مقالات وآراء

هيهات منا الذلة

محمد حسن شوربجي

 

ملحمة شعبية بطولية تجري في بلادنا وسيسجلها التاريخ لشعبٍ بطل يتوق إلى تكريس حقه في الحرية والديمقراطية … شعب يرفض حكم الفرد والديكتاتوريات والطغيان بكل اشكالها القبيحة … فبرغم كل ما أطلَق عليه من رصاصَ وبمبان أمام القيادة العامة وفي مليونيات شوارع الخرطوم … نجد هذا الشعب صامدا صمود الجبال ومازال كذلك امام تلكم الآلة العسكرية الحمقاء … وبطريقة بطولية نال ثوار السودان اعجاب كل العالم … فكم كان قاسية تلكم الهجمات البربرية امام القيادة العامة … والتي فاقت جرائم الصهاينة في فلسطين يكثير … فلقد أحرقوا ودون رحمة أو شفقة كل قلوب الامهات… ومازالوا وحتي يومنا يستخدمون نفس الاسلوب القمئ وعبر آلتهم العمياء لإرغام الشعب علي الرضوخ والركوع … ولعل ما كان يغضبهم اكثر نظرة العالم الازدرائية لكل افاعيلهم القبيحة … وكانت تقتلهم بشدة عبارات الثناء التي تتناثر علي الثوار … وكم اذهلهم ذلك الشاب النحيل وهو واقف امام مدرعات الجيش عاري الصدر ويداه مفتوحتان تتلقى قذائف البمبان ليردها بشجاعة لمطلقيها… وكم اعجبوا بكنداكاتنا وشجاعتهن … فلقد ظن المجرمون أنه وبالرصاص والغازات المسيلة للدموع ورمي الجثث في النيل سيركعون شعب السودان … ولكن هيهات منا الذلة … وان كان يحز في النفس ان يمارس جندي سوداني تلكم الجرائم الشنيعة وبدم بارد … وماذا يمكنهم أن يفعلوا أكثر مما فعلوا وقد ماتت قلوبهم ؟… فهم متشبثون بالسلطة حتي يومنا … واسفي لمنسوبي اللجنة الامنية الذين يبررون القتل كل يوم … فلم تردعهم عقيدة ولم يوقظهم دين … فلا حل للامر الا بالمزيد من المليونيات … فسيخرج الشعب البطل في ال 30 من يونيو ليهز الارض تحت اقدام المرجفين … وستتقدمه جحافل شبابنا الثائر … فما أجملها ملاحم ثوارنا … وما اجمله هذا الجيل الراكب راس … وما اجملها تلكم الثورة الابية .. وما اعظمه هذا الشعب المقدام … وحقيقة فلقد وقف العالم حائرا وهو يري هذا الشباب الاعزل المصادم في كل الميادين … رغم كل الاسلحة وكل الرصاص وكل القتل … فالمشهد اخوتي مهيب ويستحق الاعجاب … فحينما تَسمو الـنفس البشرية فإنها تَرتَقِي مَطالِع الجوزاء ! … ومَن تَكُن العلياء هِمة نَفْسِه = فَكُلّ الذي يَلقاه فيها محَـبّب … فما ينفع الأسد الحياء من الطوى … ولا تتقى حتى تكون ضواريا. فالاستبداد اخوتي قد فاق حد التصور … ولا يمكن القبول به ابدا … اللهم احفظ السودان … عشت يا سودان موفور القيم …

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. بل وااسفي علي مثل هذه المقالات التي تنطلي علي الصغارويروحوللموت في الطرقات وانتم تتاجرون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..