مقالات وآراء سياسية

إغلاق المكيفات وإلغاء إتفاق جوبا للسلام

د. حامد برقو عبدالرحمن

 

(1)

((ماذا  نتوقع من احزاب معظم قياداتها من زعماء القبائل والادارة الاهلية ؟ في تصوري ان اكبر عائق لاي مشروع وطني نهضوي طموح هو ما يسمى بالادارة الاهلية – وانا لا اتحدث بلسان من تعرض الي الظلم من قبل تلك الادارات المتحجرة بل بلسان احد ابناء الادارة الاهلية واتفهم مرارات ابناء القبائل خارج منظمومة تلك البيوتات الحاضنة لنظم الاستبداد والطائفية – يجب تغييب تلك الادارات بشكل تدريجي لانها البؤر التي تغذي مفاهيم القبلية والجهوية)) .

تلك كانت إجابتي على سؤال من قبل صحيفة الأحداث الورقية في أكتوبر 2009 .

 

(2)

التائه كتاب نشر للشاعر اللباني جبران خليل جبران بعد وفاته بعام اي في سنة 1933 . في ذلك الكتاب يرسم  نقده للتقاليد الاجتماعية وسخريته من ازدواجية البشر وتناقضاتهم التي تفتك بالناس من حولهم .

كأنما جبران كان يستقرأ لوحة السودان ونظام الإنقاذ والفترة الانتقالية – والشخوص من شاكلة عبدالفتاح البرهان وحميدتي وبرطم والناظر ترك ومالك عقار .

 

(3)

لم تمر بخلد الجنرال التائه عبدالفتاح البرهان من حيلة بقاء في السلطة إلا وجربها.

الحيل التي تراوحت ما بين تحريض الزعماء القبليين لإغلاق الميناء والطرق القومية في الشرق، الي تأجيج النعرة القبيلة وإشعال الفتنة بين السكان المحليين بأقليم النيل الأزرق، مرورا  بإفتعال أزمة الفشقة مع الجارة إثيوبيا .

ولم يتبقى له غير إعلان الإتحاد السوداني للجمهوريات القبلية وذلك بجعل كل محلية من محليات السودان جمهورية مستقلة للقبيلة التي تقطنها على غرار ما يفعله رئيس الإتحاد الروسي فلاديمير بوتن بالدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق.

من يخبر الجنرال بان الحل في العودة الي ما قبل إنقلاب 25 أكتوبر.

وذلك بعودة مجلس السيادة بأطرافه الثلاث (العسكريين، المدنيين وممثلي حركات الكفاح المسلح).

مع عودة حكومة الثورة بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك.

 

(4)

تألمت لغياب السودان عن قمة جدة بين الدول المحورية بالمنطقة والولايات المتحدة.

لو لا الانقلاب المشؤوم لكان ممثل شعب السودان الدكتور عبدالله حمدوك نجم القمة.

المضحك والمبكي معاً ان ينوب الرئيس المصري عن تلميذه السوداني في الحديث عن المليشيات في الدول العربية والرسالة في بريد مليشيا الدعم السريع بالدرجة الأولى ، لكن قد يدعي البعض شمول الميليشيات الشيعية في العراق واليمن ولبنان .

 

(5)

مع حفظ تحفظات الناس هنا أو هناك على إتفاق جوبا للسلام بمساراته المتعددة ، ورغم تواضع أداء قوات حركات الكفاح المسلح في حماية النازحين الذين من أجل حقهم في الحياة حملت تلك الحركات السلاح ضد نظام الإنقاذ ، ورغم مشاركة تلك الحركات أو تواطوئها في جريمة الانقلاب على الحكومة المدنية؛ إلا ان مجمل الإتفاق مكسب كبير للسودان والسودانيين.

الإتفاق قد أوقف الحرب بين الحكومة المركزية وحركات الكفاح المسلح، وهو الهدف الرئيسي والمكسب الجوهري.

على الناس ان يتخيلوا حجم الدمار الذي سيحل بالوطن وانسانه في حال إستمرار الحرب بين الطرفين حتى تاريخ يومنا هذا – لن يكن هناك وطن بالأساس.

على الذين لم يختبروا الحروب والمعارك من قبل ان لا ينظروا الي مسألة إلغاء إتفاق السلام ببساطة إغلاق جهاز التكييف بالغرف والمكاتب التي فيها يتواجدون منذ العقدين – وهو عمر إفتراش تلك الحركات للصحاري والادغال والوديان .

لذا من الأفضل أن نحافظ على ذلك الإتفاق المصيري ونعود بالأمور الي ما قبل 25 أكتوبر .

 

إنها ثورة حتى النصر

 

[email protected]

‫19 تعليقات

  1. عند توقيع اتفاق جوبا لم تكن هناك حرب او حركات مسلحة في الاصل، ابادها حميدتي وبقت حركتان فقط في جبل مرة وكاودا وهاتان لم تشتركا في اتفاق جوبا، فعن اي سلام تتحدث يا رجل؟. الكبر شين

    1. الاخ ميمان
      تحية طيبة

      لحركات الكفاح المسلح جيش كبير
      لو لا ذلك الجيش لما قبل البرهان بالتفاوض معها. بل لكان قد شملها بقرارات 25 أكتوبر المشؤومة.

      لكن المؤسف هو تآمر الحركات أو تطوائها مع الإنقلابيين ضد الثورة المدنية التي صنعت السلام و أتت بهم الي السلطة .
      لو لا موافقة تلك الحركات لما تجرأ البرهان للقيام بإنقلاب 25 أكتوبر.

      الحركات قد اغفلت حقيقة ان الحكم المدني الديمقراطي هو الضامن الوحيد لتنفيذ إتفاق السلام.

      مع ذلك من الأفضل الحفاظ على الإتفاق. على الأقل قد أوقف الحرب بين الحكومة و حركات الكفاح المسلح الموقعة على الإتفاق .

      صوبني رحمك الله

  2. اقتباس ( وذلك بعودة مجلس السيادة بأطرافه الثلاث (العسكريين، المدنيين وممثلي حركات الكفاح المسلح).

    …. يا دكتور تخطي الثوار والمد الثوري مرحلة ما قبل 25 أكتوبر..

    … هذا الهراء الذي كتبت لا يتعدي ذر الرماد في العيون..

    … نعلم ان حركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه استولت على كل الوزارات السياديه،، واصبحت وزارت الماليه. والمعادن، والثروة الحيوانيه، والطاقه، والشؤون الاجتماعيه ، زد على ذلك نادي النيابه والهيئات العدليه وزارات دارفوريه زغاويه ،ريزيقاتيه بامتياز..كل الوزراء وظفوا ذوي قربتهم فيها..

    … مقال مهادن يظهر تعاطف الكاتب مع أهله قادة حركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه خاصة ابن عمومته ( المتوضئ) جبريل كما يسميه كاتب المقال.

    …. الجرائم التي ارتكبها الانقلابيون، والقتل الممنهج الذي مارسته القوات المشتركه ،،والتى قوامها جنجويد الريزيقات وحركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه ومليشيات الكيزان الدارفوريه ضد شبابنا العزل ،،وضربهم وتعذيبهم واغتصاب حرائرنا،ذ وسرقة ممتلكاتنا بواسطة هولاء اللصوص القتله الذين نفثوا فيهم احقادهم التاريخيه،، اعادوا الي ذاكرتنا ما فعله الدارفوري القاتل عبدالله التعايشي مع أهلنا والتاريخ يعيد نفسه،،

    لن ينجو هولاء اللصوص القتله من القصاص الروح بالروح والدم قصاد الدم معركة كسر عظم تتار دارفور قادمة ولا مفر منها..

    …. أبناء وكنداكات السودان القديم تجاوزوا مرحلة ارضاء الدارفوريين بالغالي والنفيس ومرحلة (كل البلد دارفور) وهم يعدون العدة لضرب تتار دارفور وطردهم من ديارنا وفصل دارفور عن بقية السودان ووضعها تحت الوصاية الدوليه لحماية المواطنين العزل في دارفور من جرائم ذوي قربتهم

    1. الاخ ميمان
      تحية طيبة

      لحركات الكفاح المسلح جيش كبير لو لا ذلك الجيش لما قبل البرهان بالتفاوض معها. بل لكان قد شملها بقرارات 25 أكتوبر المشؤومة.

      لكن المؤسف هو تآمر الحركات أو تواطوئها مع الإنقلابيين ضد الثورة المدنية التي صنعت السلام و أتت بهم الي السلطة .
      لو لا موافقة تلك الحركات لما تجرأ البرهان للقيام بإنقلاب 25 أكتوبر. الحركات قد اغفلت حقيقة ان الحكم المدني الديمقراطي هو الضامن الوحيد لتنفيذ إتفاق السلام.
      مع ذلك من الأفضل الحفاظ على الإتفاق. على الأقل قد أوقف الحرب بين الحكومة و حركات الكفاح المسلح الموقعة على الإتفاق .

      صوبني رحمك الله

  3. دكتور حامد، الحمد لله الذي اعادك الي طريق الحق بعد ذلك التيه في محبة حميدتي.
    اوافقك الراي في اهمية حل ما يعرف بالادارة الاهلية والمشيخيات والمكوك، فهي اس البلاء واصل المشكلة. بدلا عنها تكوين مجالس بلدية بالانتخاب ياتي فيها الاصلح بناء على برنامجه.
    الامر المهم الان ان يتصدى ابناء دارفور والشرق للفاسدين وصبية الكيزان امثال ترك وجبريل والفاسدين مناوي وحميدتي والتصدي للدعوات العنصرية والقضاء عليها.
    اهم اسباب تعثر حكومة حمدوك هي الامن الكيزاني و الشركات المسيطرة على الاقتصاد والادارة الاهلية والقضاء والنيابة، ولن تنجح اي حكومة مستقبلا دون سيطرة الثورة وازالة هذه العوائق. يجب احالة كل الضباط من رتبة مقدم فما فوق الى المعاش في الجيش والامن والشرطة والاستغناء عن الكيزان حتى من الرتب الصغيرة، والاستغناء عن كيزان القضاء والنيابة، والاستغناء عن الادارة الاهلية بالمجالس البلدية المنتخبة.

    1. الأخ Man
      تحية و احترام

      أوافقك الرأي بأن المجلس البلدي المنتخب لتمثيل المواطنين من مختلف القبائل في رقعة معينة هو الخيار الأفضل.
      لا يمكننا إلغاء الادارات الاهلية بقرارات فوقية . فقط نسحب منها البساط عندما ننقل مهامها الي المجالس البلدية المنتخبة. بذلك تندثر بمرور الوقت و تتلاشى .

      أما بخصوص المؤسسة العسكرية:-
      برأيي البسيط فإن إحالة ذلك الكم من الضباط الي التقاعد ستعقد الوضع و تأزمه .
      لذا من الأفضل ان نبدأ بإدخال الاصلاحات الي المؤسسات العسكرية
      خلال عشر سنوات من الآن يكون معظم أصحاب الرتب العالية قد ذهبوا الي التقاعد تلقائياً.
      بذلك نكون قد حافظنا على تركيبة المؤسسة العسكرية مع التدرج في الاصلاح و الإحلال .

      تحياتي

  4. احكم تتار دارفور سيطرتهم على جهاز المخابرات وفرض الجنجويدي الريزيقي حميدتي ابن عمومته الفريق الريزيقي مفضل مديرا لجهاز المخابرات وبدوره قام فكي جبرين بتعيين شقيقه عبدالعزيز عشر نائبا للفريق مفضل..
    … هكذا هو حال السودان بعد مهزلة جوبا وانقلاب 25 أكتوبر.

  5. (المتوضيء جبريل)
    هههههه
    عجبتني الجزئية

    الاخ سيف العزل
    تحية و احترام
    أحفظ لحركات الكفاح المسلح تضحياتها الجسيمة في محاربة البائد
    لكن لا مصلحة تنظيمية لي مع تلك الحركات .
    انا في الشاطيء الآخر من النهر ، حيث شباب الثورة السودانية- الأحياء منهم و الشهداء
    انا مع الحكم المدني الديمقراطي.

    في ظل الدولة المدنية يمكننا تحقيق كل ما نستحقه جميعا .
    اي يمكنك تحقيق ما كتبته انت في التعليق اعلاه بالطرق المشروعة.

    مهما تنازعنا لا مفر من الحوار
    ان نتحاور اليوم خير من حوار الغد

    إسقاط الآخر لا يساعد على الحوار معه.
    لذا دعونا نتحاور مع الجميع بغرض الوصول بالجميع الي دولة مدنية.

    تحياتي

  6. تناقضات ….. تناقضات ….. تناقضات ،
    متى يحل حامد برقو مشكلة تناقضاته ؟
    ويثبت على رأيٍ صحيح ،
    دون أن ينقضه برأيٍ خطأ .
    مثال ذلك :
    يصف البرهان بأنه “ الجنرال التائه ” ،
    ويدعو فى نفس الوقت إلى عودة تركيبة مجلس
    السيادة السابق لإنقلاب البرهان ، برئاسة نفس البرهان !
    ويدعو إلى عودة الشراكه بين العسكر والمدنيين والحركات المسلحه ،
    بينما المعنيون بالشراكة والحوار أنفسهم قد تخلوا عن ذلك !
    ولا ينسى ان يؤكد إهتمامه وتأييده لإتفاق سلام جوبا ،
    الذى ليس عليه إتفاق ، ولم ولن ينتج عنه سلام !
    ومع ذلك يعرض حامد برقو الحل الأمثل الذى يراه ، ويقول :
    ” لذا من الأفضل أن نحافظ على ذلك الإتفاق المصيري
    ونعود بالأمور الي ما قبل 25 أكتوبر . ”
    وكأننا يا عمرو لا رحنا ولا جينا !!!

    1. الاخ River Nile
      تحية طيبة
      نحن هنا لنتبادل الآراء ، نصف رأيك عند أخيك.
      ما تراه تناقضاً ، يراه الآخر غير ذلك.
      برغم ان شخصي البسيط و كريم شخصكم نحمل الهم نفسه وهو خير الوطن و انسانه و الذي يكمن في( وحدة و حرية و سلامة السودان و السودانيين).
      – لأن الجنرال تائه، ادعوه للعودة الي المسار الصحيح. وهو مسار ما قبل 25 أكتوبر رغم كل عثراته.

      – حركات الكفاح المسلح اخطأت حين تآمرت أو تواطأت مع الانقلاب. مع ذلك أفضل التمسك بالاتفاق ، على الأقل قد أوقف الحرب بين الحكومة و تلك الحركات وهو مكسب أساسي و لا يمكن الإستهانة به.

      – مازلت ارى في الشراكة الثلاثيةبين ( العسكريين و المدنيين و ممثلي حركات الكفاح) اضمن السبل و أنجعها لعبور المرحلة الانتقالية و الوصول بالناس الي دولة مدنية مكتملة الاركان.

      ذلك ما كنت أعنيه

  7. بعض الذين ينشرون مقالاتهم غي الراكوبه لا يردون ابدا علي تعليقات وهذا اصوب و بعضهم يرد بأدب و بعضهم يرد ببذاءة و وقاحة و هذا كاتب واحد و واحد لا يسمح

    بالرد و التعليق علي مقالاته

    1. الاخ محمد
      تحية و احترام
      و لأننا جميعنا في رحلة التعلم ؛ أي اننا نتعلم من بعضنا البعض ؛ من الحصافة ان يرد صاحب المقال على تعليقات كرام القراء.
      خاصة أننا في هم مشترك ،أي ملك للجميع .

  8. يا استاذ برقو طالما انك تقترح عودة حمدوك ومجلس السيادة الذي كان قبل الانقلاب فأنك خارج الشبكة، حمدوك تخطاه الزمن ومجلس السيادة قبل الانقلاب لا نفع فيه الناس الآن ثائرة لكنس جميع العفن السابق الذي قادنا للانتكاسة. كلامك خارم بارم لا يثمن ولا يغني من جوع.

    1. الاخوين
      – حسن علي
      River Nile

      تحية طيبة

      قد أكون خارج الشبكة و على ذلك حديثي ( خارم بارم) أو فى ضلال- قديم كان أو جديد لكنني في رحلة البحث عن حل دائم و بكلفة أقل .
      لذا :-
      – ما هو الحل ؟
      – كيفية الخروج من ما نحن فيه؟

  9. إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
    فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ
    وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
    فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ
    وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
    فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ
    إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر
    فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ يَخونُ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..