مقالات وآراء

مواكب الإصرار على إكمال النصر !!!!!!

أصحى يا ترس
بشير أربجي
رغم العنف غير المسبوق الذي مارسته القوات الإنقلابية تجاه الثوار السلميين أمس الأول خلال مليونية الثلاثين من يونيو، مما أدي لإرتقاء 9 شهداء بإمدرمان والخرطوم والخرطوم بحري إلا أن حشود الثوار تمكنت من الوصول الى تخوم القصر الجمهوري بكل إصرار وعنفوان ثوري لا مثيل له، ورغم علم الثوار بما ينتظرهم من قمع من قبل العسكر والمليشيات المسلحة يصل حد الموت إلا أنهم تقدموا بكل شجاعة نحو وجهتهم المحددة واخترقوا الطوق الأمني للقوات الإنقلابية ووضعوا حياتهم في مقابل الحرية التي يحلم بها كل الشعب السوداني، وهي شجاعة ستحكي عنها الأجيال القادمة بلا شك نسبة لهذا الإصرار على المضي بالثورة المجيدة نحو غاياتها النهائية وتحقيق أهدافها فى الحرية والعدالة والسلام وإخراج العسكر من الحياة السياسية بشكل نهائي، وهو ما سوف يتم فى نهاية الأمر طالما هناك ثوار يملئون الشوارع بهذه الكثافة ويقدمون هذه التضحيات الكبيرة من أجل التغيير المنشود، وقد كان الثوار السلميين بالأمس وأمس الأول يعبرون تماما عن مقولة (من كل فج جوك) بكل رمزيتها مما يجعل من البرهان وحميدتي ومجموعتهم الإنقلابية الإنتهازية منبوذون تماما فى البلاد، حيث لن يجدوا من يقف مع إنقلابهم العسكري المشؤوم إلا هذه الحفنة من الإنتهازيين الكاذبين الذين يدمنون المغالطة ومحاولة حجب ضوء الشمس عبر أجهزة الإعلام المحلية والعالمية، والذين يبثون بياناتهم المضحكة عن خسائرهم فى مواجهة شعب أعزل اقتنصوا منه 9 شهداء بدم بارد وهم يصرخون لماذا لا يحترمهم الشعب السوداني بعد هذا الحقد والبربرية، وهو أمر لن يقدم للعسكر ومليشياتهم أي حلول لورطتهم وجريمتهم بقتل أبناء الشعب السوداني وسوف تزيد الفاتورة التي يجب عليهم دفعها فى نهاية الأمر، والتى قاموا بإنقلابهم المشؤوم هذا من أجل الهروب منها الي الإمام ولم يجدوا لذلك سبيلا ولن يجدونه، فهؤلاء الثوار الذين قضوا ليلتهم بالطرقات من أجل إسقاط الإنقلاب العسكري المشؤوم لا يمكن هزيمتهم من حفنة الأرزقية المنقلبة على الحكم المدني الديمقراطي.
ويعتبر ما حدث في الذكرى الثالثة لمواكب الثلاثين من يونيو العام 2019م وعقبها وعودة الحراك الشعبي الجماهيري بهذا الزخم، إعلان بلا مواربة أن سقوط هذا الإنقلاب العسكري المشؤوم اقتربت ساعته وأصبح مسألة وقت فقط وسينهار في أي لحظة، وحينها سوف تتم محاسبة الإنقلابيين وداعميهم من قبل الشعب السوداني وثواره الأماجد، وستكون المحاسبة هذه المرة بشكل حقيقي لن يترك مجالا للهروب ولن يجد البرهان وزمرته من يحميهم كما حاولوا هم حماية عضوية المؤتمر الوطني البائد بتسخير أجهزة الدولة القانونية والنظامية، وبالتأكيد سيندم منفذي الإنقلاب على قطعهم الطريق على الثورة المجيدة التى منحتهم الفرصة للتطهر من الدماء التي ولغوا فيها مع المخلوع البشير وبدلا عن ذلك قاموا بسفك دماء جديدة أودت بحياة أكثر من ألف مواطن منذ أبريل العام 2019م، ولن يفلت أى إنقلابي طالما الشوارع تضج بكل هذا الحراك الشبابي المتصاعد ولن تخطئ القوي الثورية الشبابية هذه المرة وتدخل فى شراكة مع عسكريين لينقلبوا عليها مرة أخري ويغدروا بها كما اعتاد عسكر السودان منذ الإستقلال، فإيقاف الإنقلابات العسكرية فاتورة لابد من دفعها وحان أوانها كما أعلن ثوار الشعب السوداني، لذلك فإن هذه الثورة المجيدة ماضية لتحقيق النصر ومحاسبة كل القتلة منذ إنقلاب المخلوع البشير حتى إنقلاب لجنته الأمنية المشؤوم، ولن تتراجع عن ذلك مهما كانت التضحيات التي يجب أن يتم تقديمها للوصول لفجر الخلاص الآتي، فهذه المواكب المتصاعدة تحمل من الإصرار على النصر ما يفل الحديد، ولن تتراجع مهما عن تحقيق أهداف الثورة المجيدة فى الحرية والسلام والعدالة.
الجريدة
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..