البرهان وحلم النبوءة ….

إبراهيم عمر
من الواضح أن السيد البرهان أضحى يعيش حالة نفسية خاصة ، وهو يطارد حلم رآه له والده بأنه سيتولى حكم بلد يسمى السودان ، وعلى الرغم من أننا لا ندري إن كان هذا حلما حقيقيا في المنام أم أنه من احلام اليقظة التى تنسجها التوهمات الزائدة في النفس. عموما أيا كان فإن ما يسعى إليه البرهان لا سيما عقب خطابه الأخير ينصب في زاوية واحدة لا ثالثة لها وهي التشبث بالسلطة وتحقيق توهماته المريضة وكان البلد ضيعه خاصه به. لذا فان قراره الأخير بسحب المؤسسة العسكرية من الحوار الدائر محاولة لكسب الوقت للالتفاف من جديد على الثورة وأهدافها المتمثلة في الحكم المدني وعودة العسكر لادواره المنصوص عليها في الدساتير المختلفة وإخراج المؤتمر الوطني من اللعبه السياسية بشكل واضح وكامل ، فضلا عن أن التمثيل الحقيقي للسلطة خلال الفترة الانتقالية ينبغى أن يكون بيد القوى الثورية الحية من لجان المقاومة وتجمع المهنيين ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية التى منذ الوهلة الأولى أيدت الحراك الثوري من خلال توقيعها على إعلان الحرية والتغيير . لكن ترك الحبل على القارب بهذه الطريقة من دون تحديد مسؤوليات أو تقديم تفسيرات منطقية لجملة من القضايا أبرزها من يتحمل النتائج الكارثية التى خلفها انقلاب 25 أكتوبر وأبرزها تعطيل الوثيقة وإعادة منسوبي حزب البشير للمشهد مرة أخرى … كما أن حالة الاحتراب السياسي التى خلفها الانقلاب في المشهد السياسي حينما اجج الخلافات بين مكونات الحرية والتغيير والحركات المسلحة والجبهة الثورية التى التحقت في العملية السياسية من خلال اتفاق سلام جوبا الذي هندسته المؤسسة العسكرية . وفقا لكل ما ذكرنا فإن التوصيف للمشهد من خلال ما أقدم عليه البرهان من خطوة ليس فيه حلا لازمة البلاد ، و إنما هو سيخلق مزيد من التشزي ،وسوف يفتح الباب على مصراعيه لعودة النظام المباد ، وهذا قطعا لن يكون مقبولا من الشارع. ان مخاوف البرهان ونائبه من المساءلة الجنائية في ما يخص ملف فض الاعتصام ما يزال واحدة من النقاط التى تجعل خطوات منسوبي العسكر في هذه المعادلة في حالة يمكن أن يتم استغلالهم من تيارات داخلية او خارجية ، وهذا ما يقوم به منسوبي النظام المباد وبعض دول الاقليم التى تنهب خيرات السودان. عطفا على ما مضى نقول ان مساعي عودة النظام المباد برموزه من الصف الاول أو الصف زيرو أيا كان ، فهذا ضرب من الخيال ، في ظل وجود هذا (الجيل الركب رأس) الوعي بحقوقه.
البرهان حلمه كان حكم السودان ام ازالته من الوجود ،،