مقالات وآراء

انما الامم الاخلاق

محمد حسن شوربحي
 ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​يقولون انه وحين طلب الشعب الامريكي من جورج واشنطن أن يكون رئيسا لامريكا رفض الرجل قبول ذلك المنصب .. وقد ظلوا يلحون عليه كثيرا وهو يرفض .. فقد كانوا يرون فيه انه الانسب والاجدر بذلك المنصب .. فأستمهلهم جورج واشنطن ليعرض الأمر على والدته ويستنصحها .. فلما فاتحها في الأمر وأخبرها برفضه للمنصب .. استفسرته عن سبب عدم استجابته لرغبة قومه في أن يتولى رئاستهم.. فقال لها : انا يا امي لست أهلا للحكم لأنه يحتاج إلى علم وخبرة .. وأنا فقير فيهما .. فردت امه عليه : يا بني إن الحكم في حاجة إلى الأخلاق .. فإن كنت قد قبضت قبضة مما ربّيتك عليه من أخلاق فاستجب لما عرضه عليك القوم .. فعمل الابن بنصيحة أمه الحكيمه .. وسعد الأمريكيون بأشرف رئيس ذمة وأرقى سلوكا في تاريخ امريكا .. ويكفي انه قد رفض اقتراحا من أحد ضباطه بأنه يستخدم تفوقه في تولي دكتاتورية عسكرية قائلا إنه لن يفسد المبادئ ذاتها التي قاتل الكثير من الأمريكيين من أجلها وماتوا .. وبدرجة انه وبعد فترة وجيزة من انتخابه سلم لجنته العسكرية إلى الكونجرس وتقاعد في ضيعة ماونت فيرنون في فرجينيا … اوردت هذه القصة البليغة لتكون نبراسا لنا كشعب ولمسؤولينا وحكامنا … فقيمة الأخلاق في حياتنا هي هامة للغاية .. وهي من الاولويات التي يجب ان تكون  .. فإذا ضعف الالتزام الاخلاقي بين أفراد المجتمع بدأت المتاعب والاضطرابات السلوكية .. فحسن الخلق يقرب صاحبه من الله ويجعلهُ ينال رضاه … وحسن الخلق يجعل المسلم يألف الناس من حوله ويجعل الناس يألفونه .. وحسن الخلق يكرم صاحبه بينما سوء الخلق يهينه … وحسن الخلق يزيل العداوات ويحوّلها إلى صداقات .. وحسن الخلق يصلح ما بين صاحبه وما بين الناس من حوله ويحسن العلاقات فيما بينهم … وقس علي ذلك … وقد وصف رب العزة والجلال رسوله الكريم بقوله «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» (القلم 4) … فأهمية الاخلاق في حياة البشر لا يدانيها اهمية … فالأخلاق اخوتي هي أساس بقاء الأمم … وبها وحدها تتقدم وبها ترتقي … ودونها تنهار وتذهب ريحها … فليتنا اهلنا الكرام نتحلي جميعا بالاخلاق الحميدة … كما يجب ان ندعو بعضنا البعض الي تغليب ذلك في كل مناحي حياتنا … وكما فعل رسولنا الكريم محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حين دعا ان نقرن الأخلاق الكريمة بالصدق والوفاء والعفاف … ودعا بأن نقرن الاخلاق في كل روابطنا الاجتماعية … و في بِر الوالدين وصِلَة الأقارب … ونهى عن الأخلاق السيئة … وحذَّر من الكذب والغدر والحسد والزنا … وهنا دعونا اخوتي نخصص يوما توعويا عن الاخلاق … فنحن في حاجة ماسة لتغليب الاخلاق في كل مناحي حياتنا … وقد قال شوقي : وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..