مقالات وآراء

خطاب البرهان خطة لإحكام وصاية العسكر على الشعب

 

 

أسماء جمعة

مرة أخرى خرج علينا البرهان قائد الجيش والحكومة الانقلابية بخطاب جديد عبارة عن خطة شيطانية، النتيجة الحتمية لها هي أحكام الوصايا على الشعب تماما من قبل العسكر ،ويبدو أن البرهان ما زال مصرا على هذا الامر مهما كان الثمن، وإذا اقتنعت القوى السياسة بهذه الخطة فهي ستقدم  فرصة ذهبية للعسكر ليظلوا في السلطة ويحافظوا على وضعهم، بل وسيتم تاسيس دولة السيسي البوليسية التي أصبح فيها الجيش يتحكم في كل شيء، حتى طريقة معيشة الناس وماذا ياكلون ويشربون ويعد عليهم انفاسهم عدا ويحدد من يعيش ومن لا يستحق الحياة،هذه هي الدولة التي يحلم بها البرهان وجنرلاته، هذا غير ان الخطة فرصة للهروبهم من العدالة والمساءلة كما حدث في مصر .

البرهان في خطابه لم يذكر شيئا مهما النقاط الثلاثة التي ذكرها لا تصب في مصلحة احد غيره هو وعصابته، فقد أعلن عن عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات الجارية وترك المجال للقوى المدنية لتشكل حكومة كفاءات مستقلة،وهو يعرف تماما  أنه لا توجد قوى مدنية بالمعنى الواضح ويعرف أنها لن تتفق وان جلوسها مع بعض يزبد الأزمة تعقيدا ، فهو نفسه يعمل على الاستفادة من خلافات ويدعم شق الصفوف ،وهي خطوة قام بها فعلا حين فضل الحركات المسلحة واحزاب الفكة وبعض الجماعات واستعان بهم في دعم الانقلاب ورفض اخرين وهؤلاء لن يتفقوا مع لعض ولا مع الشباب الثوار الشرفاء الذين يريدون حلا واحدا واضحا جذريا.

النقطة الثانية في خطاب البرهان هي تشكيل حكومة من كفاءات مستقلة بمشاركة القوي الثورية والانخراط في المشاورات بعيدا عن الحزبية، وهذا لا يمكن أن يحدث  لان القوى الثورية بها من يدعي الثورية وهو اصلا يتبع للمجموعات الموالية للبرهان، هذا غير انه يعمل على شق وحدة الثوار الحقيقيون باستمرار، وهو يقول حديثه هذا ويعلم انه لن يحدث أنفاق بين القوى المدنية في ظل وجوده هو شخصيا في السلطة وقيادة الجيش.

حميدتي

النقطة الثالثة والاخيرة في الخطاب هي حل مجلس السيادة بعد تشكيل الحكومة المدنية وتشكيل مجلس اعلي للامن والدفاع من الجيش والدعم السريع لقيادة القوات النظامية،وهنا تكمن الكارثة التي ستدخل البلد في وصاية الجيش، فتكوين مجلس أعلى للدفاع من الجيش والدعم السريع يعني أن هذا المجلس ستكون بيده كل السلطات الأمنية، أي ستنتقل اليه صلاحيات وزيري الداخلية والخارجية وجهاز الأمن ودور الوزارتين سينخصر في تنفيذ أوامر المجلس، هذا مع استمرار السيطرة الاقتصادية طبعا، ولو تم إجراء انتخابات سيستعين العسكر   بأشخاص يخضعون له وسيدعمهم من حر مال الشعب الذي بيدهم ،وحين تتشكل حكومة ستكون شكلا مدنية وجوهرا عسكرية، مثل حكومة السيسي وستضيع كل احلام الشعب في الحرية والسلام والعدالة ووحدة السودان والاستقرار وستنفتح عليه أبواب جهنم جديدة أشد وأسوأ.

عموما البرهان لن ياتي بحل يخرجه من اللعبة خاسر ويضعه في دائرة المسئولية أبدا، وحل الأزمة كلها اصبح مرهون بذهابه هو شخصيا، وعليه لا مفر من استمرار الضغط ومهما كان الثمن سيكون اقل بكثير مما سيحدث أن بقي البرهان في السلطة وقيادة الجيش.

‫2 تعليقات

  1. يدعو المدنيين للتوافق والوحدة، والأصل في الأحزاب السياسية والقوى المدنية الإختلاف
    طيب الأولى توحيد الجيوش وقوات المليشيات أولا لأن الأصل هو الجيش الواحد
    ولكنها سياسة الكذب والنفاق والأرادلة و الهجواب
    إنها أظلم فترة في تاريخ السودان ماضيه ومستقبله

  2. اعتقد ان الكارثة في الاحزاب والانانية التي تملا صدورهم – مركزية الحرية و التغيير تفضل الاتفاق مع العسكر من الاتفاق مع المجموعات المدنية او الحركات و لا حساب للوقت و الشعب يموت من هذه النظريات –

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..