مقالات سياسية
البرهان يواصل مراوغاته

وائل محجوب
• واصل رئيس السلطة الانقلابية في مراوغاته وما درج عليه من تعالي على الشعب باستلاف سلطات لا يملكها، ليدعي وصاية على البلاد هو ليس مؤهل لها، ولا يملك سندا يعينه عليها، سياسيا أو قانونيا أو دستوريا أو اخلاقيا.
• بخطابه الأخير الذي وضع البلاد كلها تحت قراراته، وحدد ما يجب أن يقوم به الأخرين، التمس لنفسه مخرجا يعيد تخليق الأزمة السياسية التي نجمت عن انقلابه لوضع أكثر تعقيدا، وقد كانت كل مفردات الخطاب تجسد التحلل، عن أي التزام يخص الثورة والفترة الانتقالية، بل حتى عن حلفائه ومسانديه، وهو خطاب ليس مضللا فحسب، انما خطاب اكثر اضرارا، وهو تمهيد بالغ الغباء لسلطة ديكتاتورية ينتوي السير نحوها بخطى حثيثة، وتصور هذا العقل القاصر الذي يدير المشهد، أن بمقدوره القفز على جماجم ودماء السودانيين، بتصورات قاصرة فحواها احالة الأزمة لصف القوى المدنية وعدم قدرتها على الاتفاق، ليتسنى لهم الوصول للمرحلة الأخيرة في ثورتهم المضادة، ويكون بمقدورهم فرض حكم عسكري ينتمي للعهد البائد على أهل السودان وحكمهم بالحديد والنار، وفتح المجال لمجرمي وفاسدي العهد البائد للهرب من أثامهم وافعالهم وجرائمهم.
• ليست مشكلة أهل السودان في موقع العسكريين، سوأ كانوا في مجلس السيادة أو المجلس الاعلى للقوات المسلحة، تلك مشكلة البرهان ورهطته من الانقلابيين فهم من يتشبثون بمواقع السلطة، وهي ليست أزمة تقاسم مواقع بقدر ما هي رؤية مضادة تبدأ من هزيمة انقلابهم.. ومغادرتهم مواقعهم.. ومحاسبة كل من أجرم منهم وتورط في الجرائم، المشكلة الأساسية لعامة الشعب معهم في وجودهم الضار، الذي يجب أن ينتهي مرة وللابد في العمل السياسي، وفي تحكمهم في ملفات الاقتصاد والسياسة وفي انتماء يعبر عن نفسه في كل تصرف يقومون به، ويقود البلاد يوما بيوم للحرب الأهلية، بقصور فاضح لقدراتهم، وفي انحيازاتهم الفاضحة للنظام الذي تربوا في كنفه وصار كل خطوهم تعبيرا عن الانحياز له في مواجهة الشعب.
• خطاب البرهان هو مناورة مفضوحة يعوزها الذكاء، وتفتقد للوعي السياسي الكافي، فهو بكل مسمياته التي اصدر بها بياناته لا صفة شرعية تسنده، هو والمأجورين الذين يساندونه آخر من يتحدثون عن التفويض والانتخابات لتسليم السلطة.. تلك ليست مهامهم.. ولا يمتلكون التأهيل الكافي للتعامل مع جهاز الدولة فها هم قد انقلبوا ولم يحكموا.
• إن محنة بلادنا في المؤسسة العسكرية ضخمة طالما تقدمها امثال اولائك الأقزام الجهلة، الذين يتلقون أوامرهم من جهات اقل منهم وعيا، وهي اقل من أن تنجز للبلاد شيئا مذكورا.. لا قيمة لأي خطاب أو تصورات يقدمها البرهان وعساكر اللجنة الأمنية، وحلنا النافذ هو اسقاطهم وتحدي جهلهم وهزيمتهم يوما بيوم.
• هذه البلاد التي يتصور البرهان انه يحكمها لن تدين له بالولاء ولن يستطيع حكمها هو وعولاقه.. وهاهو قد نفذ انقلابه فمن حكم من أهلها وما هي قدرته على السيطرة عليها..؟
• إن مرحلة جديدة يجب أن تدشن في نضالنا اليومي تلم شتات القوى المختلفة.. وتعيد صناعة جبهة القوى السلمية والثورية، لهزبمة بقايا النظام البائد هولاء هزيمة نهائية وحاسمة.
• إن شعبنا انما انتصر في نهوضه خلال ثورة ديسمبر نصره الأغر بوحدة سودانية صميمة، وحدت أهل السودان وجمعت صفهم، وفشلت كل محاولات تفريق الناس المعتادة للانقاذ، وندأ هذا الوقت العصيب من تاريخ بلادنا الذي من الممكن بحسب سلوكيات هذه السلطة الغاشمة الجاهلة، التي يتحكم في أمرها جهلاء لا يهمهم السودان وأمره، هو إتفاق سوداني جماعي لاسقاطهم وأن يعبر الناس مراراتهم ومخاوفهم، وأن يبتنوا نموذجا جديدا يعبر عن أوسع قاعدة شعبية.. هذا أو الطوفان.. فليس ثمة طريق ثالث.
• إن حوارا سودانيا يجب أن يبدأ الأن بين مختلف القوى السياسية والثورية ومنظومة المجتمع المدني.. إن نضالات شعبنا الباسلة قد بلورت مشروعها المضاد لسلطة عملاء الدول الخارجية وصمدت في مواجهتها وحاصرت اعوانها.. والواجب المتقدم هو تأسيس سياسي جديد يتجاوز تحالف الحرية والتغيير بكل معضلاتها لتلتحم القوى السياسية من جديد بصف الشارع الثوري وبلجان المقاومة والقوى المهنية والنقابية.. وبانفتاح جديد يجمعها بقوى الكفاح المسلح خارج اتفاق جوبا ويمكن للقوى التي تراجع مواقفها منه، ان تكون جزء منه في سياق هذا الصراع، تصور جديد لبناء جبهة كبرى لمواجهة هذا الخراب ودحره وهزيمته.
• خطاب برهان هذا جزء من تداعيات انفضاض تحالفه السلطوي، وهو انعكاس لاشكالات تتعلق بعلاقات القوى العسكرية المتأزمة بين الجيش والدعم السريع التي بلغت مبلغا متقدما.. ومشاكل تخص تدهور العلاقات بالحركات المسلحة.. وفي كل ذلك الصراع ينبغي أن تتقدم القوى الثورية في مواجهاتها وتطرح تصورا محددا لتحالف جديد يستوعب كل هذه المعطيات.
• فإما ننجوا بوطننا أو نتركه لإنهيار قوامه حرب أهلية على أسس أثنية وقبلية وجهوية يخطط البعض لجر البلاد بأسرها اليها.. فلنبني تحالف سياسي جديد.. ولننتصر للمدنية بزيادة رقعتها وتقصير رقعة العساكر، واليوم قبل الغد.. ونؤجل الحساب لأول برلمان منتخب بعد دحر هذه السلطة الانقلابية فيما يخصنا من اختلافات.. فما يهمنا هو الحفاظ على الوطن.
#لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية
تحليل منطقي جدا.
عفيت منك يا وائل محجوب، هذا الشبل من ذاك الاسد.