دعوات لاستئنافه 30 يونيو .. الحوار في ظل شارع محتقن

تقرير: الراكوبة

تبدو العلاقة “طردية” بين الدعوات للحوار و التصعيد الثوري. فكلما علت الدعوات للأولى، امعنت بدورها الثانية في علوها، قبل أن تضع ال٣٠ من يونيو حدا فاصلا بينها، في خارطة العمل السياسي، عقب دعوات التصعيد المفتوح، المقرون بدعوات الحوار. معادلة عصية تبحث عن حل “غير مرغوب”  من قبل الشارع الرافع للآته الثلاث الداعية لذهاب العسكر، فمع ارتفاع حالة التنديد ودعوات التحقيق في الإنتهاكات التي طالت الثوار أمس، دعت الولايات المتحدة الأمريكية لضرورة استئناف المفاوضات، فيما جددت الآلية الثلاثية المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والايقاد تأكيدها على التزامها بدعم وتسهيل حل سوداني القيادة والملكية للأزمة لاستعادة النظام الدستوري والتحول الديمقراطيما يطرح تساؤل حول إمكانية الحوار في ظل شارع محتقن؟

تجريب المجرب

“عبثية” و”مضيعة زمن “.. وفق هذا المعطى ترنو جل قوى الثورة الرافضة للانقلاب، إلى عملية الحوار الذي تسهله الآلية الثلاثية المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والايقاد، والذي تدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى إكماله، فاي حوار يضمن بقاء العسكر يعتبر امر مرفوض وفق رؤيتها، ما جعل جميع نتائج التقارب “صفرية”. وفيما ينتقد كثير من المراقبين تعنت لجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى الثورة في الجلوس إلى طاولة حوار يحقن دماء السودانيين، تبرر هذه القوى مجتمعة بعدم تجريب المجرب، عقب انعدام عامل الثقة. ويذهب موالين للعسكر باتهام هذه القوى بتنفيذ اجندات خارجية مدفوعة الأجر، لأحداث حالة الفوضى هذه وإبقاء الوضع على ماهو عليه، الأمر الذي كثيرا ما رفضته لجان المقاومة وتجمع المهنيين واعتبرته اتهامات باطلة.

الأفضل

واليوم أعلنت تنسيقيات لجان المقاومة عن تصعيد مفتوح، جراء القمع الذي لازم مليونية ال٣٠ من يونيو. َويرى كثيرون أن هذه اللجان تستند في ضغطها على الانقلابيين باستخدام كروت ضغط دولية، لكن ثمة معادلة غائبة وفق خبراء لدى كثير من لجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى الثورة مجتمعة وهي التحولات التي أصابت عقدية المجتمع الدولي في إيمانه بالديمقراطية، ويتضح ذلك جليا من خلال دعوات استمرار التفاوض بدلا عن فرض عقوبات.
ووفق المحلل السياسي د. صلاح الدين الدومة فإن الحوار أمر ضروري في ظل تعقيدات المشهد. و يرى في حديثه ل”الراكوبة” أن الاستناد على المجتمع الدولي ماعاد مجديا، لأنه لا يتخطى حاجز الادانة والشجب، وتابع: حقو نعترف انو الآلة القمعية الإنقاذية تركت في المواطنين آثارها الفادحة، فعقب ال٣٠ من يونيو بلغ الغلاء المعيشي والاعتقالات والقتل، قمتها، والمجتمع الدولي صامت، يدين ويشتم،واضاف : حتى النظام وجد دعم من دول الخليج عبر رجال أعمال، وبالتالي فان الحوار  على الاقل يخفف حدة الوضع، وفي ذات الوقت يقتلع جزء من السلطة ويزيح الانقلابيين الذين سيكون تعهدات أمام المجتمع الدولي.

تمسك

وترفض لجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى الثورة اي محاولات للتقارب مع العسكر، ألامر الذي انعكس لاحقا في التشدد ورفض اي دعوات للجلوس والاستماع لكثير من الدعوات، كان آخرها دعوة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية “مولي في”.
وتقود لجان المقاومة حراك ثوري مستمر منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر الماضي وفق جداول موضوعة ومتواصلة لإنهاء الانقلاب. ومنذ نحو ٨ أشهر تعيش البلاد تدهور اقتصادي كبير جراء الانقلاب العسكري خسرت على اثره البلاد كثيرا، فيما يعتبره البرهان إجراء تصحيحي لمسار المشهد الانتقالي.
وفيما تتمسك مركزية التغيير بمطالب الشارع وإنهاء الانقلاب، تعيش في مقابل ذلك  تنازعا بين مكوناتها مابين داعم للحوار واخر ورافض له، فيما تتمسك اللجان بمطالبها

لا تهاون

ويطالب كثيرون في ظل حالة الاحتقان هذه إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية، وتنحي العسكر و ذهابهم، من المشهد الأمر الذي ترفضه القوات المسلحة وترهن ذهابها بالتوافق الوطني الشامل دون استثناء او الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
والأربعاء استبق البرهان المليونية مؤكدا أن الطريق الوحيد لحكومة وطنية مدنية إما بالتوافق الوطني الشامل أو الذهاب إلى الانتخابات، وليس بالدعوات إلى التظاهر والتخريب.
وقال خلال كلمته أمام القوات الخاصة إن القوات المسلحة لن تتهاون في واجب العمل على تحقيق واستدامة أمن واستقرار البلاد، وإنها تتطلع إلى اليوم الذي ترى فيه حكومة وطنية منتخبة تتسلم منها عبء إدارة البلاد.

استئناف التفاوض

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية ان الحوار يظل هو الحل، بحسب ما دعت اليه عبر سفارتها بالخرطوم، جميع الأطراف لاستئناف المفاوضات، وقالت عبر  صفحتها الرسمية على فيسبوك، انها تدعو الأصوات السلمية للارتقاء فوق أولئك الذين يدافعون عن العنف أو يرتكبونه، وتابعت: يجب محاسبة الجناة. وأضافت: نشعر بالحزن إزاء الخسارة المأساوية في الأرواح باحتجاجات، ونعرب عن خالص تعازينا لأسر الضحايا.