
خليل محمد سليمان
يُقال “يؤتى الحذر من مأمنه”
احكي تجربة كمثال لا للحصر..
في ٢٠١٢ في القاهرة عقدنا لقاءات كثيرة لتوحيد جهود الشباب في كيان واحد بعيد عن الإنتماءات السياسية “الحزبية” والدينية، والإثنية للدفع بعجلة العمل المعارض حيث كانت القاهرة المحطة الاهم بالنسبة للمعارضة السودانية.
في احد اللقاءآت حضره عدد من السياسيين، ومجموعات الشباب من احزاب مختلفة، فتداخل احدهم ناصحاً لنا بأن لا تنتظموا في كيانات لأنه يسهل ضربكم، وإختراقكم.
لثقتنا العالية في ما يقول صرفنا النظر، ولم يطرأ في بالنا سؤال عن ما هو البديل، وكيف سنواجه نظام بلا تنظيم، ورص للصفوف، ثم ماذا بعد سقوط النظام.
وجدنا الوعد في الإجابة بيان بالعمل بعد سقوط النظام، وكيف فضح الواقع المرير امرهم، وهم كانوا اكثر تنظيماً، ودقةً، والاكثر إستعداداً، حيث دارت العجلة بكل سهولة، ويسر تجاوزاً للثلاثين العِجااف، لأجل حصد المنافع، والإمتيازات التي لا تخدم قضية الثورة.
لعمري هذا هو الخلل الذي ارادوا له ان يتمكن حتى تتم السيطرة علي الثورة، وركوبها لطالما هم الاكثر تنظيماً.
ثم ذات الشخص بعد نجاح الثورة وتربعت الاحزاب، والنخب علي سدة الحكم، والكراسي العبثية، المعطونة بدماء الشهداء، والمحروسة بدولة الجنجويد، وصف الشباب الثائر بالشطط، والغلو في برنامج كباية شاي التابع لجريدة عثمان ميرغني، واردف ان العسكر، والدعم السريع هم شركاء الآن، معارضتهم غير مقبولة، والشطط سيضيّع ما انجزته الثورة.
يومها ايقنت ان كل ما في الحكاية هو صراع حول السلطة لهؤلاء النخبويين، واحزابهم.
لثقتنا انه كل دقيقة تمر تعني تمكين للجنة المخلوع الامنية، وترسيخ لدولة الجنجويد بصورة اقذر، واقبح من النظام البائد نفسه.
للأسف برغم خبراتهم الطويلة في العمل السياسي الفاشل منذ ميلاد الدولة السودانية إنقلب عليهم الشريك بعد ان قضى وطره، وذلهم بلا رحمة.
اما الشباب اصحاب الشطط، والغلو برغم قلة خبراتهم لم يستسلموا لمعادلة الامر الواقع التي فرضت لجنة المخلوع الامنية، ونعاجه، ودولة الجنجويد، واثبتت الايام انهم علي صواب، والدليل الجميع يُريد اللحاق بهم بعد درس قاسي في الاخلاق قبل المبادئ.
شئنا او ابينا احزابنا السياسية في وحل الشموليات، والسوء لا يميّزها من المؤسسة العسكرية إلا الزي، والبوت، وجميعها نشأت تحت رعاية المستعمر، مشبعة بثقافته الإستعلائية، لتلبي حاجاته، ثم لحقت بها احزاب اليمين، واليسار توابع إنتاج الحرب البارة التي لا نزال نغرق في وحل جهلها وتخلفها.
مخطئ من يُبرئ ايّ حزب سوداني من المسؤلية، والمشاركة في التردي الذي ضرب كل مناحي الحياة في بلادنا.
اعتقد شباب ديسمبر لقنوا النخب، والاحزاب درساً قاسياً وهذا بمثابة تنبيه لهم قبل التحول الديمقراطي الذي ستصبح الكلمة فيه الي الشعب.
بفضل تدفق المعلومات، وثورة الإتصالات سيتجاوز الوقت كل القابعين في محطات التاريخ، المنتظرين ان يأتي الفرج من القبور، وسينهض جيل الشباب، وستبنى هذه الدولة التي عشعش فيها البوم، وسكن رغماً عنهم، ونخبهم، وجحافل جهلهم.
لا ندعي ان الثورة ليست بحاجة لهم، برغم ما ذكرنا لهم إسهامات مقدرة فيها بغض النظر عن النوايا، فلنا بظاهر المحصلة التي انتجت واقع ثوري نعيشه بكل تفاصيله اسقط رأس النظام، ولا يزال لم يبلغ الغايات بعد.
لماذا الإشادة بموقف الحرية والتغيير بعد خطاب البرهان؟
بكل بساطة البرهان لم يستيقظ من نومه ليجد نفسه امام الكامرات ليتلو خطابه العبثي، بل هناك جهات كثييرة خططت، ودبرت للأمر بكل خُبث، ودهاء.
في ظنهم ان الموقف الجوهري للممانعة هو عدم الجلوس مع عسكر اللجنة الامنية، فإنسحابهم بهذه الطريقة مبرراً للقوي الرافضة بالعودة للتفاوض لطالما تواروا عبثاً الي الاعلى، وبذلك ستجد هذه الملهاة الدعم الدولي، والإقليمي علي حساب الثورة، وبهذا قد ضربوا الثورة في مقتل.
لا يدري البرهان انه فقط هرب الي الامام.
البرهان، ودولة الجنجويد جاءوا بهذه الفكرة الخيبانة من عقلية خربانة لا تعرف الشعب السوداني، وفكرت لهم، ناصحة من وراء حدود المحاور، والديكتاتوريات.
ان تأتي متأخراً خيراً من ان لا تأتي..
ها هم اتو بعد ان تأخروا كثيييراً فلابد من دعمهم، بعد الدرس اعتقد ستبدأ عملية الإصلاح، ولو لم يحدث فسيُدفنون الي الابد.
اخيراً من ينظر لهذه الثورة من زاوية واحدة بأنها ضد العسكر، والنظام البائد يبقى واهم.
هذه الثورة زواياها متعددة، قامت ضدد النظام، وكل ما هو قديم، وبالي، وعقلية النُخب المتعجرفة، المتسلطة، الإستعلائية، التي لا تزال تستدعي التاريخ ليتلصص علي حاضرنا، ومستقبل اجيالنا القادمة.
هذه الثورة إنتظمت جيل تفصله سنين ضوئية عن جيل النُخب الذين ينظرون الي حاجات هذا العصر، ومطلوباته بعين الرفاهية، والترف.
لقد اتانا الخطر من مأمنه، فيجب ان تبقى “عيوننا مفنجلة” و تبقى قحت جننا البنعرفو بدل يركبنا جن جديد يعيدنا الي مربع قحت الاول!!! .
ههه نصيحة من الكادر الاخوانى ورئيس اتحاد الطلاب فى سنجة الثانوية والمحشور فى الدفعة 42 فنيين فى القوات المسلحة ضمن كونة الاسلاميين
أخرس ياجرز فتاريخك الاسود معروف ولاتظهر لنا فى ثياب الثورى الناصح
يا خليل ركز على الجيش سنستفيد منك اكبر
دعك من هذه الهرطقات السياسية التي تكتبها
هل تريد ديمقراطية بلا احزاب؟
هل تريد نظام اللجان الثورية الليبي ليطبق في السودان؟
الاستاذ خليل لك التحية والتقدير.
دعني أقول. هذا المقال الممتاز احسن عمل قمت به من أجل الثورة. مقال حمل بين سطوره تشخيصا حقيقيا لمشكلة حقيقية اقعدت ببلادنا كثيرا. جميل جدا ان يقرأ الواحد منا حديثا عقلانيا عميقا لنضع ايدينا على مواضع الخلل من أجل المضي قدما في مسار الثورة بدون معوقات وتكرار لنفس لاخطاء
لك التحية .كلام حقيقي وواقعي 100%
سبب انهيار السودان الاحزاب والافكار البالية التي تدار بها
اتفق معك لكن هل سيفهم الشباب الدرس.