مقالات وآراء

نوغاليس الثوار

يوسف السندي

في القرن السادس قبل ميلاد المسيح عليه السلام توصل اليونانيون بقيادة فلاسفتهم المشهورين إلى الديمقراطية المدينية ، حيث صارت كل مدنية تحكم برأي شعبها، وقدموا بذلك صورة مبكرة جدا لحكم الشعب في التاريخ الإنساني.

بعد مضي ثلاثة الاف عام من ميلاد الديمقراطية مازال بعض السودانيين يرفضونها، مما يشعرك بأن هؤلاء القوم جاؤوا في الزمان الخطا، فالصحيح ان هؤلاء كان يجب أن يوجدوا في العالم قبل ميلاد المسيح ب ٦٠٠ سنة.

الخطر الذي يواجه ثورة ديسمبر الان من قبل العسكر والفلول وتحالف الموز، هو خطر تاريخي، فالثورة تغالب عقولا محنطة في تاريخ اندثر قبل الاف السنوات.

هذه الازمة موجودة في محيطنا الإقليمي، وممتدة ايضا خارجه، ويحمد للشعب السوداني انه تفرد باستعادة الديمقراطية لأكثر من ثلاث مرات من براثن الطغاة وأصحاب العقليات المتخلفة تاريخيا.

يحكي كتاب السياسة عن مدينتي نوغاليس التي يفصل بينهما سور ، وتقع أحدهما في أمريكا والأخرى في المكسيك ، حيث يتمتع سكان نوغاليس أمريكا بالديمقراطية والحرية والتعليم والصحة والعمر المديد، بينما يعاني سكان نوغاليس المكسيك من تدني التعليم والصحة والعمر، فكيف تختلف حياة أشخاص في نفس الرقعة المكانية ولا يفصل بينهما سوى سور؟؟! .

كما يحكون عن الشقيقين اللذين افترقا لحظة انفصال الكوريتين وهما مازالا اطفالا ، فعاش أحدهما في كوريا الجنوبية التي تدعمها امريكا، وعاش أحدهما في كوريا الشمالية التي يدعمها الاتحاد السوفيتي .

إلتقى الشقيقان مرة اخرى بعد مرور اكثر من ٣٠ سنة، فإذا الذي من كوريا الجنوبية يتمتع بصحة جيدة ويلبس ملابس رائعة وكله امل وحياة، بينما الذي جاء من كوريا الشمالية يعاني صحيا ويظهر وكأنه بلا امل ولا حياة.

غيرت الحياة الديمقراطية كوريا الجنوبية وشعبها نحو الافضل، بينما يعيش جيرانهم وأهلهم في كوريا الشمالية تحت القهر والتسلط والحياة الصعبة، فكيف تتغير حياة شقيقين يحملان نفس الجينات الوراثية للابد نتيجة للنظام السياسي؟! .

الثوار يدعون شعب السودان إلى نوغاليس الديمقراطية التي تتمتع بالحرية والعدالة والرفاه، ولا يريدون لشعبه إضاعة المزيد من السنوات في جحيم القهر والتسلط العسكري، فهل يفهم شعبنا ام على قلوب اقفالها؟! .

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. الشعب مع الثورة والثوار وضد القهر والتسلط..والدليل المواكب التي أعقبت الانقلاب الثاني وقبلها مواكب الرد على مجزرة القيادة والانقلاب الاول والثورة مستمرة..حكم العسكر فشل فساد سرقة قتل دم ودمار..والشعب واعي وفاهم….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..