أخبار السودان

جنوب السودان: الحكمة جنوبيّة – أروشا على الخط الساخن

فيصل الباقر

أعادت القيادة التنزانية الرشيدة ، بريق ضوء وبصيص أمل ، فى عتمة المشهد المرعب ، والقاتم جدّاً ، فى ربوع جمهورية جنوب السودان ، و منحت بعض الأمل – الذى كاد أن يكون مفقوداً – لشعب جنوب السودان ، والمُراقبين من على خطوط النار فى دول الجُوار، فى إمكانيّة عودة طرفى النزاع فى جمهورية جنوب السودان، لمسارات التفاوض السلمى ، بعيداً عن قعقعة السلاح ، ومُغامرات دك المُدن والأرياف ، ومرارات القتل والسحل على الهُويّة الإثنيّة واللغوية ، فى جنوب السودان ، وهى خطوة – بلا شك – مطلوبة ، ومرغوبة ، وضروريّة ، للمضى قُدماً ، فى طريق البحث الجاد ، عن حلول مُستدامة للأزمة الدموية الطاحنة ، التى بقيت تراوح مكانها، طيلة الأشهر الماضية ، دون أدنى بصيص أمل ، فى الوصول لحل يفتح الطريق ، نحو سلام مُستدام وإستقرار منشُود ، و توافق على نظام حُكم حكيم ، يستحقه شعب جنوب السودان .
الإتفاق على التوقيع على ” إعلان أروشا ” الذى جاء ليشكّل حجر الزاوية فى مبادىء الإتفاق لحل الخلافات داخل الحركة الشعبيّة ” فى الحكومة والمعارضة ” ، نزل برداً وسلاماً على الشعب ، و يُمكن أن يُهيّىء فرصة نادرة ، للخروج من نفق الأزمة الحاليّة ، ولكنّه ، ليس كافياً وحده ، لإبراء الجراح ، وإحداث المُعافاة التامّة ، بعد الذى حدث من شروخ وجروح دامية فى النسيج الإجتماعى، بين مواطنى الدولة الوليدة ، ولا- ولن – يعفى ( القيادة التاريخيّة ) من مسئوليّة ما جرى…ولهذا ، ولغيره من أسباب موضوعيّة ، يبقى هذا الإتفاق ، مُجرّد لحظة تاريخيّة هامّة وفرصة مُضيئة تنتظر الإستكمال ، لأنّ إنهيار هذا الإتفاق – تحت أىّ دعاوى – سيجعل الوطن بأكمله ، فى مهب رياح و أمطار حروب الإبادة ومآسى و ويلات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيّة ، ولن نذيع سرّاً ، إن قلنا إنّه إتفاق الفرصة الأخيرة ، لتسوية النزاع !.
قلنا من قبل ، وسنظل نؤكّد ، أنّ مفتاح الحل للأزمة فى جنوب السودان ، بيد ( الحركة الشعبيّة ) و ” مؤسساتها “، ولن يأتى ( الوسطاء) مهما حسُنت أو ساءت نواياهم ، بحلول تتنزّل – برداً وسلاماً – من السماء ، ولن يُجدى – على المدى الطويل – إنتظار مُحاولات فرض الحلول الخارجية ، ونُضيف ، لن تنفع سياسات ” لى الذراع ” ، ولا فزّاعات ” التخويف ” و ” التهديد ” بالويل والثبور وعظائم الأُمور!.
التوقيع على ( إعلان أروشا ) يُمثّل خطوة أولى فى الطريق والمسار الصحيح ، ولكنّها خطوة ” عالقة فى الهواء ” تنتظر الإرادة السياسيّة الحقيقيّة والجادّة ، و تنتظر ضرورة ” تفعيلها ” و ” إستثمارها ” من طرفى / أطراف النزاع ، بصورة خاصّة ، لتحقيق السلام ، والإنخراط ? قبل فوات الأوان ? فى الحوار المسئول ، لبحث كافّة الملفّات والقضايا العالقة المنطوقة و المسكوت عهنا ” طوعاً أو كُرهاً ” ، ولن يؤتى هذا الحُوار الجامع ، أُكله ، ما لم يضع مصالح شُركاء الوطن ، فى الحسبان ، ومن المهم أن يُنظر إليه ، لمدخل لتحقيق المُصالحة الوطنيّة الشاملة، ونأمل – صادقين – أن لا يمضى الفرقاء فى جمهورية جنوب السودان ، فى طريق ” إستلهام ” و ” إستيراد ” طُرق وأساليب ومناهج إدارة ( حوارات ) شُركاء الأمس القريب – المؤتمر الوطنى – بمسمياتها المختلفة ، لأنّ السير فى ذاك الطريق ، سيقود لإطالة أمد الأزمة ، وهو أمر غير مرغوب فى هكذا صراع ونزاع !.
يبقى فى الجانب الآخر من النهر ، التعويل على قُدرة ( الوسيط ) التنزانى ، على مُتابعة الملف ، و قدرته على البقاء فى الخط الساخن ، وفى السهر على تنفيذ الإتفاق ، وفى الإصرار على المضى بالحوار للأمام ، لتحقيق الحل المطلوب ، وتبقى ، مُشاركة الآخرين فى دعم الموقف التنزانى ، ولكن ، تبقى – من قبل ومن بعد – المسئوليّة الكبرى ، بيد طرفى النزاع ، وعلى عاتقهم ، فى الدخول الفورى فى الحوار ، برغبةٍ صادقة ونيّةٍ حسنة وصافية ، وإرادةً سياسيّة جادّة ، و بعيداً عن مناهج و تكتيكات ” لعبة كسب الوقت ” ، أو التفكير العقيم ، فى تعزيز المواقف التفاوضية ، عبر النظر ، لما بعد موسم ” الخريف ” بغرض تحقيق أىّ من ” الإنتصارات المؤقّتة ” ، لأنّها وإن حدثت ، فهى ستكون مجرّد ” إنتصارات زائفة ” و ستكون ( شكلةً ) ” مُكلّفة “، ولن تُخرج بالوطن والشعب إلى بر الأمان…وإيّاكم، وإيّاكم ، والتفكير فى نقض العهود!. ولتصبح الحكمة جنوبيّة / جنوبيّة ، وإن بدأت تنزانيّة !.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا فيصل كلامك (بريق ضوء وبصيص أمل ، فى عتمة المشهد المرعب ,لمسارات التفاوض السلمى ,للخروج من نفق الأزمة الحاليّة ،ولكنّها خطوة ” عالقة فى الهواء , جاء ليشكّل حجر الزاوية ,حدث من شروخ وجروح دامية فى النسيج الإجتماعى) وبعد دا فى مهب رياح و أمطار حروب الإبادة ومآسى تكتب (فى مهب رياح و أمطار حروب الإبادة ومآسى ) يا اخي بصراحة كدا والله انا خجلت بوجودك في السودان يا فيصل.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..