مقالات وآراء

تجربتي في النيل الازرق قبل مغادرتي القوات المسلحة

خليل محمد سليمان

غادرت المنطقة الإستوائية في يناير 1998 فعدت الي وحدتي الام الفرقة الرابعة الدمازين، وفي نفس الإسبوع الذي عدت فيه تم نقلي الي محطة خارجية “بُلنق” شرق ديرنق ” منطقة عمليات في ذلك الوقت، وهذه قصة كتبت عنها سابقاً بالتفصيل، وهذه آخر محطة عملت بها في خدمتي العسكرية حيث أُحلت الي التقاعد في كشف ضمن 254 ضابط في مارس 1999.

يوجد في المنطقة مشروع ابو قمي الزراعي التابع للإيفاد، ومشروع اسامة إبن لادن ورئاسته جبل كدم شرق  بُلنق ، يلاصقه مشروع الترابي.

مشروع اسامة إبن لادن هو عبارة عن مركز لتدريب الإرهابيين، به اجهزة، ومعدات عالية المستوى، المتدربين من جميع انحاء العالم، حيث اصبح محطة بها سرية مشاه تتبع للفرقة الرابعة مشاه.

المنطقة بها اسواق إسبوعية، في اول سوق حضرته رأيت العجب، معظم مرتادي السوق يرتدون الزي العسكري بمختلف الرتب، والجميع مُسلح، والاغرب جميعهم من اهلنا قبيلة الامبررو القبيلة الرعوية الوديعة المعروفة بالطيبة، والسلام.

في السوق التالي شكلت قوة مهمتها جمع السلاح، والزي العسكري من ايّ مواطن لا يحمل هوية القوات النظامية.

في سوق واحد جمعت اكثر من مائة قطعة كلاشنكوف، وعدد من الرشاشات المتوسطة.

كان نصيب افراد السرية التي اقودها لبس جديد  “واباويت” جمع بوت بلغتنا المحببة.

عشنا ايام لا يوجد لدينا عسكري يمتلك لبسة كاملة، وبوت، قس علي ذلك عزيزي القارئ، حيث هجر الفار المخازن، والنزل.

في اليوم التالي حضر الي المحطة السيد المقدم الركن دفع الله تبار، ركن عمليات الفرقة، علمت انه توفى له الرحمة والمغفرة، وقائد الدفاع الشعبي اعتقد كانت رتبته نقيب، وعدد من الضباط، والمدنيين.

خلاصة ما جاءوا إليه تلخصت في إرجاع السلاح الي اصحابه، والزي العسكري.

قلت لهم يمكنكم إستلام السلاح الآن فأما اللبس قد ذهب الي الافراد، ولا يمكن لإحد ان يأخذه.

قد كان فإستلموا السلاح، وكانت تعليمات السيد تبار بأن لا علاقة لي بأي فرد يحمل سلاح، او يرتدي زي عسكري فهؤلاء دفاع شعبي تم تسليحهم بأوامر من رئاسة الجمهورية.

نتيجة لتسليح هذه القبيلة الرعوية التي كانت تتحرك شمالاً، وجنوباً بكل يُسر، وسلاسة، اما بعد التسليح واجهتهم صعوبات في الحركة جنوباً، وبالذات في مناطق المتمردين.

اعتقد جزء كبير من افراد هذه القبيلة ترك حرفة الرعي، وإنخرطوا في كتائب، وتم إقحامهم في الحرب.

النظام البائد كانت له خطط ممنهجة لتغيير التركيبة السكانية في تلك المناطق، وفرض واقعاً جديداً يخدم مصالحهم الخبيثة في تفتيت المجتمعات، وضرب النسيج الإجتماعي الذي يستعصى عليهم إختراقه، وإضعافه بدعم الاقليات.

ما يدور في النيل الازرق هو حصاد لحقبة الإنقاذ في تأجيج الصراعات القبلية.

التلاعب بالإدارات الاهلية عبارة عن قنابل تمت زراعتها بخبث، ومكر لتخدم هذه المرحلة من تاريخ البلاد حيث ارادوا.

من المعلوم ان النظارات مرتبطة بالارض حسب الإرث في كل انحاء السودان، والمتعارف إنشاء عموديات، وشياخات خاصة بالافراد للوافدين من مختلف القبائل الاخرى، لا علاقة لها بالارض، والحواكير، فتلك تخص اصحاب النظارة في المنطقة المعينة، وهذا الامر معمول به في كل انحاء السودان، كأحد الاعراف التليدة لدي الإدارات الاهلية.

جاءت الإنقاذ بعكس كل النواميس، والاعراف، والتقاليد لتفرض واقعاً غريباً، لزرع الفتن، وإذكاء روح القبلية، ونصب شراك الفتن بين ابناء الوطن الواحد.

[email protected]

‫10 تعليقات

  1. استاذ خليل بمتابعة كتاباتك عرفت إنك كنت جبهة إسلامية
    بسأل هل الجيش السوداني بعد 89 كلهم كانوا جبهة إسلامية ؟

    1. يا ود الشريف المصنف الحريف بس كده من المقالات كشفتوا ؟؟؟
      “ود الشريف” رايو كِمل جيبو لي شرايتو من دار قمر !
      وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
      الراكز ابو خليل مواقفه وتاريخة فى الخدمة وخارجها معروف قدم للكلية الحربية ضمن الدفعة 40، ثم 41 ثم لم يتم قبوله الا فى المرة الثالثة فانضم الا الدفعة 42
      ولو كان كوزا لتم استيعابه ضمن كشوفات قطاع الطلاب بالاتجاه الاسلامى (مكتب الثانويات) معقل اصلب العناصر من صغار المنفزرين
      الى الامام يا سعادتو خليل …

      1. ابو ذر الريح السلام عليكم .
        يستهوني ما يكتبه الاستاذ او جنابو او الدفعة خليل وذكر في مقالة سابقة بأنه (كان) يحرس طلمبة بداية الإنقاذ ولذا سألت :
        حقيقة واحدة و قد كتبت عنها عشرات المقالات بأني كنت إبن الثامنة عشر عند إنقلاب الإنقاذ، حيث عنفوان الشباب، و كما خُدع كل الشعب السوداني فلم اسلم، و بحمد الله لحسن خلقي كنت هدفاً لخبثهم، و فجورهم فعملت حارس متطوع في ايام الإنقاذ الاولى في طلمبة الوقود الوحيدة في مدينتي ليلاً، و نهاراً، بلا مرتب لمدة 6 شهور، و كنت ضمن ابناء جيلي ما اصابهم قد اصابني

    2. خسئت يا هذا انت لم تتابعه ولم تقرأ له خالص هذا رجل وطني غيور رفض التدجين والذي من اجل ذلك فصل من الخدمه العسكريه …حتي بعد الثوره رفاقه الذين حاولوا التخلص من الكيزان ال في الجيش تم فصلهم.!!!!!!!!!!!!!

      1. يا صابر ما عندك كلمة كويسة غير خسئت !!!
        المهم ارجو من ( الدفعة ) بالرغم من أنني دفعة اقدم منه بسنوات عندما أتت الانقاذ كان عمري 34 سنة
        جاء في مقالة سابقة بأنه (كان) يحرس طلمبة بداية الإنقاذ ولذا سألت
        حقيقة واحدة و قد كتبت عنها عشرات المقالات بأني كنت إبن الثامنة عشر عند إنقلاب الإنقاذ، حيث عنفوان الشباب، و كما خُدع كل الشعب السوداني فلم اسلم، و بحمد الله لحسن خلقي كنت هدفاً لخبثهم، و فجورهم فعملت حارس متطوع في ايام الإنقاذ الاولى في طلمبة الوقود الوحيدة في مدينتي ليلاً، و نهاراً، بلا مرتب لمدة 6 شهور، و كنت ضمن ابناء جيلي ما اصابهم قد اصابني

        1. ود الشريف لك التعبي حتي ترضي انا افتكرتك من جماعةMOHAMD
          الذين ليس لهم هم غير قلب الحقائق الواضحه ك وضوح الشمس في رابعة النهار اعتذر لك وابدل الكلمة ب عفوا يا ياود الشريف لان الدجاج الالكتروني مقرف وحسبتك منهم منهم اكرر اسفي واعتذاري والحق معاك ورقبتي فداك.

  2. شكرا سيادتك على الوقوف بجانب الحقيقة و إلتزام قول الحق و هذا ما عهدناه منكم في جميع مقالاتكم .. أزيد في الحديث أن النظام البائد هو الذي يتحكم اللآن في توجيه و تسيير الحركات المسلحة و على رأسها الحركة الشعبية جناح مالك عقار و ما ينقصنا فقط ف إثبات ذلك هو الدليل المادي .. وربما نتوصل إليه اليوم.

  3. زول فاهم..شغلوا..وعسكري وقد بلد..لكن أعداء الشعب لا يتركون امثاله…
    تري هل يتم إرجاع هذا الرجل المحترم وغيره من الذين شردهم نظام الانقاذ،لبناء جيش جديد…ودمج المؤهلين من القوي الاخري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..