تقييم أداء المرحلة الإنتقالية بين الشفافية والغموض!!

د. ابوالحسن فرح
باعتبارنا كنا جزء من الحرية والتغيير وفقا لميثاقها بعد الثورة من خلال عضويتنا فى قوى الاجماع الوطنى ومن خلال معاصرتنا للمداولات والصراعات التى صاحبت تكوين المجلس المركزى والجهاز التنفيذى لها والصراعات التى كانت داخل الكيانات وبالذات داخل مجموعة نداء السودان بين الفصائل المسلحة والاحزاب والتى امتدت للحرية والتغيير وكانت لها تاثيرا سلبيا بالغا على مسيرة مؤتمرجوبا وبالتالى على وزن حضور الحرية والتغيير والجانب المدنى الايجابى على مخرجاتها ثم اثر ذلك على مجريات الاحداث من بعد وكذلك عاصرنا التشتت الذى حدث لاحزاب قوى الاجماع الوطنى الذى اثر على اداء الحرية والتغيير الذى نتج عنه انحصار التمثيل الفاعل المؤثر لحزب واحد هو البعث الاصل او بالاحرى شخص الاستاذ على السنهورى وحزب اخر بتمثيل صغير غير مؤثر وهو حق وغياب الكتلةالكبيرة من قوى الاجماع التى قادت سنين المعارضة للانقاذ.
من كل ذلك كنا نرى ان تقييم الفترة الانتقالية كان امرا ضروريا منذ اليوم الاول للانقلاب اذا كان الغرض منه الشفافية فى التقييم للاستفادة من تصحيح الاخطاء فى المستقبل ورغم ان قناعة احزاب الحرية والتغيير جاء متاخرا الا اننا استبشرنا بالامر باعتبار ان تاتى متاخرا خير من ان لا تاتى ابدا لكننى كأحد الذين تابعوا مواطن الخلل بدقة ارى ان التقييم بالمنهج المطروح لن يضيف للامر جديدا لو لم نغيره الا اذا كان التقييم لتبرير الاخطاء وتحسين الوجه لان تقييم المرحلة لابد ان تمتد للجذور التى انتجت الازمة وليس مظاهر الازمة فحسب وذلك اعمق كثيرا من تقييم اداء حكومة الامر الواقع الانتقالية ولهذا كان لابد ان نبدا بدراسة الواقع منذ البداية.
واقع الاحزاب الرئيسية
عند قيام الثورة :
اولا على مستوى التحالفات
١/ قوى الاجماع الوطنى
كانت تضم مجموعة الاحزاب التى كانت ترفض مبادرة الاتحاد الافريقى المستمدة من المبادرة الامريكية التى اسسها فرنسيس ليمان القاضى بالحوار مع حكومة الانقاذ والذى يقضى فى النهاية بالمشاركة فى انتخابات ٢٠/٢٠ وكانت ابرزها الحزب الشيوعى والحركة الاتحادية والبعث الاصل وبعث بولاد والبعث السورى وحق والاتحادى الموحد والناصريين وحشد وغيرهم وحلفاؤهم من منظمات النساء والمهنيين وبعض منظمات المجتمع المدنى.
٢/ نداء السودان
تكونت ممن قبلوا مبادرة الاتحاد الافريقى المذكورة عقب الانشقاق الاخير حول مشروعها فى اديس بعد اجتماع شهير مع امبيكى واهم الاحزاب فيها: حزب الامة القومى والمؤتمر السودانى والوطنى الاتحادى والبعث السودانى والتحالف السودانى (عبد العزيز) وثلاث فصائل رئيسية من الكفاح المسلح بقيادة جبريل ومنى ومالك عقار .
واقع تجمع المهنيين:
قام تجمع المهنيين كفكرة سياسية باربع لجان تسيير لكى تعمل على تغيير واقع التواجد النقابي فى مواقع العمل المهنية والعمالية والمزارعين والرعاة .. الخ .. فى المستقبل وما يميزها قبول الجميع لها كامل لقيام حركة نقابية واعدة .
كيف اثر هذا الواقع على قيادة الثورة ؟:
١/ الخلاف الرئيسى بين كياني الاحزاب الاجماع ونداء السودان وعجزها عن التقاط الشرارة الاولى للثورة والاختلاف على تقييمها وجدواها فى التغيير وانطلاق الثورة بشعارات مطلبية مع عدم الخلاف على تجمع المهنيين رغم محدودية عضويته وفعاليته (وان كان ذلك سببا فى خلق الاجماع حولها) واضافة لظروف اخرى اعطت فرصة للتجمع ان يلعب دور القائد للثورة بفعالية لمدة ليست بالقصيرة نسبيا فيما غيبت قيادات الاحزاب بخلافاتها عن الصدارة.
٢/ دفعت كيانات الاحزاب السياسية لعمل اطار يحدد قوى الثورة ويحفظ لها مكانا فيه فكان ميثاق قوى الحرية والتغيير بمن حضر.
٣/ ا) بعض الاحزاب السياسية والفصائل رات ان التمثيل بالكيانات بؤثر على وزنها (التاريخ) والعملى فى الساحة من وجهة نظره مخصوصا بعد ظهور مبدا المحاصصة فى شكل تكوين الجهاز السيادى والتنفيذي والمحلى ولذا استقال
السيد الصادق من رئاسة نداء السودان وفيما بعد انسحب حزب الامة من الحرية والتغيير ذاتها وانسحبت فصائل الكفاح المسلح منه وبصدام امتد خارج نداء السودان الى الحاضنة (قحت)( تابع اثر ذلك على اتفاقية السلام فى جوبا وما تلاه من احداث فيما بعد).
٣/ب) انفرط عقد قوى الاجماع الوطنى لثلاث اسباب رئيسية اولها تنشيط حزب البعث الاصل لذاكرة قدرته ورصيده بالعمل فى القوات المسلحة وتوظيف ذلك الرصيد مع الجيش والدعم السريع (بالرغم من انهم يعتبرون البعث صغير الحجم جماهيريا لكنهم يعتبرونهااخطرها قدرة على اختراق القوات المسلحة) وحماس السنهورى فى استخدام ذلك الرصيد سياسيا وقدرته على خلق تحالفات جديدة مع احزاب جديدة وقليلة الخبرة فى قياداتها مثل التجمع الاتحادى الذى تكونت قياداتها بعد الثورة من سكرتاريتها التى كانت مفوضة فقط لقيام الكيان وبعض المغتربين الذين فارقوا الواقع منذ العمل الطلابي وعادوا بعد الثورة والذى اصبح حزب صغير يعمل باسم كيان كبير ومفتاحه فى يد غيره وكذلك جزء كبير من المؤتمر السودانى الحديث نسبيا فى بعض قياداته فاصبح البعث هو البديل لكيان الاجماع كله وباب الاحزاب المعتمدة عليها للتعامل مع كامل سلطة الشراكة بل منظار رؤيتهم وصاحب قرار نافذ ووضح ذلك من البينات والتصريحات لقيادات تلك الاحزاب (التجمع والسودانى) فى الداخل والخارج حول الدعم السريع ودور الجيش (تابع رحلة فيصل والاصم وسلك لامريكا) وحديثهم حول دور العسكر فى الثورة والمقارنة بينها وسوريا وليبيا.
السبب الثانى لانفراط الاجماع كان شكل ازدواجية ممثلين الحركة الاتحادية والاحرار الاتحاديين فى التمثيل من خلال كيانين متعارضين الاجماع والتجمع الاتحادى فى وقت واحد مما خلق ارباكا لها وخروج بعض الاحزاب الصغيرة من الاجماع للحاق بالمحاصصة مثال حق وغيرها .
السبب الثالث والاهم هو في رأيي ربكة قيادات الحزب الحليف بحجمه فى المعارضة وقوى الاجماع الوطني الحزب الشيوعى فى مسيرة قوى الحرية والتغيير واتخاذ قرار المشاركة وفى اقرار الوثيقة وما ترتب عليها وردة الفعل الطبيعية الرافض من البعض داخل حزب فىً مثل طبيعة تركيبة الحزب الشيوعى ثم رد فعل القيادة بانسحاب الحزب من قحت وقوى الاجماع الوطنى وتفضيل شرف الموقف مع الشارع مما اصاب البعض بفوبيا العمل الجبهوى بكل انواعه ومنعهم من العودة لتوسيع واصلاح قوى الاجماع الوطنى سواء بالاحزاب الصامدة فى موقفها او من فصائل الكفاح المسلح او تنظيمات المهنيين ومنظمات المجتمع المدنى والنسوى والشبابي الذى كان يمكن ان يرشد مسيرة القلة التى خرجت عن المسيرة التاريخية لتحالف قوى الاجماع الوطنى واخذت المواجهة طريقا خاطئا فاصبح الشكل كانما هو خلاف خاص بينهوبين فصائل المجلس المركزى للحرية والتغيير مع ان الامر اوسع من ذلك بكثير وقفل تركيزه على لجان المقاومة مما اضر بالحزب ولجان المقاومة على الاقل فى توسيع جبهة الحراك الموحد حولها وابعاد شرف لا يدعيه عن الحزب الشيوعى بالسيطرة على لجان المقاومة رغم النفى المستمر لتلك اللجان.
النقد الذاتى لكى يكون شفافا ومفيدا ما المطلوب؟
وانا استعرض ما جاء على لسان ابننا خالد سلك فى لقائه مع ثلاثة من ابناء لجان المقاومة النجباء اليوم قبل يوم من انعقاد ورشة تقييم المرحلة الانتقالية لم اخرج متفائلا من منهج الطرح الذى سلكه الاستاذ خالد الذى استند على التبرير فى كل شىء وذكرنا بالشخص الذى يعتقد ان كتابة مذكراته هو للدفاع عن ذاته واذا سارت الورشة فى خطه فانها لن تحقق الغرض منها لاى طرف اولا الورشة ان لم تناقش جذور المشكلة واعتبرت انها تقيم اداء حكومة قحت الثانية وهى ليست مسؤولة فى الاختيار الكامل لمعظم اعضاء الحكومة الاولى ترتكب الخطا الفادح الاول والثانى معا الاول ان المرحلة الانتقالية واخطائها تبدا من الاعلان السياسى الذى اسس للشراكة كيف تمت وممن ومن فوض الموقعين عليها والثانى ان حكومة التقنقراط بكاملها رشحتها لجنة التعينات لقحت والاربعة الذين رشحهم حمدوك وافقوا عليهم
ثانيا مجلس السيادة المدنى بالكامل محاصصة قامت بها قحت فهل كان اداؤه مبرا من قصور المرحلة ماهو تقييمهم ولماذا لم ياتوا على ذكرهم
ثالثا كذلك رئيس الوزراء حمدوك اين تقييم قحت له اليست قحت مسؤولة عن اداؤه سلبا وايجابا باعتبارها الحاضنة التى وافقت عليه
رابعا اليس من الواجب ان يكون لقحت تقييم منفصل فى الاداء
الاقتصادى عن وزير الاقتصاد وتقدم رئيس قطاعها الاقتصادى معه لتكتملالصورة خصوصا انه لا ينتمى للحرية والتغيير ولم يكمل الفترتين ومتوقع ان يدافع عن مرحلته رغم ما فيها من تحفظات .
خامسا قضية العدالة واكمال الهيكل العدلى وسلوك الاجهزة العدلية والشرطية للشارع فى الفترة الانتقالية وما نتج عنها وعدم تنقية القانون الجنائى من النصوص التى تنتهك الحريات ومراجعة منهج اقرار وزير العدل للاتفاقات واجازتها دون رد اى منها او مراجعتها من مجلس يقوم بالتشريع والحرية والتغيير تملك اكثر من ثلثى مكونها اليس ذلك جدير بالتقييم (مجلسى السيادة والوزراء مجتمعين) .
سادسا اليس الولاة وحكام الاقاليم جزء من حكم المرحلة الانتقالية من حسن او سوء الاختيار الى من اصاب ومن اخطا وهذا ملف عانى منه كثير من الولايات اين تقييم ادائهم واداء وزير الحكم المحلى .
سابعا هل العلاقات الخارجية سوف تتناول علاقتنا بالدول فقط ام سوء الادارة فى الياتنا لها وسوء ادارة سفاراتنا فى الخارج والتدخل الخارجى ومن اين وكيف نفسر التواجد الراتب لاحزاب قحت فى تلك الدول وهل سنقر اقامة الدولة علاقات مع اسرائيل رغم اعلان
كثير من احزاب الحرية والتغيير رفضهم ولماذا قبلوا مع ذلك .
هنالك الكثير مما يقال لكن لابد للتقييم ان يكون شاملا منذ التوقيع على ميثاق الحرية والتغيير والمشاكل التى شابت تكوين المجلس المركزى والغياب المعيب عن عملية السلام وتركلها للعسكر وبعض دول الاقليم والتقصير فى مناقشتها واجازتها الى اللجنة الاقتصادية وترك قيادتها لغير المختصين الى عدم اجازة قانون استقلالية البنك المركزى الى فوضى عائدات الصادر الى عدم الرقابة على التهريب لاهم عائدات السودان الى القبول بمجلس شركاء الثورة المعيب ورئاستها ، تقييم المرحلة تتعدى حتى الى تصرفات بعض الافراد الذين تؤثر تحركاتهم فى المسيرة وليس الاحزاب فحسب .
هذا اذا كنا نريد تقييما شفافا مفيد بعيد الثقة بين الجميع بان الاخطاء لن تكرر وذلك يحقق الوحدة المنشودة بثقة كاملة بين كل قوى الثورة فى طريق انتصارها .
شكرا لك.. هذا هو الذي يدفع بالأمور إلى الأمام.
شكرا لك يا دكتور ابو الحسن، الحرية والتغيير قايلة الناس في رأسهم قنابير! كل الفشل كان بسبب غطرستها وتهافتها وانبطاحها للجنة البشير الامنية، المفروض تقييم الاداء ان تقوم به جهة محايدة وليس من “قحط”!
الولد خالد سلك كان ما ادوهو راسو بيغطس حجركم ، مفتكر نفسو مركز الكون عنده
يا دكتور أبو الحسن فرح يامحترم
أعرفك سوداني أصيل ووطني عاشق لتراب وطنه من الطراز الأول
وتعود هذه المعرفه لزمن كنا زملاء في الجامعه في الستينيات .
التقييم المعمق الذي تنشده وبالمواصفات والخطوات الدقيقه التي فندتها
مطلوبه وبشده لكي ينصلح الحال بل ويجب ان يكون تقييم الاداء في كل
مناحي حياتنا واجب مقدس لايجب ان نحيد عنه في مستقبل ايامنا ويجب
ان يقبل الجميع مخرجات التقييم بروح ديموقراطيه اذ لايقصد بالتقييم هو
تحميل طرف مسؤولية الاخفاقات ان وجدت بقدر ما يقصد به الاصلاح والتقليل
من الاخطاء لأدني حد ان لم نكن بامكاناتنا المتواضعه تفاديها .
المشكله الان يادكتور ابو الحسن ان الوكت بسرقنا والوطن بيضيع أمام ناظرينا
ادعو ان تتكاتف الجهود لمباركة مايحدث الان حتي ولو كان مخالف لقناعاتنا فقد
لتجاوز المرحله الخطره التي تمر به بلادنا .
اتابع نشاطاتك ومجهوداتك بكل زهو وفخر داعيا المولي ان يسدد خطاك وخطي
كل الحادبين علي مصالح البلاد والعباد
وحريه وسلام وعداله والثوره خيار الشعب والرده من عاشر المستحيلات حتي لو تكالب
علينا عبد الوهاب البرخان ومني والتوم هجو والفكي جبرين والطاهر حجر والهادي ادريس
بكل جيوشهم وعصاباتهم.