مقالات وآراء

الطغاة ، وصناعة الاصنام …

خليل محمد سليمان

 

كتبنا في مقالات سابقة كيف تعمل الآلة الإعلامية للطغاة ، والتي تعتمد علي العامل النفسي ، والعاطفي لمخاطبة البسطاء ، وعامة الناس.

لا بد لأي طاغية ان يضع خطوط حمراء ، ومنطقة محرمة ممنوع الإقتراب منها ، وإلا الخيانة ، والعمالة ، والإرتزاق ، والتهم معلبة جاهزة.

واحدة من الخطوط  الحمراء المتوهمة هي “الجيش” الذي هو بالضرورة اعز ما يملك الشعب ، وليس الطغاة.

لابد من التفريق بين الجيش كمؤسسة ، والافراد الذين يُديرونها ، وتصرفاتهم القابلة للخطأ ، ومخالفة القوانين ، والفساد .

في الدول المحترمة تخضع الجيوش للنقد ، والمحاسبة بعيداً عن العواطف ، والمجاملات ، لضمان قوتها ، وتماسكها لتؤدي واجباتها المقدسة بوجه اكمل.

الاكيد ما قامت به القوات الاثيوبية جريمة بكل المقاييس ، ولكن ان تُستغل لأغراض سياسية فهذه مصيبة ، وجريمة توازي ، بل تفوق ما فعلته اثيوبيا.

ذكرني بيان الناطق الرسمي للجيش ايام اللمبي ، والصبي الصوارمي حين قال ان جيشه يمتلك حق الرد علي إسرائيل التي سرحت ، ومرحت في عرض البلاد ، وطولها بصواريخها التي غدرتنا حين اتتنا وكنا نيام “وبعد ما طفينا الانوار” .

عندما يهرب قادة الجيش لمعارك خارجية عبثية فأعلم انهم يواجهون ازمات داخلية لا قِبل لهم بها ، وقاماتهم اقصر من ان تطول الحلول بالمنطق ، والعقل.

بيان العميد نبيل الناطق بإسم الجيش يذكرني بالمثل القائل : اسمع كلامك اصدقك ، اشوف افعالك استعجب..

عشان انا ذاكرتي سمكية ضعيفة يا نبيل .. اسألك منذ الإنقلاب في ٢٥ أكتوبر فقط ، كم مرة خرجت متحدثاً بإسم الجيش لتعلي من قيّم الدم السوداني “الغالي” الذي اهدرته آلة الدولة في الشوارع ، والميادين ، جيش علي شرطة علي دعم سريع ، علي مليشيات إن لم تكن هي الفاعل فجريمتها التقصير في اداء الواجب حيث حماية المواطنين ، وممتلكاتهم، وحفظ الامن؟ .

هل تعلم يا نبيل كم مواطن قُتل في الشوارع بالرصاص ، ودهساً تحت مدرعات الجيش ، والشرطة ، والجنجويد؟

لا نصدق تقيمكم للدم السوداني “الغالي” لطالما ان لديكم معايير مزدوجة تعمل وفق اهواء ، ورغبات الطغاة اعضاء لجنة المخلوع الامنية ، ونعاجه.

المعلوم الآن حيث لا تنتطح حوله عنزتان ان الجيش السوداني يعمل بلا جبهة داخلية بسبب قيادته الرعناء التي تقف في جانب معادات الشعب ورغباته، وتطلعاته ، وثورته.

قبل الخوض في مغامرات خارجية لا تملكون لها العِدة ، والعتاد تصالحوا مع شعبكم الذي يدفع اجوركم ويدفع ثمن آلاتكم ، ومعداتكم من رباط البوت الي الطيارة.

تواضعوا وقولوا لنا من قتل ابناء الشعب “ابو دم غالي” امام بوابات القيادة، وتحت اسوارها؟ .

قولوا لنا من قتل ابناءنا في الشوارع منذ الإنقلاب الذي سميتموه بتصحيح المسار زوراً ، وبهتاناً؟ .

الهروب من مشكلات الداخل ، يمنعكم من إستدرار العواطف ، وإلهاء الناس بمعارك خارجية عبثية نعرف لصالح من تعمل.

نعم اثيوبيا اخطأت ، لدرجة ترقى الي جريمة الحرب ، فأنتم لستم بالرجال الذين نعتمد عليهم لرد الحقوق ، والكرامة، والثأر .

ثوروا لكرامتكم ، وتحرروا من الضعف ، والخوف ، وتصالحوا مع شعبكم بالحقيقة ، فإنه هو الملاذ ، والمصير.

كسرة ..

* هل تعلم يا نبيل بأن من إكتشف مذبحة ماي لي في فيتنام التي ارتكبها جنود في الجيش الامريكي هو صحفي امريكي ، ولم يجرؤ احد بأن يصفه بالعمالة ، وخيانة وطنه ، وجيش بلاده؟ .

* هل تعلم يا نبيل ان من إكتشف جريمة سجن ابو غريب ايضاً صحفي امريكي ، ولم يصفه احد بالعمالة ، وخيانة جيشه ، ودولته؟ .

* هل تعلم يا نبيل بان من إكتشف جريمة دنشواي في مصر صحفي يتبع لجيش الإحتلال ، ولم يصفه احد بالعمالة ، والإرتزاق ، والخيانة ؟ .

تعلم لماذا ؟

لانهم حطموا كل الاصنام ، وازالوا غشاوة الخطوط الحمراء ، والرمادية ، وتحرروا من الوهم ، والعبودية.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. يا سلام
    في الصميم وبالمنطق
    لا أعل كيف يمكن أن أتعاطف مع جيش يقتل شعبه ؟؟
    دعونا من هذه الهرطقات الساذجة الغبية
    هل يعتقد الناطق بإسم الجيش أن الأمهات والآباء الذين أحرق الجيش قلوبهم يمكن أن يتعاطفوا مع هذا الكلام الماسخ عن غلاء الدم السوداني؟؟
    ياتو دم فيهم هو الغالي ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..