صدقوني هي ردة فعل قاسية وخطيرة

محمد حسن شوربجي
ما نراه في الشارع من خطاب كراهية من لدن كل الذين عانوا التهميش في غربنا الحبيب يدعو للريبة .. فلقد ازدادت وتيرة القتل والصراعات العنصرية والتفلتات والمحاصصات والنهب في بلادنا .. والغريب في الامر ان هناك من يبرر لتلكم الافعال القبيحة بل ويعطيها صكوك البراءة .. بحجة ان حكوماتنا ونخبنا السياسية هي من تسببت في هذا الامر منذ الاستقلال .. وان حكوماتنا ونخبنا السياسية هي من رسخت لتلكم النظرات الدونية لانسان دارفور .. وهناك ايضا من يعتبر الامر مرضا نفسيا او عقد نقص تعاني منها هذه الجماعات وقد عاشت طويلا حياة الاحتقار .. وحقيقة لا ادري ماذا كنا ننتظر منهم وقد عاملناهم تلكم المعاملات القاسية .. وماذا كنا ننتظر منهم وقد اقمنا فيهم الابادات الجماعية والتطهير العرقي البغيض .. وماذا كنا ننتظر منهم وقد شردناهم في معسكرات بائسة .. ولحل هذه المشكلة يجب اولا ان نعترف بشفافية اننا قد اخطأنا وغابت عنا الكثير من الحكمة .. واننا قد غلبنا نظرات التعالي والصلف والغرور في تعاملنا معهم .. فكانت النتيجة حصادا مرا واجيال تحمل السلاح والسواطير والسكاكين لتنتقم منا .. فما ترسب في نفوسهم ليس بالقليل.. وهنا يجب ان نعترف صراحة ان الزعيم الراحل اسماعيل الازهري وحكومته يتحملان جزءا كبيرا من هذه المسؤولية حين اعلنوا أن السودان دولة عربية ومسلمة .. فكان وقع هذا القرار كارثيا علي الكثير من القبائل الافريقية في السودان .. كذلك طال الظلم أبناء الجنوب قبل الانفصال وقد كانوا يحصلون فقط على ست وظائف من جملة 880 وظيفة .. وهذا بالتأكيد ادي الي ترسبات في النفوس ظلت عالقة في الاذهان حتي يومنا هذا .. وقد لفت نظري حوار عنصري في البرلمان نوجزه هنا : السيد فيليب عباس غبوش : أود أن أسأل ياسيدي الرئيس هل من الممكن للرجل غير المسلم أن يكون في نفس المستوى فيختار ليكون رئيسا للدولة؟ .. الدكتور حسن الترابي : الجواب واضح ياسيدي الرئيس فهناك شروط أهلية أخرى كالعمر والعدالة مثلا وأن يكون غير مرتكب جريمة، والجنسية، وما إلى مثل هذه الشروط القانونية .. السيد الرئيس : السيد فيليب عباس غبوش يكرر السؤال مرة أخرى .. السيد فيليب عباس غبوش : سؤالي يا سيدي الرئيس هو نفس السؤال الذي سأله زميلي قبل حين – فقط هذا الكلام بالعكس – فهل من الممكن أن يختار في الدولة – في إطار الدولة بالذات – رجل غير مسلم ليكون رئيسا للدولة؟.. الدكتور حسن الترابي : لا ياسيدي الرئيس .. انتهي .. نعم انظروا اخوتي كيف كنا وقد اسسنا لهذه العنصرية البغيضة فاصدرنا فرمانا يقول بعدم تقلد غير المسلم رئاسة البلاد .. فهذا الامر قد خلق وضعا مقيتا مازلنا نجني ثَماره علقما حتي الآن .. وها هي الهجمة الانتقامية ماثلة امامنا يقودها من ظلمناهم من قبل وقد كنا ننعتهم (بالعبيد) .. ولعل الادل علي ذلك تلكم الاصوات العلنية التي بدأت ترتفع هذه الايام لتدمير الخرطوم علي رؤوس اهلها .. بل وقتل كل سكان الشريط النيلي .. بل وتوطين القادمون من دول جوار السودان النيجر وافريقيا الوسطي وتشاد في العاصمة.. بل وتجنيس المزيد من الافارقة ومنحهم الاراضي .. نعم هي ردة فعل بكل ما تحمل الكلمة من معني بل وباشكال انتقامية بغيضة.. ولك ان تندهش اخي لحديث اردول العنصري بالامس وقد طالب بتكوين حلف مكون من دارفور وجبال النوبة والبجا ضد ولايات الشمال بدعاوي التهميش والظلم مطالبا اهل الشمال بالاعتذار لانهم حكموا البلاد لاكثر من ستين عاما .. فالامر حقا خطير بل وخطير للغاية .. والسؤال هو كيف اخوتي نعيد ومن جديد الثقة ونوحد كل اهل السودان .. وكيف نخلق بينهم تعايشا سلميا مثاليا ينهي كل خطابات الكراهية التي نراها في الساحة .. اللهم احفظ اهل السودان و الف بين قلوبهم.
يا استاذ محمد قسم مقالاتك الي فقرات لتسهيل قراءتها وشكرا.
الله لا بارك في الكيزان اعداء الله و الدين و الوطن
الله لا بارك في الحركات المرتزقة
هم سبب الكراهية الان بين ابناء الوطن
دارفوري يهدد بقتل الشماليين
و شمالي يطلب الانفصال
و هكذا
الحل بس في دولة مدنية ديمقراطية
و ما مشكلة لو كل الحكومة شمالية او دارفورية المهم يكون همهم الاول و الوحيد هو الوطن و تعزيز المحبة والسلام بين ابناء الوطن الواحد
و الحل في تقسيم السودان لاقاليم
كل اقليم يحكم نفسه بنفسه في اطار السودان الموحد و كل اقليم ليهو نصيب في المجلس التشريعي
و نزع السلاح من الحركات و من القبائل المتحاربة
و حل الدعم السريع
و اسكات خطابات الكراهية في الوطن
حرية سلام عدالة
مدنية خيار الشعب
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل
كل الامل في الثوار البيطلعوا للشارع
اللهم احفظ اهل السودان في كل مكان
اللهم الف بين قلوبهم
اللهم امين
مقال شجاع ومحترم ووضع النقاط على الحروف..العنصريه البغيضه والتهميش الذى تم ممارسته من مجموعه مركزيه نخبويه اسلاموعروبيه غردونيه شكلت بنية الامتيازات التاريخيه ادى الى خلق فجوه اجتماعيه حاده …. ولا سيما ان الجيل الحالى الجيل الراكب راس انغمس فى الوعى البنائى الناقد والتفكير والتحليل خارج الصندوق وفهم قضيه العنصريه والتهميش…… ومن ثم رفضها عبر شعارات ثوريه واستغلال الفضاء الاسفيرى والفضاء العمومى للتعبير عن رفضه للعنصريه والتهميش.. وبزغت اصوات الافروعموميه تؤكد رفض العنصريه والتهميش……………………….. تكلم .مبارك اردول بكلام صعب هيج العنصريين النيليين ومجموعات البنيه الامتيازيه التاريخيه…….. ما قاله مبارك اردول كلام شجاع وواقع ورؤيته فى تشكيل جبهه وحدويه للمهمشين حق طبيعى وحقيقه وضروره حتميه
كلامك فيه ظلم كبير لأهل الشمال.. من قال لك اننا كنا نحكم السودان.. من حكم السودان هم نخبة من كل أقاليم السودان تولى رعايتهم وتعليمهم المستعمر بالإضافة لآل الميرغني وآل المهدي.. انظر إلى تراثنا واغانينا في الشمال ستجد أن الحكومة عندنا ليست أكثر من جابية ضرائب بدون خدمات ولا ذالت مدارسنا ومذارعنا ومستشفياتنا تقوم بالجهد الاهلي.. أما عن الخرطوم والجزيرة فاسأل سكانها الأصليين كيف حالهم مع الغاذين.
كلامك صحيح. اهل الشمال قاموا بتنمية انفسهم. جل هؤلاء المتعلمين والتجار الذين نراهم اليوم هم ابناء تربالة واسر فقيرة كان الاب فيها يعمل في حقله طول اليوم ياكل وجبة واحدة ليوفر لابنائه مصاريف الدراسة. درس الابناء للجامعة وتخرجوا وعملوا والكثير منهم اغتربوا وردوا الجميل لاهلهم ودعموهم بالمال و بتعليم اخوتهم الصغار وهكذا الى ان انتشر التعليم بينهم وارتقى مستواهم المعيشي.
تخيل لو كان الاهل تمردوا وحملوا السلاح قام الابناء بالهروب من مسؤولياتهم بعد ان كبروا.
هنالك الكثير الذي يجب ان يعرفه اهل الهامش عن اهل الشمال قبل ان يدعوا التهميش.