صحي يا ترس
بشير اربجي
لعل من أكبر أسباب بقاء الإنقلاب العسكري المشؤوم على سدة السلطة ولو إسمياً هو تشتت قوى الثورة المجيدة وتفرقها أيدي سبأ، ويوم أن تتوحد قوى الثورة المجيدة من لجان المقاومة وقوى إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين والحزب الشيوعي السوداني وقوى المجتمع المدني على برنامج موحد لن يكون أمام الإنقلابيين إلا الإنزواء أو الهروب الكبير، وعلى قوى إعلان الحرية والتغيير باعتبارها أكبر كيان ثوري موحد أن تسعي هي للتقارب مع بقية مكونات قوى الثورة المجيدة، وعليها توحيد رؤيتها بشكل حقيقي مع لجان المقاومة والشارع الثوري قبل أي خطوة تخطوها للتعامل مع العسكر، فباعتبار أنها القوى التى حكمت بإسم الثورة المجيدة حين فوضها الثوار لذلك يبحث العالم كله لحل المشكل السوداني معها هي، وبما أنها الوحيدة التي هيأت لها الوساطة الدولية طرح رؤيتها على العسكر بشكل مباشر عليها إصطحاب رؤية لجان المقاومة والثوار بشكل لا لبس فيه، لأن الشارع الثوري هو من شكل ضغطا على الإنقلاب العسكري المشؤوم قبل إذاعة بيانه حتى، ودون وضع مطالبه فى الحسبان سنجعل من ثورتنا لقمة سائقة فى أيدي العسكر يذهبون بنا ذات اليمين وذات الشمال، وعلى قوى إعلان الحرية والتغيير الإطلاع بهذا الدور من منطلق المسؤولية التاريخية التي وضعها فيها الثوار حينما حملوها هذه الأمانة فى أيام التفاوض الأولي، ورغم علمنا أن قوى إعلان الحرية والتغيير هي أيضا جزء كبير وأساسي فى الشارع الثوري السوداني، إلا أن الأجسام الأخري الموجودة بالشارع وخصوصا لجان المقاومة تعتبر الآن الجسم الذي يواجه الإنقلاب العسكري المشؤوم بشراسة وبسالة مشهودة، وهي تعمل على دحر الإنقلاب بكل طاقتها التى تستمدها من شعارات الثورة المجيدة ومن دماء الشهداء، ولن تتراجع عن تحقيق كامل أهداف الثورة المجيدة فى الحرية والسلام والعدالة.
لذلك يجب التنسيق والتشبيك على كل المستويات سواء كان ذلك فى التفاوض عبر مبادرات المجتمع الدولي، أو فى الشارع عبر التجهيز والإعداد والمشاركة فى المواكب التي تحركها لجان المقاومة بشكل يومي منذ بداية شهر يونيو الجاري، فالمواكب و(الغنجات) والوقفات الإحتجاجية وسلاح الإضراب العام، يجب أن تتكامل جميعها فى مقارعة هذا الإنقلاب وهزيمته وهزيمة حتي التفكير الإنقلابي وللأبد، وبدون وحدة قوى الثورة المجيدة لن يحدث ذلك وربما تتمزق البلاد لأن لا أحد ممن نفذ أو دعم الإنقلاب تهمه مصلحة الشعب السوداني واستقراره.
الجريدة
