اختيار (شريك الحياة)… قرار من الأسرة أم الفرد ؟؟..

قانوني: القانون يمنع الابن من الزواج حال كان رفض الأسرة لأسباب منطقية
بلدو: تدخل الأسر تسبب في عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع
اجتماعي: خضوع الأبناء لرغبة الأسر في الاختيار يحكم العلاقة الزوجية بالفشل منذ البداية
مواطن: (ما في زول بقبل بيك إلا أهلك نسبة لارتفاع تكاليف الزواج والمهر وزيتنا في بيتنا)
مواطنة: الأبناء تحكمهم العواطف ويغيبون العقل في اختيار شركاء حياتهم لذلك نختار لهم
شاب: لا أوافق إطلاقاً على خيارات أسرتي في الزواج إلا في الزوجة الثانية
شابة: ليس لدي مانع في اختيار شريك حياتي من قبل الأسرة بشرط أن نفهم بعضنا
تحقيق: ميادة خميس
على الرغم من التطورات والحريات التي يعيشها العالم إلا أننا في السودان لا نزال نعاني من كبت الحريات حتى فيما يتعلق باختيار “شريك الحياة” وهناك كثير من الأسر تحرص على التدخل في أهم القرارات المصيرية لأبنائها وفق أسس عائلية تضع شروطها ويتحمل تبعاتها الأبناء مدى حياتهم وقد تكون لها آثار مدمرة عليهم.
ورغم قدرة الأبناء على اتخاذ قراراتهم إلا أنهم يواجهون بالرفض من قبل الأسر التي ترى الأمور بطريقة مختلفة وما زالت العادات والتقاليد تحكم الكثير من البيئات الاجتماعية السودانية هناك أسر تفضل زواج الأقارب وأخرى زواج الغرباء ويرى خبراء أن هذا النوع من الزواج يسعى للحفاظ على رابط الدم وبقاء واستمرار الجماعة وعدم اختلاطها بغيرها منوهين الى أنه تكتنفه العديد من المشكلات مشيرين إلى أن لهذه الزيجات أضراراً اجتماعية خطيرة قد تؤدي إلى تفكك الأسر إلى بجانب الأمراض الوراثية الخطيرة.
ظاهرة قديمة
ويُعدُّ قرار اختيار شريك الحياة من أصعب القرارات التي يواجهها الإنسان في حياته لأنَّه قرار يرسم حياته القادمة بأكملها وأي اختيار خاطئ قد يتسبب في ندم كبير لذا يجب أن نحرص على اختيار شريك الحياة المناسب لنا.
وظاهرة اختيار شريك الحياة موجودة منذ القدم ومعظم الأسر العربية تتدخل في قرارات أبنائها لتحقيق درجة من الرضا والسعادة والاستقرار النفسي على حد اعتقادهم
وهناك كثير من الشباب يرفضون تلك القرارات ولكنهم يواجهون مشكلات كثيرة ومنهم من يستجيب تجنبا للتصادم مع الأسر.
(الإنتباهة) حاولت الوقوف على ذلك وتحصلت على عدد من الإفادات من مواطنين وخبراء وغيرهم وبين روايات هؤلاء وهؤلاء نجد الفارق كبيرا والسطور التالية تحدثنا عن ذلك:
اختلاف آراء
وفيما يتعلق باختيار شريك الحياة تقول الشابة مشاعر آدم لـ(الإنتباهة) ليس لدي مانع في اختيار شريك حياتي من قبل الأسرة بشرط أن أتحدث معه ونفهم بعضنا مشيرة الى أنها وفي حال عدم مطابقة شروطها في ذلك الشخص سترفض وأضافت كل ما أتمناه أن تتوفر في شريك حياتي الأخلاق اذا اخترته بمفردي أم اختارته أسرتي وتابعت أنصح جميع الفتيات بعدم رفض خيارات اسرهم لأنهم الأدرى بذلك.
من جانبها قال الشاب حماد الحاج لـ(الإنتباهة) لا أوافق إطلاقاً على خيارات أسرتي خاصة إذا كانت الزوجة من الأقارب وأضاف قد تكون هناك أمراض وراثية وأحياناً تكون هناك خلافات سابقة بين الأسرتين وأردف اذا كانت خارج الأسرة أيضاً لا أقبل بذلك الاختيار نسبة للفروق الفردية وزاد يمكن أن أقبل بخيار أسرتي في الزوجة الثانية فقط ولكن الأولى لا.
العواطف والعقل
وبشأن أسباب اختيار الأسر لشريك الحياة تقول المواطنة فاطمة عيسى لـ(الإنتباهة) الأبناء تحكمهم العواطف ويغيبون العقل في اختيار شركاء حياتهم لذلك نقوم بالاختيار وأضافت نختار وفقاً للعقل والحالة الاجتماعية والمادية والثقافية أما العاطفة فتأتي في المرتبة ثانية من حيث الأهمية ومضت قائلة الأبناء ليس لديهم خبرة في اختيار الشريك الناجح والصالح وقالت هناك أبناء لديهم ضعف في الشخصية وليس لديهم إمكانات للزواج لذلك نختار لهم.
من ناحيته قال المواطن موسى لـ(الإنتباهة) أنه يفضل زواج الأقارب خاصة مع تردي الظروف الاقتصادية بالبلاد وأضاف (مافي زول بقبل بيك إلا اهلك نسبة لارتفاع تكاليف الزواج والمهر زيتنا في بيتنا) مشيراً الى أن كثيرا من الأبناء يرفضون ذلك الاختيار وهناك من يفضل ذلك وآخرون يتم وضعهم أمام خيارين أحلاهما مر إما الموافقة او عدم رضا والديه وأردف في بعض الاسر يقولون للابن تزوج الأولى باختيارنا والثانية باختيارك لذلك كثر تعدد الزوجات.
نتائج غير إيجابية
وبشأن تدخل الآباء والأمهات في اختيار شريك الحياة تقول أستاذة علم ثريا إبراهيم لـ(الإنتباهة) ان هذه المسألة تعود الى التنشئة الاجتماعية وأضافت كلما توفرت تنشئة جيدة بها ثقة وحرية تعبير وعلاقة جيدة بين الآباء والأبناء بالتأكيد يمكن أن يختار الأبناء شريك حياتهم بطريقة إيجابية ونوهت على ضرورة تجنب الأهل فرض آرائهم على أبنائهم في اختيار شريك الحياة وفق ميولهم وأهوائهم باعتبار أن اختبار الأبناء لذلك وفقا لمعايير تناسبهم قد لا تناسب أسرهم وتابعت من حق الشاب أو الفتاة أن يتخذوا قرارات حياتهم لافتة إلى أن معظم الفتيات والشبان من خريجي الجامعات الذين لهم المقدرة على اختيار شريكة أو شريك الحياة المناسب لهم وقالت خضوع الأبناء لرغبة الآباء والأمهات في اختيار شريكة حياتهم قد يحكم على العلاقة الزوجية بالفشل منذ البداية مشددة على ضرورة أن تتاح الفرصة للمقبلين على الزواج بكل استقلالية على حد قولها ومضت قائلة الأسرة يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً حال أخبرهم الابن بأنه يريد الزواج من فتاة يمكن أن يحدث حوار وتبادل آراء بينهم للتأكد من تفاصيلها بدون التدخل في رفضها وزادت الفروقات الفردية متواجدة حتى بين الأطفال ولابد على الاسر من احترام خصوصية أبنائهم وعدم منعهم من ممارسة حقوقهم لأن هذا شكل غير سليم ونتائجه غير إيجابية ويكن أن يحدث انفصالا أو استمرارية ظاهرية وختمت حديثها التدخل شيء سالب وليس إيجابي وعلى الاسر إقامة حوار وأن يكون القرار النهائي للابن.
خطر يهدد الحياة الزوجية
بالمقابل يرى استشاري الطب النفسي علي بلدو أن تدخل الآباء والأمهات في اختيار شريك أبنائهم هو خطر كبير يهدد الحياة الزوجية وقال في حديثه لـ(الإنتباهة) هذا التدخل تسبب في عزوف الشباب عن الزواج بجانب ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع السوداني مشيراً الى أن خوف الأبناء من الاصطدام برغبات الوالدين يجعل الشخص لا يعبر عن رغبته الحقيقية في الارتباط بشخص محدد مما أدى الى العزوف عن الزواج والهجرة خارج السودان للتحرر من هذه القيود وأضاف هذا يؤدي إلى نزاعات أسرية والشعور بعدم الرضاء من قبل الوالدين ومشاكل داخل الأسرة وأن يكون الزواج غير مرغوب فيه أيضا يكون مصدرا منبوذا من قبل الأسرة والأبناء يؤدي الى تصدعات نفسية واجتماعية وخلق نوع من الجفوة والقسوة بين الأفراد كما قد يقود إلى اشكالات قانونية ونوه الى أن المعالجات تكمن في التوفيق بين رغبة الأبناء الشابة والأسرة بعمل حوار لعرض الأفكار والاستماع إلى كل الآراء للوصول إلى قناعات مشتركة وترضية جميع الأطراف حتى يكون الاختيار على قناعة ورضا ويكون هذا الاختيار متوائما مع رغبة الشخص الذي يرغب في الزواج وتطمئن الأسرة على ذلك والعمل على الوصايا لأن الشخص في السودان لا يزال صغيراً في أعين والديه حتى لحظة زواجه وختم حديثه من هنا نحتاج إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وروح النقاش البناء والهادف والكلام الطيب والبعد عن التهديد والإكراه المعنوي والحلف وما شابه ذلك حتى لا نؤثر في إرادة من يتقدمون إلى الزواج وبالتالي ننعم بأسرة هادئة ومستقرة ومتينة قادرة على مواجهة صعوبات الحياة.
القانون لا يمنع ذلك
أما الخبير القانوني إسماعيل سليم فيقول ان القانون يمنع الابن من الزواج حال كان رفض الأسرة لأسباب منطقية على سبيل المثال اذا كان الشخص غير مسلم او لديه مشكلة أخلاقية او مرض وراثي وأشار في حديثه لـ(الإنتباهة) حال لم يوجد ما ذكرت من حق الابن أو الابنة أن يتزوجوا بالمحكمة مؤكداً على أن الزواج عبر المحكمة تترتب عليه كثير من الآثار السالبة داعياً الأبناء الى تحكيم صوت العقل وعدم التهور والتشاور مع الأسرة للاختيار السليم مناشداً الأسر بعد إجبار الأبناء على ذلك لأن من حقهم أن يختاروا شريك حياتهم بدون أي ضغوط .
الانتباهة