يلا الناجح يرفع إيده ..!

ليلة الخميس البارحة 7/8/2014 كانت إستثنائية بالنسبة للجالية السودانية في العاصمة أبوظبي وقد شهدها النادي السوداني بفخرٍ يرفع رأس السودان حقيقة بتفوق نخبة من بناته وأبنائه الأذكياء الذين أحرزوا قصب السبق في إمتحانات الشهادة الثانوية بدولة الإمارات العربية المتحدة ..إذ كان الطالب النابغة والكفيف البصر و الحاضر البصيرة ..أحمد قريب الله الأول على مستوى الجالية فأحرز درجة ناهزت التسعة والتسعين بالمائة وكانت الثانية على ذات المستوى ولكن بفارق جزئي قليل النابغة نور عبد الرحمن سليمان..ثم تبعهم رهط من النجباء والنجيبات في تسلسل متقارب لم يخرج عن مربع التسعينيات .
حفظهم الله جميعاً وسدد خطاهم في مسيرتهم التعليمية الجامعية و العلياء ليصبحوا لبنة قوية في بناء مستقبل وطننا المهّدم بأيدِ الضلال وبلسماً لأدواء شعبنا الجريج بسيوف الفساد و الذي ذاب حاضره هدراً في وجه سيول الطغيان التي إستهدفت أيضاً البنى الأخلاقية والقيمية والتماسكية فيه والتي أرساها رجال الثورات الظافرة على مدى تاريخنا قبل الإستقلال و مشى على دربهم قادة العمل الوطني الذين غادروا الدنيا وأكفهم خالية من دنس السحت أو النهب ولكنها مليئة بضياء العفة التي خلدت ذكراهم محفورة في جدار الزمان !
فمثلما كان الفخر يملاء النفوس بالأمس ودمعت العيون التي سهرت على رعاية أولئلك الأفذاذ وهي تشهد ثمارها تتدلى مع ثريات القاعة الأنيقة ، فمن واجب الوطن في الداخل أن يحتضن هؤلاءٍ الدرر بالبعثات المجانية سواء في الجامعات الحكومية الكبرى أو الجامعات الخاصة التي تتوفر لديها الإمكانات والمعينات اللازمة لدراسة العلوم التطبيقية والنظرية التي يرغب فيها كلٌ منهم ووفقاً لتخصص مساقه ..بدلاً عن تنفيرهم عن صدر الوطن بالمطلوبات التعجيزية كالقبول الخاص وبالعملة الأكثر من صعبة أو بإسقتطاع درجات من جهدهم الذي سهروا له الليالي و جندت أسرهم نفسها لمعاونتهم وتحفيزهم بإعداد المناخات الملائمة ليكونوا أكثر جاهزية لهذا النجاح الباهر !
فالمغتربون في الظروف الأخيرة لم يعد لهم من إستثمار ذي مرود حقيقي سوى فلذات أكبادهم الذين هم بالتالي أكبر عائد للوطن في مقبل الأيام ولكن الكثيرين منهم تعوزهم الإمكانات التي تمكّن هؤلاء الأبناء من الدراسة الجامعية الباهظة التكاليف لاسيما الخاصة منها هنا أو في البلاد الآخرى إذ أن الجامعات الحكومية وهي قليلة على سبيل المثال في دولة الإمارات رغم أنها مشكورة تستوعب أعداداً لاباس بها من المقيمين المتفوقين ولكنها فرص لا تفي بكل العدد الذي من واجب وطنهم السودان أن يتبناه بلا منٍ أو آذيٌ ..كابسط تكريمٍ لهم ، بل وتشجيعاً لمن يتأهبون للنجاح في الأعوام القادمة بإذن الله الكريم .
التهنئة موصولة لكلِ ناجح وناجحة ولكلِ أسرة جاهدت بالزمن والجهد والمال على قلته لتحقيق هذا العطاء الثر .
ولعل دور النادي السوداني في ابوظبي وبقية أندية الجالية بالدولة و إداراتها والمعلمين السودانيين من النساء والرجال فهو دورٌ رائد وكبير فهم أيضاً يقومون بواجب ضخم تمثل في تهيئة فصول التقوية التي تمازج بين المنهج المحلي للدولة مع جرعات من المنهج السوداني لربط طلابنا بتراب الوطن الغالي وإنسانه ، لعمري فهو دور يستوجب التقدير مع إنه واجب مستحق ليد السودان التي قد سلفت !
و كانت كاميرات قناة أم درمان شاهدة بعيونها الثاقبة وقد غطى فريقها فقرات الحفل صورة وصوتاً فلهم ايضاً التحية والتجلة !
كما أن السفارة كانت حضوراً وقد مثلّها القنصل العام في تكريم الناجحين مع اللجنة المنظمة وبمساهمات فاخرة من بعض المؤسسات الراعية للحفل الرفيع الذي شدا فيه باصوات الفرح المنسكبة مع زغاريد الفخار عددٌ من مطربي الجالية.
ولا ننسى أهل الدار الكرام / دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً ومؤسسات تعليمية وكوادرها الذين يفتحون دائماً لأهل السودان أذرع النخوة ويبثون في قلوبهم دفء الطمأنينة من رحابة الصدور .
ويلا الناجح بكرة يرفع إيده .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..