كاتبني وين ؟ّ!

يبدو أن فترة طويلة من الزمن مرت دون أستمع لبعض أغاني الحفلات والأعراس الغير راقية.. إلا أنني أحسست أنها تستمد معانيها من الحالة المحبطة أو (المغلقة) التي تعيشها بعض فئات المجتمع.
رجل سكير.. أقلع عن الشرب وبعد سنتين قرر أن يتزوج.. يبدو أن أهل الفتاة لم يكونوا راضين على الزواج في بداية الأمر، لكن نزولا عند رغبة ابنتهم وافقوا.. أثناء الحفل المشهود، إذا بالفنان يغني “قالو لي بتسجر، كمان بقيت بتسف، أوع من القزازة، أوع بكرة تلف”!!
وكأن الفنان لم يكتفي بالتذكير بالماضي الأليم، إنما ذهب إلى أبعد من ذلك من خلال الوعظ والإرشاد في يوم عرسه لحياته المقبلة (ما تشرب وما تلف البنقو)!
تملكني خوف شديد وأنا أحضر حفل زواج كانت فيه العروس في حالة توهان واضح، كانت الأغنية تقول كاتبني وين؟ عند ياتو شيخ؟ ورغم أني لا أؤمن (بأعمال الفكي) لكن لا أدري لما أحسست حقا أن تلك العروس (معمول ليها حاجة)!
الأغنية ذهبت لأبعد من الاستفسار إن كانت مكتوبة أم لا، وقفزت إلى السؤال المهم.. عند ياتو شيخ؟!.. فهم كتروا وسوقهم ماشي والناس بتجيهم!
أعتقد أن الخوف جاءني بعد أن تلقيت مكالمة من زميل كان مندهشا من العدد الخرافي للسودانيين الذين يرتادون شيخا معروفا، يقوم بفك العمل والسحر والكشف عن الفاعل ثم إعطاء العلاج!.. قال لي حينها “الشعب السوداني مقسوم اتنين، نص بيمشي يعمل العمل، ونص يمشي يفكو”
تذكرت قصة الرجل الذي ذهب لزيارة قبر عمته بعد أن توفيت بخمسة أيام فإذا به يرى نبشا بالقبر، اتصل على أقاربه الذين جاءوه بسرعة، حيث قاموا أيضا بنبش القبر إلى أن وجدوا (عملا) مدفون.. أعادوا شكل القبر إلى هيئته وأخذوا ذلك الورق المربوط إلى فكي.. قام الفكي بفك طلاسم الورقة حينما أخبرهم أن شخصا ما قصد (فكي) ليكتب له عملا يفرق فيه بين رجلين، وطلب منه أن يدفنه في أي قبر جدبد، وأن عمتهم غير مقصودة به.. واختتم حديثه مع الجماعة طالبا منهم أن يرمو الورق في البحر ليبطلوا مفعوله.!
هناك قصص كثيرة، بعضها يصدق ومعظمها لا.. غير أن الخطير في موضوع (الكتابة والعمل) انه انتقل من المرحلة الاجتماعية المعنية بالزواج والطلاق والمكايدات إلى الساحة السياسية بما تشمله من تغيير المواقف.!
كشف لي شخص ذو صله مع القادة السياسيين، أن أعضاء بأحد الأحزاب السياسية تحدثوا مع (فكي) ليدعم عضوا بينهم لتقلد منصب رفيع في المؤتمر العام للحزب المقرر عقده بعد فترة!! وحينما اعتبرت حديثه كلام فاضي، قال لي ” منبر السلام العادل.. قال أن وفد التفاوض الحكومي معمول ليهم عمل، عشان كده وافقوا للتفاوض مع قطاع الشمال.. ده أكثر حزب مؤثر على القرارت المتخذة في السودان، بيؤمن بالعمل والسحر .. انت مالك؟!”
وأنا هنا أتساءل هل سيشتعل سوق (الفكي) مع اقتراب المؤتمرات العامة للأحزاب السياسية بغرض دفع مرشحيهم للرئاسة، خاصة أن العمل في هذا المجال تقدم كثيرا مع التكنولوجيا؟

لأجل الكلمة
لينا يعقوب
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ربما كثيرا من اغنيات تلك الحاوية التي تقصيدينها جسدت كثيرا من واقعنا اليوم

  2. الاستاذة لينا ماذا تتنظريين، في ظل حكومة، ترعي الضلال، وتفرخ التجهيل، وتعمر لهذه الكهوف،المظلمة
    الحواضن، المغيبة للوعي والاستناره، ( حيث الكتابه ) الحجاب، والعمل (كُتبا) الفكي ، القبه، والبنيه، المحاية، حاضره ومحاصره، تماما للعقل الجمعي في البيع والشراء، والنجاح في الامتحان ، والزواج والطلاق، والحمل والولاده والنوع (ولد ، بنت) (دفعو ليهو الوقيه، وندهو ليهو البنيه ) السيطره علي الزوج (الربط) … الخ ،القداسه والقوه الخارقه، في الاضرحه، والكهوف العتيقه وينابيع المياه، والابار.إنطلاقا من هذه البيئة الغيبة،يحكم البلد، دبابيين فرقعوا دبابات الغام!! يلحقونا.. ويفذعونا… ويفزعونا… وينجدونا… ويولدوا العود…؟؟ّ ذي شيخ عووضة الولد العود!! كما كانت تذكر حبوبتي عليهل رحمة الله جازمة…!!!

  3. الجماعة ديل في بداية الانقاذ قال احدهم يجب الاستعانة بالجن لجلب الدولارات عشان يستطيعوا يقاومو المقاطعة الامريكية
    لكن الجن لم يستطع تعبئة الخزينة لكم ملأ جيوبهم
    الدولار ارتفع من 5 جنيهات إلى اكثر من 7000 جنيه

  4. كل المتعلمين الذين تخرجو من الجامعه ولديهم اعتقاد فى الشيوخ أو مايسمى بالصوفيه ماهم الاحرميه ولدى معايشه شخصيه مع هولاء فقد عملت مع احدهم وهو خريج جامعة الخرطوم ودرس بأمريكا ويحمل سبحه ويذهب كثيرا للشيوخ ولكنه حرامى وفاسد بأمتياز وهذا رايته بعينى ولمسته بيدى فما كان منى الا ترك العمل وبعدها افلست المؤسسه واصبحة اثرا بعد عين

  5. قالوا والعهده علي الأستاز خالد اب احمد انه الحكومه جابت ليها فكي كارب من تشاد عشان يمنع الأنفصال في جهل اكتر من كدا؟ ولا المحاوله الأنقلابيه التي من اهم ادلتها فكي وديك مات؟

  6. الاخت لينا لك التحية
    نحن في بلد فقير وتسوقنا الاقدار ومشيئة الله ولا نملك حلولا لمشكلاتنا واغلب امراضنا نفسية وعقلية ولا نملك المال للذهاب للاطباء ومن يذهب للطبيب النفسي يتهمونه بالجنون و قديما لعب الفقراء او الشيوخ دورا مهما في علاج الكثير من الناس لايمان الناس بقدرتهم العلاجية ولصلاحهم ايام كان السودانيين اتقياء لا ياكلون الحرام فهم كانوا بمثابة المعالجين النفسيين فنحن نعيش في مجتمع فقير و يعمه الجهل والخرافة فماذا تتوقعين ايضا غير ذلك فلا تستغربي من ان المتعلمين ايضا يذهبون للعلاج الروحي فالمرء على دين والديه ان كانا يؤمنان فهو مؤمن ايضا ولكن الغريب في الامر ناس الخرطوم ديل بمشوا للشيوخ مالهم عرفنا ناس الريف معاهم حق ام ان تركيبت اهل الخرطوم تغيرت .

  7. كان اخطر من اكتشاف انقلاب قوش وصحبه الكرام انهم استعانوا بفكي طلب منهم فرخة ماتت قبل ان تصله.انقلاب للتصحيح صحيح
    وما نسمعه عن ناس الكورة واناطينهم شئ يشيب له الراس وهم المتعلمون قادة المجتمع ووجهه الظاهر.
    كل السودانيين بصورة او اخري لديهم شيخ فابحث عن شيخك في نفسك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..