العسكر للثكنات ، والجنجويد ينحل

خليل محمد سليمان
مرفق فيديو مؤسف يُثبت اننا لا نزال في ذات المحطة من التاريخ التعيس..
إن كانت هذه المناظر طبيعية، وتؤسس الي دولة محترمة سنصمت الي الابد، افتونا هداكم الله.
قبل سقوط النظام البائد بأيام كتبت مقال فيه رسالة للجنجويدي، وعشيرته، دعوته ان لديه طريق واحد للصفح، والغفران بأن يُعلن إنضمامه، الي ميثاق الحرية، والتغيير عندما توحدت الامة خلف هذا الميثاق.
المؤسف الكل غنى لليلاه، وقد اهدرنا وقتاّ، وجُهد مقدر لتحقيق الحُلم في دولة محترمة.
كانت رسالتنا انه لا يمكن لهذه المليشيا ان تلعب ايّ دور سياسي، لأن وجودها معلوم الاسباب، والدوافع، فهي ذات طابع قبلي يتدارى خلفها جماعة شمولية تحركها ايديولوجيا.
قلنا إقحام هذه المليشيا في الامر السياسي له مضاعفات خطيرة، علي الامن القومي، وذلك مؤشر لتفكك الدولة، وتشجيع للإستقواء بالسلاح، بإعتباره اقرب الطرق، واسهلها لفرض النفوذ، والاجندة بمختلف مسمياتها بعيداً عن مؤسسات الدولة، وإرادة الشعب.
المؤسف جاءت إتفاقية سلام جوبا تؤكد ما كنا قد حذرنا منه، فكانت مقاسمة بين المليشيات للسلطة، والمال، والنفوذ، لتفرض واقعاً جديداً علي الارض، علي حساب السلام نفسه الذي لم يتحقق بعد.
لا تزال رؤيا الجميع في لتعامل مع السلام كملف امني، و إن إختلف النظام، والمُنظرين، بل هناك واقع جديد اكثر تعقيداً في دارفور من قبل، برغم وضع المساحيق رخيصة الثمن.
العسكر للثكنات، والجنجويد ينحل هذا الشعار، الراقي، والحضاري، شئنا او ابينا تبناه الشعب السوداني قاطبةً.
يُريد فلول النظام البائد إختزال هذا الشعار بأنه نخبوي تتبناه الاحزاب، ويُمثل عداءً صارخاً للمؤسسة العسكرية.
الحقيقة لا علاقة لهذا الشعار بالاحزاب، لأنه ببساطة كل الشعب السوداني يعلم ان دخول المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي، وما ادراك ما الإنقلابات كان بدور اساسي للأحزاب، وهي المهندس لهذا الخراب يمينها، ويسارها، غير مبرأ.
من يعتقد انه لا يوجد دور للقوات المسلحة في التغيير، والإنتقال يبقى واهم.
ولكن ماهية القوات المسلحة التي يمكنها لعب هذا الدور، وهي في ثكناتها بكل هيبة، ووقار دون ان تنحاز الي طرف علي حساب الآخر، او تتبنى رؤيا سياسية او فكر.
لعمري هذا الدور لهو اكبر من ان يُفهم للجنرالات الذين خلفهم المخلوع.
القوات المسلحة تحت قيادة لجنة المخلوع الامنية غير جديرة بلعب هذا الدور علي الإطلاق.
لسبب .. هذه القيادة، ترى في مليشيا الدعم السريع كأساس في المعادلة، ويجب التسليم بهذا الامر، مع الإحتفاظ بالدور الباهت للجيش المختطف، والذي لا يقوى علي اي فعل حتي لو تعلق بكرامة افراده، وضباطه.
المنظر المؤسف الذي رأيناه في شرقنا الحبيب، وظهور مليشيا جديدة بقيادة ترك، وضباط جدد علي طريقة الجنجويد، وصناعة النظام البائد، إن دلت تدل علي اننا لا نزال في ذات المحطة البائسة من التاريخ.
اخيراً ..
من يرى كراهية الكيزان تتبناها فئة من الناس يبقى واهم، هذه الكراهية اصبحت متجذرة في وجدان الشعب السوداني كله، والمناظر المؤسفة، والمتراكمة عن عمد، وبجهالة يُحسدون عليها هي دليل كافي لهذا الشعور، وسيظل هذا الامر لأجيال قادمة.
لا اعتقد العودة من تركيا ستغيّر في الامر شيئاً، لأن العائدون هم ذات القوم، بذات العقلية الخربة، والمتحجرة التي عفا عنها الدهر، وعافها الناس.
شاء من شاء، وابى من ابى فإن ثورة الشعب السوداني هي في الاساس قامت ضد دولة الكيزان، ومنهجهم المعطوب، وفكرهم الشاذ، وسلوكهم المنحرف، فتعثرها لا يعني ان لهم مكان في السلطة بعد .. لأن سلوكهم، ولصوصيتهم باينة للكل من المحليات الي رأس نظامهم الماجن “بتاع اديتم لواحد معرس قريبتنا”! .
ألا تستحون فعلاً؟
جيش قوي في ثكناته سيفرض هيبة شعبه، وإرادته، واداة ردع للمرجفون في الارض او كما قال رئيس اركان جيشنا الذي يؤدى التحية العسكرية للجنجويدي في كل خشوع، ورهبة.
إليكم الجيش الامريكي الذي ردع غرور، وتكبر الرئيس الامريكي السابق ترامب وهو في ثكناته حين قال احد قادته “إن تمسك ترامب بالسلطة رغم خسارته سنخرجه من البيت الابيض بالقوة، وسنفرض إرادة الشعب، والديمقراطية.
فهمتوا معنى الجيش الي الثكنات ماذا تعني؟
لعمري انه عمل الكبار الذي لا يقوى علي اداءه الاقزام..
انه المضحك المبكى … لله درك يا سودان …