أخبار مختارة

حلفاء الانقلاب.. جماعات وأحزاب تركها العسكر في “سكة ضياع”

تقرير: الراكوبة
على مشاجب الترقب يرنو حلفاء العسكر ومواليهم نحو مخرجات الاجتماعات بين مركزي التغيير والمكون العسكري التي ترعاها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، مغبة الاطاحة بهم وابعادهم عن المشهد وعودة الشراكة الثنائية من جديد، بعد أن والوهم وإعانتهم في تنفيذ مخطط الإطاحة بالحكومة.
مخاوف وفق مراقبين تبدو منطقية فتلك الأحزاب والمجموعات لن تقبل أن يتم استخدامها دون مكافأتها بنصيبها من كعكة السلطة) ولو (فتاتا) قليلا، طالما أن هذا الفتات يضمن لها تحقيق اشواقها واحلامها التي طالما سعت إليها، وهي تعلم أن ما تملكه من برنامج سياسي وقواعد جماهيرية هشة لن تحقق مسعاها، لتظل في حراك محموم لقطع الطريق أمام هذه الشراكة بشتى السبل، فهل تفلح المساعي ويفي العسكريين بوعودهم المقطوعة أمامهم؟ أم أن الضغوط الدولية ستحول دون ذلك؟.
هشاشة الشراكة 
منذ سقوط البشير أبريل ٢٠١٩، ودفة الدعم في ظل تشدد قوى التغيير بإقصاء كل من شارك النظام السابق حتى سقوطه، تحولت بكلياتها مجتمعة من قبل القوى المبعدة نحو العسكر.
في السياسة عالم الممكن والمستحيل، ليس لها ثوابت او قواعد محددة تحكمها، (المصالح) وطالما أن المصالح تقتضي دعم العسكر، فلا ضير وقتها من هذا الدعم أن كان يحقق الغايات المنشودة، فكان أول من خرج وقتها وعقب السقوط، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الذي انتقد الانقاذ، ومن بعده كثيرون، قبل ان يصطدموا بالتشدد في اقصاءهم، لتكون اول المنافذ لهم للولوج مجددا عقب تعليق التفاوض بين المجلس العسكري وقتها وقوى اعلان الحرية والتغيير بعد فض اعتصام القيادة العامة يونيو ٢٠١٩، غير أن الضغوط الدولية حالت دون ذلك.
وذهبت الأحداث في مجراها المعروف واتفقت الأطراف على فترة انتقالية بعيدة عن أي داعم او  مشارك للإنقاذ حتى سقوطها. ويعتقد كثير من المتابعين أن هشاشة الشراكة بين المكونيين المدني والعسكري أحيت الآمال أمام القوى المبعدة مجددا، وفتحت الباب أمام العسكر للتفكير في اختيارهم بديل يقود فترة الانتقال من هاويتها وفق ما يعتقد بعد حالة الاصطراع داخل المكون المدني مجتمعا.
صناعة الفشل
وتتسع مخاوف الاطاحة وعودة الشراكة الثنائية من جديد، سيما لدى مجموعة الميثاق الوطني التي لعبت دورا كبيرا في إنهاء شراكة العسكر والمدنيين بعد استخدامهم (وسيلة) لانهائها عبر اعتصام القصر الرئاسي، مقرونا ذلك بالسماح إلى ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك بإغلاق الشرق وخنق البلاد على مرأي ومسمع منهم، حتى كانت قرارت ٢٥ من أكتوبر الماضي، التي فتحت الباب أمام جل القوى السياسية للمشاركة في الفترة الانتقالية من باب توسيع قاعدة المشاركة وإشراك الجميع عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول.
التوم هجو طالب البرهان باصدار بيان والانقلاب على الحكومة المدنية
نجد أن حالة الخلاف والانقسام داخل إعلان قوى الحرية والتغيير، وسيطرة مجموعة محددة على اتخاذ القرار، أمر فتح الباب أمام (شهية) العسكر للتخلص من الشراكة المعطوبة، لكن في مقابل ذلك يذهب خبراء إلى أن العسكريين لا عهد لهم ولا ميثاق، وذلك من خلال الاطاحة بالبشير رغم انهم كانوا (لجنته الأمنية)  ومن بعدها الإطاحة بالمدنيين عبر سيناريوهات (فشل) مصنوعة من تدهور اقتصادي وتردي أمني فظيع، الأمر الذي جعل عامل الثقة مفقودا ترفع معه الهتافات عاليا (ماتدي فقاك للعسكر، العسكر ما حيصونك).
سكة ضياع 
 وتحت (ادعاء) و (مخاوف) الحرص على مصلحة البلاد من مغبة الانزلاق، تلتف القوى السياسية مجتمعة حول العسكر، تقدم المبادرات وطرح الرؤى والأفكار، وهي تصب جام غضبها على تجربة قوى التغيير التي ترى أنها تكريس للدكتاتورية المدنية وفق ما تدعي.
وبعيدا عن مجموعة الميثاق التي نشطت عقب تعليق حوار السلام روتانا واجتماع المدنيين والعسكر، في تحركات ماكوكية تهدف الى قطع عودة الشراكة الثنائية مجددا ولقاءات عدة مع مختلف الجهات كان آخرها اللقاء مع السفير السعودي بالخرطوم أمس الأول، ترى كثيرا من القوى السياسية المتخلفة أن قوى التغيير لا تصلح لقيادة البلاد وأنها تنفذ اجندات خارجية، في وقت تقلل فيه من جهودها.
أردول تحول إلى معسكر العسكريين والدفاع عن الانقلاب
وعلى طاولة الحوار المباشر في السلام روتانا اتضح جليا الأمر فذات الوجوه التي شاركت البشير حتى سقوطه تجلس مجتمعة إلى جانب العسكر، لتجد نفسها عقب ذلك في (سكة ضياع) في ظل التقارب بين العسكر و مركزي التغيير وتصريحات الآلية نفسها بعدم جدوى الحوار في ظل غياب قوى الثورة الأساسية.
علاقة غير منتجة 
وفي غضون ذلك يرى مراقبين أن على هذه المجموعات ان تعي خطأها الفادح الذي وقعت فيه بدعمها وموالاتها للعسكريين على حساب القوى المدنية.
ويصف بدوره الصحفي والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر العلاقة بين هذه الأطراف غير منتجة ولا ديمومة لها مستقبلا، مؤكدا على أنه يتوجب على القوى السياسية أن تحرر نفسها من هذا الخطأ التاريخي.
ويذهب خاطر في حديثه لـ” الراكوبة” الى ان اي علاقة ما بين الأحزاب والقوات المسلحة في هذه الفترة لا تعني اي شئ سوى استمرار شمولية نظام البشير.
وتابع: من الفضيحة أن تقول هذه الأحزاب أن العسكر اطاح بها، لان العسكر الان بدأ يتراجع عن مواقفه، وعلى تلك القوى السياسية أن تتحمل مسؤولية اندفاعها واخطاءها  السياسية وان تعي أن ما فعلته خطأ جسيم.
وأكمل: ليس هناك ابتداً حزب يتبع للقوات المسلحة لان الحزب يعني بناء إرادة شعبية، أما الجيش يعني حماية الوطن وان لا يكون في السياسة الا ضمن حالات استثنائية.
نضالات مصنوعة 
ولعله من أكثر القوى السياسية والمجموعات التي غرر بها العسكر واستخدامها وسيلة لتنفيذ أغراضه، هو المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بزعامة ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك الذي لم يزل ينفذ ما يؤمر به والذي كان آخره تجميد أعمال المجلس بغية تنفيذ المسار بحسب ما تتهمه عضوية مجلسة، بضغط من حميدتي.
ترك وجد نفسه في “سكة الضياع”
ويرى خبراء في الشأن السياسي أن ترك اثبت أنه مجرد أداة في يد الانقلابيين نفذو به مهمة حل الحكومة والان يتم استخدامها لتمرير المسار دون أي وعي منه، أن ما يقوم به إثبات بأن نضالاته مصنوعة وكذا بقية المجموعات صنيعة للعسكر، الذي استخدمها لإنهاء الشراكة قبل أن تمارس عليه الضغوط الدولية بالعودة للمسار الديمقراطي المدني.
ومن جانبه يرى المحلل السياسي د. صلاح الدين الدومة أن العسكر بذكائه استخدم هذه الأحزاب لمهمة معينة وهي تغيير المشهد، ولا يهم اي شئ دون ذلك سوى النجاة من العقوبة. ويذهب الدومة في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أن ثمة سيناريو أمريكي يطبخ على نار هادئة ستفصح عنه مقبل الايام وسوف ترضى به كل الأحزاب بما فيها لجان المقاومة.
وأتم: “كل الأحزاب السياسية ستكون خارج المعادلة ولن تشارك في الحكم.
وتابع: تحركات مجموعة الميثاق لن تجدي نفعا لان الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي يعلم من هي هذه المجموعة وما هو وزنها السياسي، ويعلم أن بها حركات ستقوم بإكمال ملف السلام ولا شئ غيره”.

‫6 تعليقات

  1. من يشتري بالمال يباع بالمجان . هولاء الان في صراع مع انفسهم ترك انشقوا عنه جماعته اما التو هجو هجوه الثوار وزغوه بالشبشب

    اما اردول اتي لكي يقول ان مظلوم وان متضهد وجلس ونسي ما قدم اليه من اعادة النازحين من اهله ووجد الهواء البارد والترطيبة في الخرطوم الكان بيحلم يدخلها بالسلاح ولكن اتي اليها بدماء الشهداء وسوف تكون مقبرة له ولامثاله .

  2. تحالف الموز من مجموعات أرزقية و حركات مسلحة يعلمون جيدا أنهم ارتكبوا خطأ فادح بدعوتهم و دعمهم للانقلاب, ولكن ثقافة الاعتراف بألخطأ و الاعتذار منعدمة تماما لديهم , لذا تجدهم يزدادون شراسة فى الدفاع عن موقفهم وما فعلوه, ما يجب أن يوضع فى الاعتبار أنهم مسؤولون عن جرائم القتل التى تمت نتيجة للانقلاب ويجب محاسبتهم عليها.

  3. الموزنجية وترك ابوصفارة يستاهلو اكتر من كدة … العساكر لعبو بيهم سياسة ورموهم فى -مكانهم الطبيعي- سلة الزبالة !!!

  4. هو أكثر شيء نجح فيهو العسكر هو جعلكم كمدنيين تكيدون بعضكم البعض وتسخرون من بعضكم البعض يعني كلكم رحتوا في سكة ضياع.

  5. سيذكرهم التاريخ السياسي السودانى بالسوء والخيانة لثورة مهرت تاريخها بدماء غالية…

    هذه المجموعة من الارادلة الارازل خانوا الحركة الشعبية من قبل وتتوالى خياناتهم وخيباتهم الأن بالكذب الضار الذي ينشرونه اما الجهلول هجو فهو لمن يدفع له ثمن الكرفتة وحق البنزين ويتوارى خلف حرس يسخر منه كل صباح..

    اما ترك فهو همبول تحركه مصلحة ويميل معها حيث الهوى (مال)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..