مقالات وآراء سياسية

الشربوت أم الثوار … من يخبر البرهان بأنني أشبهه ؟!

د. حامد برقو عبدالرحمن

 

(1)

الطرفة التي يعرفها الكثيرون ان محباً للكريستال وصديقه تواجدا صدفة بالقرب من مسجد في وقت الصلاة من يوم الجمعة.

وهي أقرب الي الصدفة التي اوجدت عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو على سدة الحكم في السودان.

أقترح أحد الصديقين ان يدخلا المسجد للصلاة رغم ما بهما من الخمر.

بما  ان أحدهما كان ملتحياً أختاره الناس ليقوم مقام الامام الذي تغيب في ذلك اليوم.

إستجاب الملتحي ليخطب بالناس على طريقة خطاب السيد عبدالفتاح البرهان قبل يومين بمناطق الابيضاب وكلي بمحلية المتمة.

وما ان انصرفا ، سأل صديقه عن جودة خطابه ؛ أخبره الآخر بالأخطاء التي تراوحت ما بين الإصرار على ان عمر البشير هو الخليفة عمر الفاروق  نفسه الي القفز من على المنبر بعد الفراغ من الخطبة رغم وجود الدرج اي السلم، لكن أجملها كان نعته للمشرك ابي لهب  (بإبن الحرام ).

 

(2)

ولأننا أمة تمر بمرحلة مفصلية نحو التعافي الشامل من براثن الدكتاتورية والجهل والعنصرية لبناء دولة مدنية تقوم على أمن وحرية ووحدة الناس والبلاد ؛ أتفهم وبألم حجم الخطاب الجهوي والإستقطاب المناطقي  من قبل بعض ابناء الوطن بالأقاليم التي لم تختبر الحروب من قبل كرد فعل طبيعي على مواقف وتصرفات البعض الآخر.

إلا أننا نراهن على شباب الثورة السودانية الذين بيدهم الأمر (بعد الله تعالى).

اي ان الثوار هم من سيخبر البرهان بأننا نشبه بعضنا البعض – وما أجملنا!! .

وهو أي الشباب هو من سيعيد للجيش هيبته وسلاحه .

(3)

عندما وُصِف الذئب بأقذع النعوت لا لشيء غير انه الوحيد في البرية من يأكل اخاه عندما يكون بالأخير جرح و لا يستطيع الدفاع عن نفسه.

تلك هي العلاقة التي تربط ثنائي الانقلاب – عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو.

على نقيض ما يعتقده الكثيرون فإن الرجلين يتربصان ببعضهما البعض.

فما إبتعاد حميدتي عن الأزمة الأخيرة مع إثيوبيا وذهابه الي دارفور بذريعة اجراء المصالحات بين المكونات المحلية التي هو ومليشياته كانوا وراء قتلهم وتشريدهم وحرق قراهم، وأخيراً رسائل التهديد والإستهزاء التي ارسلها من أمام مدرعات القوات المسلحة التي أستولى عليها دون اي مسوغ عسكري أو قانوني إلا حلقة من حلقات الحرب بين الرجلين.

بينما جاء رد عبدالفتاح البرهان بتحليق مقاتلات الجيش المصري بحدودنا الشمالية (مفاده ان الحلفاء المصريين سيتدخلون لردع حميدتي اذا لزم الأمر) بالتزامن مع تعليقات رئيس مجلس السيادة بمحلية المتمة.

برغم اننا لا نعفي الشربوت وأخواته من تهمة إخراج الخطاب الجهوي أو تأجيجه في نفس البرهان، إلا ان شعبنا الكريم غير معني بالرسائل المتبادلة بين قطبي جريمة 25 أكتوبر.

 

الي الامام … إنها ثورة حتى النصر

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. يا ود برقو فلتعلم ان انبل حيران في البرية هو الذئب لا كما وصفته في مقالك ،،،،، حميدT و البرهان الي الجحيم قريبا مع حركاتكم الدارفورية المرتزقة ،،،،

    1. الأخت أو الاخ Tata
      تحية طيبة
      من الجميل ان أعرف نبل الذئب.

      كما لا إعتراض لي على ذهاب ثنائي الانقلاب حميدتي و البرهان الي الجنة أو الجحيم.
      برغم انني اتمنى لهما الهداية.

      لكن هل لك ان تخبرني ، ما هي حركتي انا ؟

      قبل ان تكون أفغانية أو دارفورية؟؟

  2. مقال رصين بلا أحقاد – يعكس نقاء الإنسان السوداني الذي نعرفه قبل لوثة الإنقاذ، فقد كنا قبل مجيئهم نتعايش في سلام وأمان في جميع أحياء السودان، اهلنا في دارفور والسابقون منهم كانوا حكماء ومنتشرين في جميع ربوع السودان وهم أطيب من عرفنا ولكن — اتت الإنقاذ لثلاثون عاماً وفرقت بين السودانيين ليسود لهم الحكم ولكن هيهات – نسوا أن الإنسان السوداني متفرد بطبعه ولولا معدن السودانيين الأصيل لتحولت هذه البلاد إلى أفظع من سورياً واخواتها – فكل من يحاول ان يشعل نار الفتنة سينبري له الجميع ويتحدوا ضده سواء أكان حميدتي أو إحدى هذه الحركات التي كانت تناضل بإسم أهل دارفور ولم تستطع قلع النظام السابق لولا شباب الثورة الذين دفعوا ثمن قيادات قحت البائسة.
    شكراً كاتب المقال – فالنتوحد ولندع الفرقة جانباً
    تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..