في الجلسة الثانية لمحكمة توباك ورفاقه: الشرطة تتعمد إدخالهم من البوابة الشرقية لتتجنب تكرار ملحمة صمودهم

* رئيس هيئة الدفاع: وضع المتهم في جريمة قتل الشهيد د. بابكر مع توباك بطلب من المدان نفسه
* عضو بمقاومة حفير مشو: سنظل نطالب بتطبيق العدالة وتحقيقها باطلاق سراح الأبطال وأشار الى ان الثائر مصعب شريف كان من المتضامنين مع ترس الشمال ، وأردف: ونحن ليس لدينا شيئ نمتلكه سوى حب الوطن الذي يجمعنا،
* نفذت لجان مقاومة ود مدني وقفة احتجاجية أمام منزل الثائر المتهم احمد الننة بود مدني بالتزامن مع انعقاد الجلسة.
رصد: فدوى خزرجي
بعد تلاحم المتهمين في قضية مقتل العميد شرطة علي بريمة حماد ، محمد ادم “توباك” مصعب شريف ، محمد الفاتح “الننة” د. زينب، مع رفاقهم الثوار الذي شهدته الجلسة الأولى بمحكمة معهد العلوم القضائية حيث أذهل ثباتهم والشجاعة التي أظهروها وقوة حسدتهم عليها القوات الامنية التي بدت مرتجفة من الثوار المكبلين وقد أحست بأنها في موقف اضعف من ان يواجهونهم بهذا الثبات وهذه الروح التي نتجت من تلاحم المعتقلين مع رفاقهم في مشهد جسد روح ثورة ديسمبر وقد كان هتاف “ثوار أحرار حنكمل المشوار” متجسداً في ابتسامتهم داخل قفص الاتهام وايضاً في الاعداد المهولة التي حاصرت قاعة محكمة العلوم القضائية بأركويت مما دفع الشرطة الى تجنب ظهور المتهمين في الجلسة الثانية التي انعقدت أمس حيث أدخلتهم الى قاعة المحكمة من البوابة الشرقية حيث لم تتمكن الجموع التي حضرت لساحة المحكمة وشكلت حضوراً ملحمياً وداوياً يندد بعدالة الانقلاب العرجاء وتعمدت القوات النظامية تجنب مواجهة الشارع الثائر، بخلاف محاولات الشرطة التعذيب الذي حاولت اخفاء معالمه عبر تأجيل عرضهم على الطب الشرعي وطلب تقريره مما يعني أنها لجأت الى الحرب النفسية لكنهم لا يعلمون انهم ثوار واحرار لا تهزهم مثل هذه الضغوط النفسية حيث وضع توباك في حبس انفرادي دوناً عن رفاقه ومع متهم في مقتل الشهيد الدكتور بابكر وتظل السلطة الانقلابية مستمرة في ممارسة الانتهاكات على المعتقلين من ( ضرب من الشرطة منع من دخول الحمام .. الحبس مع احد قتلة الشهيد د. بابكر ) على حسب افادات رئيس هيئة الدفاع المحاية ايمان حسن.
مشاهدات من أمام المحكمة
واستبقت مجموعة غاضبون المحكمة باعلان تحذيري ، مطالبة فيه بعدم الاستجابة لأي استفزازات من قوات الشرطة وعدم الاشتباك معهم، وقالت حتى اذا بدأ من الانقلابيين الاشتباك لا تشتبكون معهم من أجل الننة وتوباك، مصعب الشريف، وترهاقا ودعت الثوار للحضور الى المحكمة بأكبر حشد مرددين هتافات بأعلى صوت ورفع البوسترات، وتلبية لدعوة مجموعة “غاضبون بلا حدود” احتشد المئات من الثوار أمس أمام المحكمة رافعين بوسترات وصور للمتهمين زورا بهتافات مطالبة بالعدالة لهم ، ومنددة تفاوض العسكر مع المدنيين ، مطالبة بالحكم المدني ، حيث رددوا ” يلا يا قاضي عايزين براءة توباك والننة، ومصعب ومحمد، ديل ما قاتلين ديل ثوار ، ديل بهمهم حمونا النوم، لا لا ياعسكر لا تفاوض لا ياعسكر ” وفي مشهد لافت كانت رايات ثوار الولاية الشمالية ترفرف تضامناً مع المتهمين أمام المحكمة المتمثلة في ” لجان مقاومة دنقلا ، تنسيقية مقاومة محلية البرقيق، وحفير مشو“.
تروس الشمال
ومن أمام محكمة العلوم القضائية التقت “الجريدة” بعضو لجان مقاومة دنقلا بالولاية الشمالية فضل حجب اسمه وقال : كل الثوار من كل بقاع السودان يدعمون بعضهم البعض ، واعتبر ذلك التضامن أمر طبيعي، وأشار الى ان الثائر مصعب شريف كان من المتضامنين مع ترس الشمال ، وأردف: ونحن ليس لدينا شيئ نمتلكه سوى حب الوطن الذي يجمعنا، وأضاف: اما فيما يخص هؤلاء الثوار هي قضية كيدية وأرجع ذلك لجهة ان المقتول ليس مواطناً عادياً بل هو ضابط وبرتبة عميد ، وانتقد طول الفترة التي قضاها المتهمون داخل زنازين السجن لفترة أربعة أشهر دون محاكمة، فضلاً عن التعذيب، وقال كل تلك التهم لتخويف الثوار ولكسر شوكتهم والخروج عن سلميتهم، واستدرك لكن كل ذلك لم يخرجنا عن سلميتنا والعدد يزيد هذه قضية وطن.
وفي ذات السياق قال عضو لجان مقاومة حفير مشو بالولاية الشمالية فضل حجب اسمه لـ”الجريدة” ان قضية المعتقلين ظلماً وزوراً هي قضية كل الوطنين المؤمنين بالعدالة، ولن نتهاون يوماً فيها وسنظل نطالب بتطبيق العدالة وتحقيقها باطلاق سراح هؤلاء الابطال.
استقبال حام
وعقب انتهاء الجلسة استقبل الثوار محامو هيئة الدفاع رافعين أياديهم بعلامة النصر وزغاريد الكنداكات، واستعد عساكر الطوق الامني الذي ارتكز في الناحية الشمالية للمحكمة لمنع تقدم الثوار لاستقبال المحامين أمام بوابة المحكمة مما دفع عدداً من الثوار الى صنع جدار بينهم وبين الشرطة بأياديهم المتشابكة مرددين هتافات” ماتديهم فرقة سلمية ديل شايلين درقة سلمية”. واستجاب المشاركون لتلك الهتافات وانسحبوا شمالاً للاستماع الى التنوير الذي قدمته لهم هيئة الدفاع، ونوهت الى ان جلسة اليوم جلسة اجرائية للاطلاع على تنفيذ الطلبات التي قدمت من هيئة الدفاع ، وقالت اليوم تم تقديم عدد من الطلبات من ضمنها ارجاء سماع المتحري ، وتم تأجيل المحكمة الى اسبوعين .
وعقب ذلك انسحبت عربات الشرطة وهتف الثوار في مواجهة قوات الشرطة مرددين ” الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل.
ونفذت لجان مقاومة ود مدني وقفة احتجاجية أمام منزل الثائر المتهم احمد الننة بود مدني بالتزامن مع انعقاد الجلسة.
مخالفة لقانون السجون
والتقت “الجريدة” برئيس هيئة الدفاع المحامية ايمان حسن ووجهت لها سؤالاً حول ” هل مازالت السلطات تمارس ذات الانتهاكات للمتهمين عقب بدء الجلسات الاجرائية للقضية ؟ وحول ذلك اكدت ايمان على انه مازالت ادارة سجن كوبر مستمرة في تعذيب محمد ادم “توباك ” واستنكرت حبس الثائر محمد ادم “توباك” في الزنزانة الغربية بسجن كوبر ، وقالت في تصريح لـ”الجريدة” تم حبسه مع المتفلتين والمجرمين ، فضلاً عن عدم توفر الخدمات من حمامات “دورات مياه” بجانب عدم وجود تهوية في الزنزانة ” سخانة أجواء” ، ووصفت الوضع بالسيئ، وأكدت على انه مخالف لقانون السجون ، وكشفت عن تعرض توباك للاعتداء بالضرب من قبل قوات الشرطة عندما طالب بقضاء حاجته، وتخوفت ايمان من ان يتم اغتيال توباك داخل سجن كوبر بعد رفض ادارة السجن نقله من قسم الغربيات مع المتهمين بالاعدام والمجرمين المدانين بجرائم القتل، بجانب وضعه مع المدان في جريمة قتل الشهيد الطيب بابكر عبد الحميد ونوهت الى انه تم ذلك بطلب من المدان نفسه وأشارت الى رفض ادارة السجن نقله ذلك المدان من غرفة توباك داخل سجن كوبر وحذرت من خطورة ذلك على حياته وذكرت تعهد القاضي بزيارة السجن لمتابعة الاوضاع ونوهت الى أن تقرير الكشف الطبي الخاص بالتعذيب الذي تعرض له المتهمون لم يصل الى المحكمة.
الجريدة