مقالات وآراء

ياسر العطا في مهمته !!

أطياف

صباح محمد الحسن

علة هذا الوطن ووجعته أن ثوبه السياسي تتم خياطته خارجياً ، وان الكثير من السياسيين ، يستلمون الرداء السياسي جاهزاً، دون ان يكون هناك عملية مسبقة (للقياس) عليهم او على الوطن ، لأن التفصيل منذ البداية يتم بحجم وطول المصالح الخارجية فأحياناً الوطن يكون مقاسه (XL) لكن تختار له الدول الخارجية (XXL) ليسعها ويتسع للفشل والمؤامرة ، وأحياناً يضيق المقاس للحد الذي يحدث (فتقاً) فتبدأ عمليات الترقيع والخياطة الى أن يصبح الرتق مستحيلاً.

فالمشهد السياسي الحالي فيه من الضبابية مايجعل اليقظة والإنتباه واجبة ، ومن لا يعتبر من الماضي سيخسر حاضره ومستقبله ، فطاولة اللعبة السياسية، ليس فيها عدو، طالما ان ورق المصالح هو محور وأساس اللعب.

فبعد انقلاب قائد البرهان قد يلاحظ المتابع للمشهد السياسي أن الفريق ياسر العطا عضو المجلس الانقلابي ظهر ظهوراً إعلامياً مفاجئاً تحدث فيه عن نزاهة لجنة التفكيك التي هاجمها الفلول والعسكر وقام البرهان بحلها ضمن قراراته الإنقلابية ، علماً أن العطا كان رئيساً للجنة التي استقال منها او (انسحب) في وقت كانت بحاجة له أكثر من بعد، فعندما كانت تتلقى أوجع الضربات اعتذر العطا عن رئاستها، وكان هذا واحداً من اسباب إضعافها التي منحت يد الأعداء مزيدا من القوة لضربها ، فبعد الإنقلاب الذي كان العطا جزءاً منه وبعد ان تم حلها والتشهير بها وإشانة سمعتها خرج العطا ليقول (شهادة حق) في غير وقتها، فماذا تستفيد اللجنة من شهادة النزاهة بعد تفكيكها وإرجاع الأموال الى الفلول.

بعدها خرج العطا في حوار إعلامي جديد تحدث فيه عن رفضه وادانته لقتل الثوار في الشارع وقال ان شباب الثورة اصحاب حق وقضية علماً بأن العطا هو احد اعضاء اللجنة الأمنية التي وافقت على فض اعتصام القيادة العامة فكيف (يسكت) العطا عن مجزرة القيادة ليأتي ويقول الحق في شهداء مجازر مابعد الإنقلاب !!

والملاحظ كل هذه الحوارات الإعلامية التي تحدث فيها العطا بجرأة لم تغضب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ولم يتعرض فيها العطا للسؤال او المحاسبة بالرغم مافيها من توجيه اتهام مباشر للقيادة انها تقتل المواطنين دون وجه حق وانها تلقي القبض على الأبرياء النزهاء من ابناء الوطن ، كل هذه الحوارات والتصريحات تابعها البرهان من مكتبه على شاشة التلفزيون، وعاد العطا ليجلس معه في اجتماعات المجلس الإنقلابي !!

ليغادر العطا الى الخارج ويزور ذات الدول التي رسمت لنا خريطة المشهد السياسي ماقبل الوثيقة الدستورية (المقاسXL ) ، وزيارة العطا لم تنته في ايام او أسبوع، فالرجل الآن في مهمة خاصة يصنع له البرهان نفسه بيئة صالحة للقبول، فالبرهان قد يواصل في مشوار زيادة الازمات حتى يأتي العطا ويلوح بعصاة الحل الم يطالب الشارع بتنحي البرهان واستبداله بشخصية عسكرية أخرى.

فعودة العطا بديلاً للبرهان واردة ولن تكون مفاجئة لقائد الإنقلاب فالسيناريو تمت صياغته بموافقة البرهان ، مقابل الخروج الآمن دون محاسبة ، عندها سيأتي العطا ليترأس مكون عسكري جديد يفاوض قوى الحرية والتغيير ، ألم يحدثكم عمر الدقير من قبل عن ان الفريق ياسر العطا هو من وقت لمرافقة ممثليهم لزيارة المعتقلين بعد انقلاب البرهان.

المهم ان كان الفريق ياسر العطا هو الشخصية العسكرية البديلة ، والذي ستقدمه ذات الدول التي دعمت البرهان وساندته هل سيكون بديلاً ناجحاً يعمل لصالح الوطن، ويتخلى عن ترجيح كفة مصالح هذه الدول !

الظهور الإعلامي الأخير لياسر العطا وحديثه عن الوقوف بجانب الثورة ومناصرة لجنة التفكيك هل يشفع له ويغفر له ذنوب الماضي انه واحد من اعضاء اللجنة الأمنية للبشير ابان حكم المخلوع ، وعضو مجلس انقلابي ساهم في هذا الوضع الكارثي وكان جزءاً منه، وعضو اللجنة الأمنية مابعد زوال البشير وواحداً من أعضاء المجلس العسكري الذي وافق على فض اعتصام القيادة العامة.

فمن الذي يخلف البرهان هو الأهم من ذهابه، فابنعوف عندما تنحى من منصبه كان الفريق البرهان بديلاً كارثياً سقانا كأس المُر والوجع ، فذهاب قائد الجيش وحده لا يكفي فلطالما انه تحدث عن وجود لجنة أمنية عسكرية سيأتي العطا ليحتضن هذه اللجنة، التي ستعمل صامتة اثناء الفترة الانتقالية وتكشر عن أنيابها لتأتي بالفلول تحت لافتة الانتخابات !! .

طيف أخير:

الضربات التي تلقيتها إن لم تغير فيك فيجب ان لا تنهض الأفضل ان تكون مستلقياً.

الجريدة

‫5 تعليقات

  1. ياسر عبدالرحمن حسن العطا خايس معروف بالارتزاق وقيض الثمن …
    مرتزق من الدرجة الاولى حتى مزايداته الصبيانيةالهدف منها زيادة سعر ارتزاقة ليس إلا !!

  2. ١-
    اقتباس:
    (…فعودة العطا بديلاً للبرهان واردة ولن تكون مفاجئة لقائد الإنقلاب فالسيناريو تمت صياغته بموافقة البرهان ، مقابل الخروج الآمن دون محاسبة ، عندها سيأتي العطا ليترأس مكون عسكري جديد يفاوض قوى الحرية والتغيير.).
    ٢-
    تعليق:
    الاستاذة/ صباح.
    (أ)-
    البرهان لن يتنحي لياسر العطا او لغيره من العسكريين.
    ولن يتنازل عن الحكم لاي مخلوق كان.
    ولن يستقيل، ولا ان يعتذر عن مواصلة الحكم.
    ولن يقبل ان يسلم السلطة لاي جهة مدنية او عسكرية.
    وسيبقي في السلطة، او بمعني اخر “من القصر الي القبر”.
    (ب) –
    البرهان درس في الكلية الحربية وتعلم ، ان العسكري الذي ينجح في انقلابه، عليه ان يبقي في الحكم الي ان يرحل عن الدنيا، هذا البرهان لا يختلف عن النميري والبشير، وصدام حسين وبشار الاسد، والقذافي وعلي صالح… وابوهم الكبير ادولف هتلر.
    (ج)-
    واخيرآ، لا اعتقد ان ياسر العطا هو الرئيس القادم باتفاق مع البرهان ، فهو يعرف نفسه حق المعرفة انه مكروه علي المستوي الشعبي لانه شارك في مجزرة القيادة العامة، ومكروه بشدة من رفقاء السلاح بسبب توريط الجيش في المجزرة.

  3. شكر ا يا استاذ بكري هذه هو التحليل الصائب. وخليك من كلام صباح فهواؤها مع “قحط”

    1. الحبوب، حسن علي.
      تحية طيبة.
      ١-
      الاستاذة/ صباح لم تخطئ في تحليلها شخصية الجنرال/ العطا، وانه قد يكون (الدوبلير) لعبدالفتاح البرهان،علي اعتبار انه في سودان اليوم كل شيء متوقع حدوثه، وعلي سبيل المثال من كان يظن ان “حميدتي” سيكون له شأن خطير …. وراينا اي شأن هو الان فيه؟!!
      ٢-
      يا حبوب عمك الصائغ ، وصل مرحلة متاخرة من العمر ورايت الكثير من العجب العجاب والمفارقات المذهلة ، لذلك لن استغرب اذا جاءت الاخبار وافادت ان العطا قد اصبح هو رجل السلطة رقم واحد و”حميدتي” نائبه الاول… والبرهان سفير في اسرائيل!!
      ٣-
      يا حبوب، ما كتبته الاستاذة/ صباح أخذه مأخذ الجد، خصوصآ ان باقي فلول جنرالات البشير في القوات المسلحة مازالوا يتعاملون مع الواقع المعاش بنفس عقلية “الكاكي يعلو ولا يعلى عليه “!!
      ٤-
      رغم انني كتبت في تعليقي الاول ان البرهان لن يتخلي عن السلطة، الا ان “البيان العسكري رقم واحد” ممكن سماعه في اي وقت!!

  4. كلام الاستاذة صباح وارد جدا خصوصا ان كانت تملك بعض التفاصيل الخفية كونها صحفية محترفة ولديها مصادر
    المطلوب عمله مهما كان ما سيكون هو عدم السماح للعسكر بالمراوغة وذلك بوضع نصوص وجمل واضحة لآ تحتمل أي تفسير أخر في أي مخرجات ستكون معهم
    مهام الجيش .الشرطة وباقي الاجهزة النظامية واضحة ومحددة وخضوعها للسلطة المدنية ولا دخل للعسكر بالمطلق في شأن إدارة الدولة.
    على القوي السياسية عليها ان تجهز رؤيتها الكاملة باتفاق الأغلبية العظمي في اي مفاوضات مقبلة والالتزام الصارم بما اتفق عليه ولا مجال لاي اجتهادت فردية أو حزبية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..