
محمد حسن شوربجي
هم فقط يعرفون الفقر انه الحالة التي يحتاج فيها الانسان إلى ضروريات العيش بأدنى مستوى من الحياة والرفاهيّة … فلا يختلف اثنان ان الكثير من السودانيين يعيشون فقرا مدقعا وهو تحت خط الفقر، … فهم يفتقرون الي كثير من ضروريات العيش والحياة … بدرجة ان هذا الفقر اصبح “قاتلا ” للكثير من السودانيين … وأن لم يثبت لنا حتي الان ان أحد قد مات جوعا في السودان! … فالانسان الطبيعي لا يمكن ان يعيش علي وجبة واحدة وفقيرة غذائيا … وقد يصاب جسده بالكثير من الامراض والضعف … فالكثير من الناس في السودان نجدهم علي هذا الحال المزري … وان كان الفقر ذاته قد اختلفت اشكاله والوانه في زماننا هذا … فهناك الفقر المعيشي … وهناك فقر العقول … وهناك فقر القلوب … وهناك فقر الاخلاق وما نراه من تفلت خطير … وهناك فقر الحكام الذين ظلوا فاشلون في انقاذ السودان … وهناك الفقر في حسن التفكير … والفقر في حسن التدبير … والفقر في الاستفادة من الاستثمارات الاجنبية … والفقر في خلق الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة والعلوم والأبحاث … وحقا فلقد جف الحبل السري الرابط بين ضروريات العيش والحياة وانسان السودان الحالي … والسبب انتشار كل انواع الفقر المجتمعي … لذا اصبح لزاما علينا مواجهة ومحاربة الفقر بكل اشكاله والوانه … وكأحصائية حسابية نجد أن 80٪ من اهل السودان هم تحت خط الفقر … وان قفزت هذه النسب وتفاقمت اكثر واكثر … والسبب بالتأكيد هو ذلك التدهور الإقتصادي الكبير الذي يشهده السودان والذي قضي علي كل معاقل الأخلاق والقيم والمثل الرفيعة … وفعلا اذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك … كذلك اخوتي ساهمت موجة الهجرات التي تنشط في كل منافذ البلاد من دول الجوار من امم غريبة في انتشار الكثير من انواع الفقر … وحقا فلن يكون يخرج اهل السودان من فقرهم ولن يكونوا سعداء … وحياتهم جلها من فقر الي فقر … ومن حرب الي حرب … ومن انقلاب الي انقلاب … ومن قتل الي قتل … ومن 9 طويلة الي 9 طويلة … ومن مسؤول فاشل الي مسؤول فاشل .. فشعب السودان حقا غير سعيد في حياته علي الاطلاق بسبب اضطراب احوال اهله … وهل يمكن لشعب اسير ان يصبح سعيدا … اللَّهمَّ اكفنا بِحلالِكَ عن حرامِكَ ، وأغنِنا بِفَضلِكَ عَمن سواكَ…
