مقالات سياسية

اكبر عملية فساد في تاريخ الجيش السوداني

خليل محمد سليمان

بطل هذه العملية قائد سلاح الطيران..

حيث قام ببيع عدد 32 اثنين وثلاثون ماكينة طيارة، ايّ والله “مكنات طائرات” بكامل ملحقاتها full accessories

المعروف في عمليات بيع الفائض، او الخُردة في كل مؤسسات الدولة تكون هناك إجراءات تُتبع تمنع التلاعب بالمال العام، وضمان الشفافية.

كل الماكينات المُباعة بحالة جيدة، وكفاءة، والمعلوم إزدياد الطلب علي معدات الطيران الروسي، وقطع الغيار بعد ازمة الحرب الاوكرانية كمصدر رئيسي لوارد معظم هذه المعدات، وما ادراك ما الحظر الإقتصادي علي روسيا، فتضاعفت الاسعار الي مرات عديدة.

تم البيع بليل، وبالامر المباشر من القائد بلا ايّ إجراء قانوني، بل كانت الفاجعة في السعر، وقد تم بيع كل هذا العدد المهول من المعدات بسعر مكنة واحدة، ايّ والله بسعر مكنة واحدة حسب السعر الحقيقي.

قامت الجهة التي إشترت ببدء عمليات الشحن عبر مطار الخرطوم في طريق هذه المعدات الي خارج البلاد.

في المطار طلبت سلطات الجمارك دفع مبلغ مستحق كجمارك، و لكن الجهة المشترية رأت ان المبلغ كبيراً فقررت التهرب، وعدم الدفع.

رجعت الجهة المشترية للسيد “السمسار” اقصد القائد لتحرير خطاب من قيادة سلاح الطيران يُفيد بتبعية هذه المعدات الي السلاح، وفي طريقها الي الصيانة بالخارج، للهروب من دفع الرسوم الجمركية.

نعم عزيزي القارئ لأن الفساد مؤسس، وضارب الجذور في هذه المؤسسة المختطفة كان سعر الخطاب فقط مبلغ 25000 خمسة وعشرون الف دولار.

ذهبت الجهة المشترية بالخطاب الجديد، وهنا اصبح للمعدات جهتين مالكتين حسب المستندات، مما اثار شكوك اجهزة الامن في المطار، حيث وصل الامر الي إدارة الإستخبارات، والتي قامت بواجبها مع قوى الامن الاخرى في المطار في إيقاف هذه العملية,  ونُقدر هذا المجهود، الذي يُثبت ان هناك شرفاء في هذه المؤسسة، والاجهزة الاخرى.

وصل الامر الي مكتب رئيس الاركان، فأمر بتشكيل مجلس تحقيق، برئاسة الفريق منور النائب إدارة، وعضوية كل من  الفريق عبد الله البشير، واللواء طيار طلال علي الريح.

حتي تتضح الصورة للرأي العام، مجالس التحقيق لا تُعتبر جزء من درجات التقاضي حسب قانون القوات المسلحة، حسب علمي المتواضع، بل هي فقط لتبيّن للقائد، او الجهة الآمرة بالتشكيل الحقائق في بعض الإمور الشائكة لإتخاذ القرار المناسب.

اما في المسائل الواضحة، والجرائم الجنائية، والقضايا الكبيرة يوجد في القانون العسكري ما يُسمى بالمحاكم الإيجازية، وللقائد الحق في تشكيلها، لسرعة البت فيها لحساسية الإنضباط في هذه المؤسسة الذي لا يحتمل التأخير، او التباطؤ.

المعروف في لجان التحقيق، المماطلة، وقتل الوقت ، يُقال “إن اردت قتل قضية فعليك بتشكيل لجنة” .

من هو الفريق منور رئيس لجنة التحقيق؟ .

هو المسؤل الاول في عملية تزوير ملف قضية الفصل التعسفي،  الفضيحة الوصمة، التي اثبتناها امام القضاء السوداني، ورئيس الاركان نفسه متورط في هذه القضية، بإعتراف من مثلوا الإدعاء، وثابت ذلك في ملف القضية التي بت فيها القضاء، واصبحت مرجعاً، يُثبت الفساد في رأس هذه المؤسسة، وصادق عليها البرهان نفسه.

الآن تجري المحاولات لطمس هذه القضية، ونمى الي علمنا انه بدأت عمليات تكوين لجان الدغمسة بأثر رجعي، إن ثبت هذا فيعني ان جهات كثيرة متورطة مع قائد سلاح الطيران في هذه العملية ذات العمولات الدولارية.

يجب تحويل قضية بهذا الحجم الي القضاء بلا تباطؤ، او تلكؤ، وسرعة البت فيها.

تجاربنا مع اللجان، ومجالس التحقيق معروفة لكل الشعب السوداني، حيث النتائج، والمصير.

صورة غائبة  يجب ان يتم توضيحها للرأي العام، ان كل جنرالات هيئة القيادة، وقادة التشكيلات لديهم إرتباطات بمجالس إدارات شركات، ومؤسسات تجارية، وهنا يكمن الفساد، ومخالفة قوانين القوات المسلحة، وإنشغال الجنرالات عن اداء مهامهم.

يتسائل الشعب السوداني اين قواته المسلحة التي تركت امر البلاد الي الجنجويد، والمليشيات، وامراء الحرب؟ .

الإجابة .. “الجنرالات مشغولين في جمع المال، والسرقة، والعمولات” .

تحدثنا في العام الماضي عن صفقة بيع عدد من الطائرات العسكرية، ايّ والله طائرات، واسلحة، وذخائر، ومعدات، وتجهز مئات التاتشرات المقاتلة الي ليبيا بواسطة افراد بلا لجان، او اي عمل مؤسسي، مما ادى الي إصدار تعليمات عليا بسحب كل الملفات الخاصة بهذه الصفقات، وتم سحبها الي جهة غير معلومة حسب النظم الإدارية المعمول بها في القوات المسلحة إدارياً، وتنظيمياً.

للذين يروجون بأننا ننشر اسرار المؤسسة العسكرية، نقول لهم نحن احرص علي هذه المؤسسة منكم لأننا نُريد تطهيرها، وتحريرها لتقوم بواجباتها المقدسة في حماية البلاد، ومكتسبات الشعب.

يُعتبر الفساد من الاسرار في الانظمة الشمولية، والديكتاتوريات التي تُسبِح بحمد القائد الواحد الاوحد، والمُلهم.

اخيراً ..

قائد سلاح الطيران مُقرب من الفريق كباشي .. و”حدس ما حدس” .

#تسقط – دولة – الجنجويد

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. أثناء مجزرة القياده حاول الثوار الدخول إلى داخل مقر الجيش،، صدهم العسكر وضربوهم وتركوهم يوجهوا رصاص جنجويد الريزيقات ومليشيات الكيزان وهتف الثوار مرددين
    ( الجيش الخائب) وصدق الثوار في ذلك الهتاف وزادوا عليه لاحقا ( معليش ما عندنا جيش)….

  2. الاستاد / الفخم خليل
    والله ما ورد فى تقريرك شئ اقل ما يوصف عن ردت فعلة بالمعلومة المخيفة ان الابدان تقشعر. والله انه لامر عجيب ومقزز, ولا يقبلة العقل من فظاعتة وبشاعتة, ايعقل ان قائد بالجيش السودانى يقوم بهدا العمل لوحدة دون ان يكون له ظهر كبير وقادر صاحب سلطة؟؟
    == اين العسكرية ؟؟؟ اين شرف الجندية ؟؟؟ اين نخوة الرجال ؟؟؟ اين من هم مؤتمنون على البلاد ؟؟؟ اين النزاهة والشرف العسكرى ؟؟؟
    اين الضبط والربط العسكرى ؟؟؟
    == هده الحالة كفيلة وكافية للغاية للتردى الدى وصل الية قادة الجيش السودانى, وهى تربية سيئة لصغار الضبط بل وللجنود عامة,
    علية خلاصة القول: رحم الله جيش السودان الكان (حارس مالنا ودمنا…….. يا جيشنا جيش الهنا. ) اين هدا الجيش صاحب بيت القصيد سابق الدكر. اخيرا اقول ( الرماد كال حماد ) وحماد يعنى جموع الشعب السودانى. واسفاه……. ياحيف على جيش السودان. وكفى

  3. النتيجة الفاجعة تم تلخيصها فى العبارة المفتاجية فى هذا التحقيق الاستقصائى الممتاز:

    “الجنرالات مشغولين في جمع المال، والسرقة، والعمولات”

    انها الكارثة التى اورثها العباد والبلاد ناس هى لله هى لله ولا لدنيا قد عملنا !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..