة ونحن نؤمل كثيرا فى الأمم المتحدة بس محتاجين عودة كل شىء تحت البند السابع لأن من يحكمنا يخاف ولا يختشى وانا شايفه له 72 ساعة وزيادة كاتم صوت ما يكون نفق

  7. اجمل حاجه فى السودان ان الكيزان يقولوا ليك الشيوعى حزب ليس له داعمين وحافلة بس تشيلهم ومع ذلك الواحد لو اختلف مع زوجتو فى البيت يقول السبب الشيوعيين معقول بس كل هذا الخوف والرهبة والهلع من حزب حافلة بس تشيلهم سبحان الله

  8. الحمد لله ان رأينا عرض أكتاف الانقلابيين والفلول والمرتزقة واحزاب فكة النظام الساقط من شاكلة ميادة والسيسي وجماعة مهزلة اعتصام الموز وكل متردية ونطيحة واردول، بعد ان اقتنع العالم انه يفضل التعامل مع المجرم الاصلي وليس الكمبارس ولاعقي احذية القتلة # الكوز كائن لا يستحي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..