مقالات وآراء

خطابنا الوطني مهزوز ومتخلف

محمد حسن شوربجي
 والله عيب علينا ان نكون في الالفية الثالثة وخطابنا الوطني بهذه الحالة من الاهتزاز والتخلف والسلبية … فكم يستفزني اولئك الذين يتصدرون مشهدنا السياسي والحياتي وهم حديث نفاق عن الإجماع وعن التوافق وعن الوحدة وعن التآخي وهم ابعد الناس من كل هذه الصفات الجميلة … فليت هؤلاء يدركون أن الوطن يحتاج إلى نقلة نوعية في الخطاب الوطني المتداول حاليا … فهذا الخطاب قد شبع موتا وقد انحصرت كل اهدافه ما بين يمين متطرف ويسار متهم بالعمالة … فهو خطاب متهافت وباهت لا يتكيء علي اي وعي سياسي … فكلنا معنيون اخوتي باصلاحه وإيجاد المناخ الفكري والمعنوي المطلوب لتحقيق غايات هذا الوطن المكلوم … فلا يمكن اخوتي لأي مِنا أن يتنصل من مسؤوليته التاريخية مهما كانت الخلافات … “فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”… فلم يعد مقبولا ولا ملائما أن يستمر هذا الخطاب البالي والقديم الي ما لا نهاية وقد سرنا به سنينا منذ الاستقلال … فخطابنا هو نفس خطابنا البدائي الذي ظللنا نلوكه وهو يضع الناس في صفة الملائكة احيانا أو يضعهم في صفة الشياطين احيانا اخري … او كما قال ارسطو (تارة في صف الآلهة واخري في صف الوحوش) … فلا تجديد ابدا في هذا الخطاب الممل والسمج … وقد كان من المفترض وبعد الستون عاما من الاستقلال ان يكون راقيا ومتوازنا … فالملاحظ للجميع ان خطابنا قد فقد تركيزه وتماسكه … واصبحت الاحزاب والعسكر يمنون علي الوطن ويدعون الوصاية… فلا يجوز ابدا ان يمن احد علي الوطن بأخلاصه وتفانيه في الوطنية والوطن … ولا يليق ابدا ان يهدد اخد الوطن من مغبة عدم اشراكه في العملية السياسية … فالوطن رواية جميلة لا يموت فيها البطل … فغياب الخطاب المعاصر والمتوازن والمعتدل هو اس البلاء … وان يكون إنسانيا يجمع قضايا كل المواطنين بمختلف اديانهم واعراقهم مسلمين وغير مسلمين لحفظ النسل والعقل والمال للجميع … مع ضرورة سن قوانين رادعة تضبط كل من يثير بين الناس خطاب الكراهية البغيض ليمس به قواعد التعايش السلمي وثقافة السلام والتسامح … كما يجب تعزيز ثقافة التسامح والمحبة والتعاون والتعددية والحوار والاختلاف وإشاعة السلم بين بني البشر … والتأكيد على حرمة الدم وبيان أهمية المواطنة والانتماء والكلمة الطيبة اللينة … إلى جانب التصدي لتصحيح كل المفاهيم المغلوطة التي تنشرها الجماعات المتطرفة من دواعش وجهاديين وغيرهم … شريطة ان يكون الخطاب الجديد غير تقليدي ويخرج عن المألوف ويحاكي عقول الشباب ويكون اكثر انسجاما مع وسائل نقل المعلومات وقادر على الاستجابة لمستجدات العصر وقضاياه الملحة … نعم نحن في حاجة ماسة لخطاب وطني متوازن يمضي بهذه الامة الي غاياتها المنشودة … فمتي يارب يكون؟؟ .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..