ملاحظات حول المؤتمر الصحفى للجنة “تعيين المجلس الثورى”

د ابو الحسن فرح
سمعت باهتمام للمؤتمر الصحفى الذى عقده تفر كريم من القامات والنخبة لاعلان قيام لجنة تسيير بمبادرة لتوحيد قوى الثورة وصاغتحيثيات حول ضرورة قيام تلك الوحدة وارفقوا فى سبيل ذلك مشروع هيكلة لمجلس ثورى تشكل فيها قوى لجان المقاومة ٥٠ ٪ والاحزابوالقوى المهنية والفصائل المختلفة الباقى مع مراعاة تمثيل الجندر وحددوا شكل والية لانتخاب الممثلين وفقا للاقاليم واعلنوا لائحة كاملة للعملبموجبها حتى تكوين المجلس الثورى المقترح.
وعلى الرغم من عدم شكى فى قدرة القائمين على الامر ووطنيتهم واستقلاليتهم وحسن نواياهم ومنعهم لعضويتهم من حق الانضمام لمشروعالمجلس تاكيدا للاستقلالية الا اننى ارى ان المشروع غير قابل للتنفيذ بسهولة ان لم يكن بالاطلاق وفقا للمنهج الذى اتبع من الاخوةلمشروعهم لان جذور المشكلة لا تكمن فى الخلاف على الهيكلة ولكن على المشروع الذى يقوم عليه التوحد نفسه .
فعملية الهيكلة فى اليات المعارضة دون الاتفاق على المضمون له تاريخ يصل لدرجة الفوبيا من الفشل منذ ان هدمت الهيكلة التجمع الوطنىالديمقراطى فى عهد المعارضة ضد البشير ثم قسمت الهيكلة قوى الاجماع الوطنى وفيما بعد قسمت الهيكلة نداء السودان واختتمتمشاكل الهيكلة وخلافاتها عن ابعاد الحرية والتغيير من الفعالية.
لذلك فان المحاصصات والهيكل الهندسي وحده لا يقيم وحدة حتى ولو اعتقدنا خطا ان اعطاء اغلبية مقاعد المجلس للجان المقاومة قدينجحها وقد عبر عن ذلك الاعضاء الثلاثة من بعض تنسيقيات لجان المقاومة الذين حضروا المؤتمر انهم لايهتمون بنسبة تمثيلهم بقدر مايهتمون بالميثاق الذى يحوى ما يحكم تلك الوحدة ..
محاولات توحيد قوى الثورة منذ ما بعد الانقلاب كثيرة وخضنا تجارب عديدة منها تجربة “اللجنة الوطنية المستقلة لتوحيد قوى الثورة”وعملناشهورا بسرية تامة بمنهج اننا لسنا وسطاء او محايدين انما كمجموعة ثورية تبحث عن اسس ثابتة لتوحيد مستدام وفاعل لقوى الثورة فىاتجاه تحقيق اهدافها وبحثنا عن جذور المشكلة ووجدنا ان :
١/ ان تنسيقيات لجان المقاومة القاعدية تشكلت وتفاعلت مع الحراك الثورى وبعيدا عن هيكلية السلطة الانتقالية بشقيها المدنى والعسكرىطوال سنوات الثورة وتملكها روح الجماعة ( طريق الثورة السلمية)رغم تنوعها فى الفعل والفكر المتجدد حول قضايا التغيير وشكل الشارعمدرسة كادر جماعى لهم بجرعات يومية خصوصا طوال انتفاضة الشارع منذ الانقلاب وبتلك الروح الجماعية اظهروا جسارة وتماسكا غيرمسبوقين رغم الصعوبات الكثيرة التى كانت فى طريقهم غير مواجهة الانقلاب ومنها انعكاس الخلافات الحزبية فى بعض القواعد مما اعاقالانجاز الزمنى فى بعض القضايا مثل انجاز ميثاق سلطة الشعب ولكن ذلك لم يوثر فى عضم وحدتهم. ولا فعلهم الثورى ادراكنا لذلك سهلالامر علينا كثيرا.فيما بعدهم.
٢/ خلافات احزاب التغيير الثورى السياسية لها جذور مرحلة من مرحلة النضال ضد الانقاذ وتفاقمت فى الفترة الانتقالية نتيجة ربكة فترةاستلام السلطة وتجربة الحكم وما اعتراه من سلبيات فى اداء الحكومة والغياب الفعلى للحاضنة السياسية بصورتها الموحدة عند الثورة وماترتب على ذلك من نتايج اعتبرها البعض كارثية وافقد ذلك الثقة بين الاحزاب وبعضها واختلفوا فى طريقة تقييم تجربة المرحلة ووضع الحلولللازمة وانتقل الخلاف بالطبع الى المهنيين ومنظمات المجتمع المدنى وتاثرت بها لجان المقاومة فى شق كيفية التعامل مع الحالة واصبح الامريحتاج الى كثير من الشفافية واعمال الفكر والعمل الجاد
٣/ قررنا فى اللجنة الوطنية بالاتفاق مع الاحزاب المتواجهة عدم التسرع فى اى وحدة هيكلية الا من خلال اعادة الثقة فى الموقف من القضاياالكبرى بالبدء فى لقاءت جماهيرية مشتركة تطرح امهات القضايا المختلف عليها وكذلك التنسيق فى المواقف منها وفعلا تمت ثلاث لقاءاتجماهيرية مشتركة مبشرة لكنها توقفت بعد مقابلة الحرية والتغيير للعسكر فى دار السفير السعودى مع المندوب الامريكى
٤/ الموقف المتارجح من الثلاثية ايضا اضاف سلبا الى مسيرة وحدة قوى الثور وتعطل برنامج الوحدة.
واقبل الاعداد ل 30 يونية :
واوقفنا اتصالات اللجنة وركزنا على المشاركة فى انجاح مليونية 30 يونية باعتبارها محطة الثورة التى لا خلاف عليها من اى جهة ولمعرفتناان التاريخ سيكون منبرا جديدا رسائلها سوف تزيل عناصر الاختلاف وتعظم هدف الوحدة فى ازالة الانقلاب وتحقيق هدف الثور .
النتيجة ظهرت ! :
وتحقق ما توقعناه من ان 30 يونية سيرسل خمس رسائل بينها رسائل قوية للجان المقاومة ان اتحدوا لانجاز ميثاق سلطة الشعب التى اعلنتكثير من الاحزاب والتحالفات انها ان وجدت ستكون اساسا الميثاق القومى ورسالة للاحزاب ان لاحل ثنائى لمشكلة قومية الاصل وان لاتفاوض فى قضايا مبدئية الموقف لا يجوز التفاوض حولها اما الرسالة للعسكر فانه لا حل الا برضا الشارع و فهموا الرسالة لكنهم فى اطارتفكيرهم المحصور داخل الصندوق وبدائلهم المحدودة اتخذوا مبادرة ظنوا فيها الحل لكنها تحمل فى طياتها كل عناصر فشلها.
وكانت النتيجة المهمة ان موضوع وحدة قوى الثورة انتقلت من تردد النخبة الفوقية وخلافاتها الى الارادة الجماهيرية فى القواعد وتحولتالوحدة من قرار اختيارى الى خيار لابديل له فى البحث عن المخرج.
وهذا كان الهدف المنشود.
مالعمل الان :
١/ اذا كانت الوحدة اصبحت خيارا لا بديل له للمخرج المطلوب علينا ان نزيل من طريقها كل انواع الانكار والتكابر والخلاف وكل ماهو اقلمن شكليات الحفاظ على الذات فى سبيل تحقيق الهدف الاكبر لان عدم ذلك اننا لم نفهم رسالة الشارع.
٢/ لابد ان نعترف ان لجان المقاومة بكل واقعها هى قيادة الشارع بكل تنوعه و الذى يضم كل مكونات ونسيج المجتمع ونثق فى انها تطورتفى الوعى والتوعية والفعل واكتسبت كثير من الحكمة مما يضعنا فى المكان الصحيح فى التعامل الجاد مع مخرجاتهم.
٣/ انطلاقا من كل ما سبق وصيتى لكل جهة حادية على وحدة القوى الثورية ان يبدا بمضمون المشروع لا ترتيب شكله الهندسى اومحاصصاته والبداية فى راى دون تردد هو المساعدة فى ازالة العوائق امام ميثاق سلطة الشعب الذى تعكف عليه مركزية الميثاق فى لجانالمقاومة وتجد فيها صعوبات زمنية من تاثير الاحزاب وغيرهم وشكل الية اتخاذ القرار الديمقراطى الاجماعى فى التنسيقيات وعلمى انها رغمذلك انجزت معظم القضايا الخلافية وابتدعت الية جماهيرية قاعدية لانجاز المتبقى
٤/ ان لا نهدر ما تم من انجاز قاعدى نحو الوحدة بقرارت او مواقف فوقية او منفردة من الفاعلين المخلصين او لجان نخب دافعها الحرصوالاستعجال على التوحد بالسير فى اى طريق غير مدروس يودى الى نتائج عكسية .
اخيرا الساحة خلقت فيها افاق جديدة وواقع جديد لقاعدة الوحدة رغم المعاناة والضحايا والتكلفة العالية وهناك حاجة فعلا ملحة وعاجلةللتوحد لكن من اجل الوصول الى حلول ناجعة ومستدامة لابد لنا فى هذه الايام المباركة لكثير من الذكر واعمال الفكر
التحية لكل شهداء الثورة ومصابيها
ابوالحسن فرح اسماعيل
[email protected]