المراسل الدولي لصحيفة الواشنطن بوست لـ35 عاما يكتب عن الانتفاضة السودانية

كتب ديفيد أوتاواي المراسل الدولي لصحيفة الواشنطن بوست” الامريكية لـ35 عاما بعدد الصحيفة امس الثلاثاء الخامس من فبراير مقالا عن الانتفاضة السودانية وتتبع خطى النميري والبشير، كيف يستجدي كلاهما المنقذ الأجنبي بين يدي الساعة الحرجة .
وعقد أوتاواي وهو كبير الباحثين في مركز وودرو ويلسون الدولي والمحرر السابق لشؤون الشرق الأوسط في الواشنطون بوست مقارنة بين آخر أيام نميري في الحكم وأيام البشير الحالية.
وسرد أوتاواي الذي كان قد أجرى في واشنطون آخر مقابلة مع نميري قبل أيام من الاطاحة به؛ قائلا : “في الثالث من أبريل التقيت الرئيس السوداني في سفارة بلاده في واشنطون.. لقد وصل إلى هنا طالبا من صندوق النقد الدولي وإدارة ريغان انتشاله من وهدته المالية لكنه فقد تاجه قبل أن يعود ادراجه فاحتضنته القاهرة. في حواري معه كان نميري يشكو من تغطيات زميلي جون راندال الذي كان يستقي أنباء ما يجري من الأرض في الخرطوم”.. بحسب ديفيد فقد وصف نميري تغطية واشنطون بوست بأنها جنحت للمبالغة.. “بعدها بيومين وفي خضم إضراب عام شل البلاد طرد زميلي راندال من السودان.. قبل يوم واحد من أحداث السادس من أبريل.. وجه المقارنة جلي وبائن إذ أن البشير شرع مؤخرا في طرد المراسلين الأجانب هو الآخر؛ بدءا بعاملين في وسائل إعلام عربية مختلفة، كما يشكو من أن الاحتجاجات جرى تضخيمها”..
الظروف المحيطة بسقوط نميري وتلك التي تتهدد البشير واحدة كما يرى أوتاواي.. والثورتان اندلعتا وأشعل فتيلهما ذات الموقد؛ زيادة أسعار الخبز بنسبة 30% والبنزين بنسبة 66%.. عماد المتظاهرين وقوام تشكيلهم هو نفسه؛ اطباء، محامون، أساتذة، موظفون، مدنيون، طلاب، وعاطلين.. استخدم هؤلاء وأولئك ذات التكتيك اللا عنفي لخنق الحكم الاستبدادي.
من وجهة نظر أوتاواي فإن أحد الاختلافات البارزة بين الثورتين تتمثل في غياب وسائل التواصل الاجتماعي إبان احتجاجات العام 1985.
يقول ديفيد: في اللحظة الأخيرة لجأ نميري إلى واشنطون يطلب من إدارة ريغان وصندوق النقد إمهاله المزيد من الوقت لسداد ديون بلاده البالغة حينها تسعة مليارات دولار واعفائه من شروط الصندوق الرامية لتخفيض الدعم الحكومي للوقود والغذاء.. اليوم وصل الدين الخارجي للبلاد 53 مليار دولار وبدلا من واشنطون طلب البشير الخلاص في الدوحة التي منحت البشير من قبل ستة مليارات دولار..اعرب حاكن قطر الشيخ تميم آل ثاني عن دعمه لوحدة واستقرار السودان لكنه لم يشر إلى المزيد من المساعدات المالية.
على كل؛ إذا أدت احتجاجات الشارع في الخرطوم إلى إزاحة البشير فإن ذلك يشير إلى أن الفترة بين الانتفاضات الناجحة في العالم العربي أضحت اقصر بما لا يقاس؛ فمنذ العام 1985 وإطاحة نميري وصولا إلى عصر الربيع في 2011 انصرمت زهاء 26 عاما، بيد ان ثمانية أعوام فقط هي انقضت قبل ان تتأرجح حكومة عربية أخرى على شفير الهاوية. وعلى الرغم من عودة الدولة البوليسية إلى فضاء الإقليم يظل الأجدر بالتنبيه الآن هو؛ هذه الثورات وجدت لتبقى.
مونتي كاروو
دي الكتابة الموضوعية ، مش زي الكتاب العرب ، تعلَّموا يا مقارني ثورتنا بالربيع العربي