مقالات وآراء

نعم يؤاخذ الله اهل السودان بما فعل السفهاء 

محمد  حسن شوربجي
  فلا يستجاب لهم دعاء … فكم من السنوات دعوا … فالحال من بؤس الي بؤس … ومن فقر الي فقر … ومازالت الدعوات في عديد رمضان وعديد ليالي القدر وعديد الايام العشر … ولكن لا يستجاب لهم … وقد قال الله في محكم تنزيله: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة 186) … وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” (غافر 60) … ولذلك فنحن ندعوه سبحانه وتعالى أن يتفضل علينا بما نحن في مسيس الحاجة إليه … ونطلب منه الاستجابة … والسؤال الذي يجب ان نطرحه جميعا … لماذا لا يستجاب لنا دعاء … أليس هو الأوفى بما وعد؟ نعم هو الاوفي بما وعد ولكن بيننا اقوام يلونون كل حياتهم بالنفاق وسوء الاخلاق … فلقد ظلت هذه الجماعات المتاسلمة التي حكمتنا ثلاثون عاما تعصي الله جهارا نهارا قتلا للنفس وسرقة للمال العام … وقد كانت كل هتافاتها كاذبة (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه ) … فالله يعلم خائنة اعينهم وما تخفيه صدورهم … فهل سيخدعون الله وهم يبدون خلاف ما يبطنون… فكيف بالله عليكم سيغفر لهم الله وفيهم من قتل اهل السودان واباد اهل دارفور … وكيف سيغفر لهم وفيهم من سرق الوطن … وحقا فلقد سئل بعض من شهد له الناس بالصلاح والتقوى لماذا لا يستجيب الله لدعائنا : فكان جوابهم في غاية الصراحة ولو كانت صادمة للسائلين، حيث قالوا : “لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه، وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا بما فيه، وأكلتم نعمة الله فلم تؤدّوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار فلم تهربوا منها، عرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا بهم، وتركتم عيوبكم وانشغلتم بعيوب الناس“. فإن عدم إجابة الله –عز وجل– للدعاء سببه تفريطنا فيما أمرنا به … ولهذا نبّهنا إلى هذا الخلل بين أقوالنا وأعمالنا … فقال “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون“ … فقد يظن الكثيرون ان كل الدين هي الصلوات الخمس فقط … رغم ان كل الدين المعاملة … فالكثير من الممارسات تؤكد أننا لسنا بمؤمنين حقا … ولعل اقل ما كان يمكن ان يكون من اهل النظام السابق ان يخرجوا الي الشعب الذي اقتلعهم من حكمهم تائبين الي الله … فكيف يستجيب لنا الله وفينا من سرقوا وقتلوا وشادوا الشواهق بنيانا … وكيف يستجيب لنا الله وفينا من سرقوا العقارات والاراضي … وكيف يستجيب الله لنا وفينا من القضاة من يتغافلون عن محاكمة المجرمين … وكيف يستجيب لنا الله ونحن أكذب من مسيلمة نكرانا لاحداث الثلاثون عاما من قتل 28 ضابطا بدم بارد في نهار رمضان… وكيف يستجيب لنا ونحن نسفك دماء بعضنا امام مباني القيادة العامة … وكيف يستجيب لنا ونحن لا نتناهى عن المناكر ولا نتآمر بالمعروف … وها نحن اهل السودان قد دعونا ربنا في عرفة هذا العام ولم يستجاب لنا دعاء كذلك … فلا بد ان نقر اخوتي ان الله يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا … فبسبب هؤلاء القلة اللعينة يؤاخذنا الله جوعا وفقرا وحرمانا من الرحمة … وقد حدثت لسيدنا موسي وقد قال : لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّٰىَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ۖ إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَٰفِرِينَ … وهو ما كان من سفهاء بني إسرائيل من عبادة العجل … فلما أتوا ذلك المكان قالوا : لن نؤمن لك -يا موسى- حتى نرى الله جهرة فإنك قد كلَّمته فأرِنَاهُ، فأخذتهم الزلزلة الشديدة فماتوا، فقام موسى يتضرع إلى الله ويقول : رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتُهم، وقد أهلكتَ خيارهم؟ لو شئت أهلكتهم جميعًا من قبل هذا الحال وأنا معهم، فإن ذلك أخف عليَّ، أتهلكنا بما فعله سفهاء الأحلام منا؟ ما هذه الفعلة التي فعلها قومي من عبادتهم العجل إلا ابتلاءٌ واختبار تضلُّ بها مَن تشاء مِن خلقك، وتهدي بها من تشاء هدايته، أنت وليُّنا وناصرنا، فاغفر ذنوبنا، وارحمنا برحمتك، وأنت خير مَن صفح عن جُرْم، وستر عن ذنب … فما اشبه الكيزان باليهود عصيانا لله … فلقد قتلوا وسرقوا وظلموا … ولكنا ورغم كل تلك الجرائم سنظل ندعوا الله كثيرا … اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا … وهي دعوة من كل قلوب اهل السودان … ودعوة لاولئك السفهاء الذي قتلوا الانفس وسرقوا البلاد والعباد ان توبوا الي الله وقدموا انفسكم الي عدالة الارض وقبل عدالة السماء…

‫3 تعليقات

  1. لو سلمنا أن الكيزان كانو شياطين فهل جماعتك ديل ملايكة يمشون على الأرض.. نفس الطينية والعجينة.

  2. اخى شوربجى اهل السودان وأهل مصر والعديد من دول إفريقية وآسيوية اهل تصوف وشرك وربنا توعد من يشرك به بالعذاب فى الدنيا والآخرة وانا متابع لجماعة الطرق الصوفية من ختمية وأنصار وكيزان وقادرية وتجانية وسمانية واسماء اخرى يشركون بالله ويعبدون بشر وهذه مصيبة السودان وانتم ككتاب ومثقفين مطالبين بالتصدى لهم وحتى مزمل فقيرى بنتهج نهج استفزازى وهو ينتقد الصوفية وآخر يتف ويسب وهذا كله خطأ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..