
محمد حسن شوربجي
اعداد المهاجرين والهاربين خارج السودان تزداد يوما بعد يوم … فالارقام التي تتحدث عنها الداخلية مخيفة جدا … وفي مصر وحدها هناك اكثر من 8 مليون سوداني … وقد يتضاعف العدد بالخليج … وهذا خطر عظيم وقد يخلق في البلاد تغييرا ديمغرافيا لا يحمد عقباه … فقد تتوافد اعداد مماثلة من دول افريقيا للسودان … والحدود الغربية مفتوحة علي مصراعيها … وانصار الجانجويد والزرقة و(قرايبهم) في تلك الدول يتوافدون بكثرة لتحسين اوضاعهم في السودان … وهناك توافد من الشرق اخطر … والسؤال هو لماذا تتزايد أعداد المهاجرين الشباب من السودان … فالسودان غني كما يقولون في الاساطير … وبه جبال من ذهب … وبه ثروات حيوانية ومائية ومعادن لا حصر لها … فلماذا الهروب منه … هل من اجل البحث عن فرص عمل وعيش كريم خارج الديار … هل من اجل البحث عن حرية المفقودة … هل من اجل البحث عن ما هو معدوم داخل الديار … ولكن اخوتي الخطير في الامر هو ازدياد أعداد الكفاءات التي تسعى هي كذلك إلى الهرب … وحقيقة لم أجد ما أرد به على السؤال وعديد التساؤلات الأخرى سوى أن شبابنا فقط يريد تأمين مستقبله … وتطوير قدراته المهنية ثم العودة إلى السودان محملا بالشهادات والخبرات التي تساعده على تحسين قدراته ومساعدة أفراد عائلته على تحسين ظروف حياتها … لكن الحقيقة التي يعرفها كل السودانيين أن شبابنا لا يريد الهروب من الوطن كرها فيه … بل هروبا من الممارسات والسياسات الفاشلة المتعاقبة … وهروبا من الاستبداد والتمكين الذين يلازم كل الحكومات … ويريد كذلك تحسين ظروفه الاجتماعية التي لم يقدر عليها في بلده … بل ويسعى إلى تحقيق حياة أفضل في كنف حرية جديدة وعدالة وسلام افتقدها في السودان … وقد وجدها في مجتمعات تسودها الطمأنينة … ولعل احد الاسباب الدافعة لهجرة الشباب هو ان من بلغوا سن التقاعد وكل (المكنكشين) علي الوظائف لا يفسحون مجالا للأجيال الصاعدة … وكذلك تلكم الوجوه المستفزة الجاثمة في مواقعها منذ سنين … وكل الفاشلون في بناء الدولة… نعم أدرك اخوتي و مثل غيري أن الإمكانات المادية والقدرات البشرية والطبيعية التي يزخر بها السودان كبيرة جدا … وهي تكفي لتلبية حاجيات الملايين من البشر الذين نراهم يهربون الي المهاجر … إلا أننا لم نحسن استغلالها والاستثمار فيها إلى درجة صارت الهجرة غاية الشباب بكل فئاته وأعماره بعدما طغت عليهم مشاعر اليأس والتذمر وفقدان الأمل في مستقبل أفضل … فلقد فقدوا الأمل في مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والطمأنينة وقد انتشرت في اركانه كل اساليب النهب والسرقة وتراجع القيم والأخلاق … وظني ان الهجرات ستزداد وتزداد من السودان ولن تتوقف ما لم تتواصل الثورة ضد كل اللصوص والحرامية … وان تسخر موارد البلاد لخدمة الوطن والمواطن ورفاهيته..
حقيقة
برهان وحميدتي ومناوي وجبريل
إذا أرادوا بالسودان وشعبه شراً
اللهم في هذه الأيام المباركة عجائب قدرتك وخذهم اللهم أخذ عزيز مقتدر وكل الفاسدين والعملاء المنتفعين