أخبار المنوعات

العمل بدون أجر وإفقار النساء

ملاذ عصام

تقضي معظم النساء ساعات طويلة في القيام بالعمل المنزلي غير المأجور، و الكثير منهن يقمن بذلك العمل بجانب القيام بأعمال أخرى مدفوعة الأجر، حيث يصنف العمل المنزلي بكل أشكاله كمهام أنثوية تقوم بها النساء بدون مقابل مادي ثابت و مباشر، كما يتم تصنيفه ك”لا عمل”.

و يُقدِر صندوق الأمم المتحدة للسكان العمل المنزلي غير المأجور الذي تقوم به المرأة بنحو ثلث الإنتاج الاقتصادي في العالم. وتزداد ساعات عمل المرأة على ساعات عمل الرجل في البلدان النامية بنسبة ٣٠ في المئة. حيث تقع على عاتق النساء مهام رعاية الأفراد بما فيهم الأطفال إضافة لأعمال النظافة والمطبخ وبدون ساعات راحة بدلاً من أن تتم هذه الأعمال بمشاركة النساء والرجال، وفي السودان تزداد هذه المهام نسبة لإستمرار نظام الأسر الممتدة في كثير من المناطق إضافة للعادات والتقاليد التي تفرض على النساء المشاركة في الأعمال المنزلية خلال المناسبات الاجتماعية، إضافة للإنهيار الإقتصادي خلال الوقت الراهن حيث أصبحت معظم النساء يقمن بالعديد من الأعمال منها عمل مأجور إضافة للأعمال الأخرى.

وبحسب الإحصائيات تبلغ القيمة المادية للعمل المنزلي مليارات الدولارات سنوياً.

ويستغل الرجال هذه الساعات التي تقضيها النساء في القيام بالأعمال المنزلية- بما فيها تهيئة البيئة الملائمة للأعمال الأخرى والدراسة- في العمل بمقابل مادي وبالتالي تصبح النساء أكثر عرضة للفقر .

وتعاني عاملات المنازل أيضاً من ضعف الأجور، وذلك بسبب إنخفاض القيمة المادية للعمل المنزلي في سوق العمل، كما أن معظمهن يعملن بشكل غير رسمي ووفقاً لمهام غير محددة وبدون ساعات راحة- وهذا ينطبق أيضاً على العاملات بدون أجر من زوجات وأمهات وأخوات وبنات و… – مما يجعل حقوقهن عرضة للإنتهاكات من قبل أصحاب وصاحبات المنازل.

ويعتبر البعض الإطعام وبعض الالتزامات التي قد يقوم بها بعض الرجال هي المقابل للعمل المنزلي، وذلك رغم عدم وجود تقديرات محددة ومتفق عليها للعمل المنزلي .

وبحسب عدد من المفكرات الإقتصاديات النسويات فإن العمل المنزلي غير المدفوع ينتج فائض قيمة، وان النساء يتعرضن للاستغلال حيث يستفيد الرجال من فائض القيمة، نظراً لأن النساء تقوم بخدمات النظافة والطعام وتربية الأطفال مجاناً، وهذا العمل يحد من قدرة النساء لدخول سوق العمل، والحصول على دخل مستقل ويسهم في ظاهرة تأنيث الفقر.

وذكرت النسوية والمنظرة الإشتراكية سيلفيا فيدرتشي وهي تتحدث عن دور الرأسمالية في اضطهاد النساء عبر العمل المنزلي ” انها عملت على اضطهاد النساء من خلال جانبين أساسين، هما: جعل العمل المنزلي معطىً طبيعياً مرتبطاً بالنساء فقط؛ وعملاً نابعاً عن الحب”.

الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..