قلتها من داخل القيادة العامة قبل مغادرتي السودان بدقائق .. بلو الكيزان نثق بكم، ونعمل معكم ..

خليل محمد سليمان
لسبب قررت ان اكتب ما جاء في العنوان.
قبل خطاب البرهان بالامس كنت علي قناعة، او قل عشم، إنه يمكن إختراق الوضع الشاذ داخل القوات المسلحة، وإعادتها لتكون مؤسسة تستوعب حاجات البلاد للأمن بكل الاوجه دون التأثير في العمل السياسي، والإنحياز الي الثورة، ومطالب الشعب في التغيير.
بالامس إنقطع هذا العشم لأن خطاب البرهان عندي له وجه واحد .. هو التأسيس لدولة الكيزان العميقة التي كانت تعتبر ان الجيش هو قلعة حصينة تخص التنظيم، والآن البرهان حصنها اكثر علي اقل تقدير في المدى المتوسط، لتخرج من دائرة التأثير الإيجابي المباشر، والإلتحام مع الشارع، وتبني مطلوبات الثورة كجيش وطني مهني محترف.
بخطاب البرهان يكون قد هرب الكيزان بالجيش في حال توافقت القوى السياسية علي تشكيل حكومة، او لم تتوافق، ففي الحالتين يظل الجيش قلعة حصينة عصية علي الإختراق لصالح الثورة، والشعب، وبها قد نجت دولة الكيزان، بالبلدي ” شالوا الجمل بما حمل” وكسب جولة لا يعني إنتهاء المعركة التي ناصيتها الشارع، والشعب السوداني العظيم.
قبل اللقاء ولأسباب إنقطاع الانترنت طُلب مني الظهور في قناة تلقزيونية محلية لمناقشة الوضع الراهن فكان شرطي ان يكون اللقاء علي الهواء، لكنهم اصروا علي تسجيل الحلقة قبل البث فاعتذرت.
ملحوظة : البعض ظن ان موقفي المعارض لقحت، وسلوكها بعد الثورة ، يمكن ان يكون ضد الثورة، والإيمان بها.
حينها لم يعرف احد موقفي من الإنقلاب، فغازلوني بوظيفة كبيرة بواسطة اخ صديق، فأعتذرت بحجة ان لديّ ظرف اسري قاهر يتطلب السفر.
علموا بمغادرتي قبل ساعات، وذلك بسبب إلغاء الرحلات الدولية، وربكة الخطوط، فطلبوا لقائي بواسطة اخ صديق قبل مغادرتي فكنت علي ثقة بأنهم بين سندان المغادرة، ومطرقة المنع من السفر، فوافقت، فكان اللقاء في القيادة العامة، وذهبت بحقائبي لأذهب مباشرةً بعده الي المطار حيث غادرت.
بدأت حديثي بعتاب، بأني دخلت السودان قبل سنة قضيتها بين الاقسام، والمحاكم العبثية، ولا احد كانت له الرغبة في الإستماع لما نقول، ولكن تأتي متأخراً خيراً من ان لا تأتي.
ثم قلت لهم لو انكم تريدون إعادة ثقة الشارع في الجيش عليكم ان تتخلصوا من الكيزان، وفوراً، و ” تبلوهم زي ما بقولوا الشباب في الشارع”، ونحن ح نثق بكم، ونعمل معكم.
قلت لهم انتم اعلم مني بأن الكيزان الآن علي مفاصل الجيش، وهذا يبعث برسائل سالبة للشعب الذي فقد الثقة في الجيش، ولا يُخفى عليه شيئ.
جاء الحديث عن الحرية والتغيير، فقلت لهم لو بليتو الكيزان بضمير، واعلنتوا الإنحياز التام الي الثورة بشكل لا يقبل التأويل بلو قحت فلا بواكي لهم عند الشعب السوداني.
صراحةً خرجت بروح معنوية معقولة، وعشم في انه سيحدث تغيير، وأختراق في المشهد، لأن اللقاء جاء من الباب، وليس من خلف الابواب المغلقة لأني إلتقيت بعدد من الإخوة الضباط داخل القيادة في هذا اليوم، وهذا كان مبعثاً لروح طيبة.
المفاجئة كانت بعد اقل من إسبوعين من اللقاء، وقد وصلت الي وجهتي خارج البلاد فتمت إحالة الإخوة اصحاب المبادرة الي التقاعد بشكل مفاجئ “بإشارة” بغير عادة الروتين السنوي للإحالات بالنسبة للضباط.
ظل كل الكيزان كما هم في مفاصل القوات المسلحة، وكل الملحقيات العسكرية تحت سيطرة تنظيمهم اللعين، وهذه الملحقيات تُدار عبرها صفقات غسيل الاموال، وتهريب العملات المليارية التي يُديرها التنظيم بإسم الجيش، وما فضيحة ملحقية القاهرة في عهد الجنيد مثال، ودليل.
إن كنا عبثاً علي بعد خطوات من العشم بإحداث تحول داخل هذه المؤسسة المهمة في عملية التغيير، فبخطاب البرهان بالامس نكون قد إبتعدنا اميالاً، واميال من هذا الحُلم.
اخيراً كل الذي نراه مستحيلاً، وبعيداً، فبفضل الشباب، والشارع، والتتريس “فوق، وتحت” والصمود خلف اهداف الثورة، ومطالبها سيخضع الجميع راضياً، او مُكرهاً.
برهان كاذب، لا تصدقوه ولو تعلق بأستار الكعبة..
البرهان كوز وسخان يعمل لصالح الجماعة..
#تسقط – دولة – الجنجويد
صدقت .
أدعوك إلى قراءة قصة إبي بصير.