مقالات وآراء
ماذا يفعل الشيف بوراك ويفغيني بريغوزين في السودان؟

خارج السياق
مديحة عبدالله
أوردت الراكوبة خبرًا مفاده أن الطاهي التركي بوراك أوزدمير الشهير عربيًا بـ(الشيف بوراك) قد أعد وقدم الطعام لأطفال إحدى القرى الواقعة في ريف العاصمة كما وزع اللحوم على عائلات في القرية، وذلك بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر التركي يونيو 2022 ووجدت الزيارة ترويج إعلامي واسع من قبل عدد من المواقع الإعلامية بصور عكست التفاف الأطفال حول الشيف بوراك وهو يعد وجبة من اللحوم والأرز لأطفال القرية!!
وفي العام الماضي أوردت وسائل إعلام سودانية أخبار حول نشاط (خيرى إنساني) يقوم به (رجل الأعمال) الروسي يفغيني بريغوزين فهو يقوم بتقديم الخبز للأطفال والنساء في مناطق في العاصمة كل جمعة بمساعدة رجل أعمال سوداني حسب صحيفة التحرير 18 يوليو 2021 وفي دارفور حيث يقوم بتوزيع (5) ألف قطعة خبر على الأطفال ضمن جهود إغاثة بالتعاون مع منظمة طوعية هناك، وذكرت صحيفة السوداني 10 يونيو 2021 أن السيد يفغينى ساعد طفلة سودانية تعاني على الإعاقة للسفر لروسيا لتلقي العلاج!!
نوع هذه الأخبار في العادة يمر مرور الكرام في بلد منقسم على نفسه وأهله في شغل شاغل في نزاعات مجتمعية وصراع حول السلطة يكاد يهدد تماسك الوطن والمجتمع، ويتركنا في حالة من الهشاشة بحيث تصبح الأبواب مشرعة لكل أشكال (الإغاثة) والمؤلم هو حالة التطبّع مع الوضع، فنحن بتنا نتلقى الدعم الغذائي من شعوب ومنظمات وأفراد صار لهم القدرة على اختراق أرياف في العاصمة والأقاليم، والمدخل الأكثر تأثيرًا هو (الطعام) عملًا بالقاعدة المعروفة (أطعم الفم تستحى العين).
أخشى أن أقول هنا أنها (عين) الوطن، عندما يتلقى مواطنيه وجبات طعام من أفراد أجانب أصبح لهم القدرة على التواصل مباشرة مع مجتمعات تواجه الحرمان من ضروريات الحياة والإهمال من قبل السلطة والتجاهل من قبل المجتمع المدني والسياسي والإعلام، والسودان له تاريخ طويل مع الاختراق بشتى الطرق والوسائل نتائجه ظاهرة للعيان في تعميق الانقسامات والتدخلات المباشرة وغير المباشرة في شؤونه على المستوى السياسي، وما أشد الخطر عندما يصل الاختراق لعمق المجتمع!
الميدان
أستاذة مديحة، دائما تتطرقين إلى مواضيع في غاية الأهمية يغفل عنها كثيرون.
لك الشكر الجزيل.
نحتاج الي سياسات و قوانين جديدة تسهل العمل الطوعي للسودانيين..دون اجراءات عقيمه..وبطيئه،للعمل وسط الناس،تدريب عملي،صحة وتغذية،زراعة،انتاج،لناء مساكن ومدارس..الخ..حيث يسمح بالعمل الطوعي في أي مجال يفيد الناس لمدة ٦ شهور او عام وبعدالمراجعة يمنح الترخيص بمزاولة العملاقة يمنع.واءا وجدت اية مخالفات يقدم للقضاء.
وتلقيح الرقبة ذاتية،مع رقابة المجتمع والاعلام والحفاظ البرلمان بعد عودة الديمقراطية..ان شاء الله