مقالات وآراء

فلتقرأ ايها الشعب السوداني المغيب والمخدوع ! 

شوقي بدري

 

ما تعرض له اهلنا الهوسة من فظائع تفوق تصرفات النازيين جعلني افكر كيف صرنا نحن المحتقرين اليوم من دول الجوار وغير دول الجوار نحتقر اهلنا . ماحدث لعشرات السنين في الجنوب دارفور ، جبال النوبة ، جنوب النيل الازرق وحتى داخل العاصمة من فظائع من قنص للبشر اغتصاب مذابح ، من المفروض أن يجعلنا نلتفت لحالنا ،، المايل ،، .

لقد حذرنا احد اكبر شعراءنا مفكرينا وفلاسفتنا الشيخ محمد سعيد العباسي الذي ساعدة الحظ في التواجد خارج  السودان في بواكير القرن الماضي . شاهد الحضارة التقدم وانطلاق الامم . قال في يوم التعليم ما يعتبر من الدرر.

فلـو درى القـوم بـالسـودان أيـن هـــــمُ

مـن الشعـوب قَضَوْا حـزنًا وإشفـاقــــــــا

جهلٌ وفقـرٌ وأحـزابٌ تعـيثُ بـــــــــــــه

هدَّتْ قـوى الصَّبر إرعـادًا وإبراقـــــــــا

إن الـتحـزُّبَ سُمٌّ فـاجعـلـوا أبـــــــــدًا

يـا قـومُ مـنكـم لهـذا السمِّ تِرْيـاقـــــا

 

اصدرت حكومة خادم الحرمين ومالك صكوك العروبة قرار  في الحج يضع السودان في مكانه الطبيعي في المجموعة الافريقية الغير عربية . الشكر والتحية للسعودية لتأكيد كل ما كنا نعرفه وندعوا اليه طيلة حياتنا . لبس طواقي الآخرين ومحاولة دخول نادي العروبة جعل  السوداني يبدو كمسخ فاقد للهوية واحترام الذات . كيف نطالب بالاحترام ونحن نتخلى عن هويتنا قيمنا تراثنا وتاريخنا ونحارب كمرتزقة دفاعا عن نظام قيصري شرير يتعارض وجوده مع تعاليم الاسلام . يطلق جدهم واحفاده الغارقون في الفساد الخطيئة والظلم اسم جدهم على بلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لقد تعمدت الانقاذ كسر شوكة السودانيين تشريدهم اجبارهم على الهجرة لتسيطر على السودان لمصلحة لصوص الكيزان وتنظيمهم العالمي. من المفروض أن تعيد الثورة للسودان كرامته وعزته في المكان الاول . عدم الاحترام الذي صار العرب يظهرونة بدون خوف او خجل نحو السودان والسودانيين نابع من تصرفات الحكومة نحو مواطنيها وخضوعها للامارات السعودية وحتى مصر …. تصور . وجثوان امام قيصر الروس الجديد ليتكرم علينا باستعبادنا !!

البكا بيحرروه اسياده . اذا لم تحترم نفسك كيف تطلب احترام الآخرين ؟!

في يوم الخميس 21 أبريل 2022 وبعد الخامسة مساء كنت اقود السيارة ومعي سيدة سودانية اشتهرت بادبها  ونبلها. الغرض كان  الحصول على نسخة مفتاح الشقة التي عند صديقتها لانها قد اضاعت المفتاح . من العادة في السويد أن يضع الانسان نسخة او اكثر عند صديق او قريب تحسبا لفقد المفتاح . كان من المفروض أن تذهب السيدة لتغيير الكرونات الى دولارات قبل السادسة.

قمت بعملية التفاف سريعة بعد الحصول على المفتاح . اتت سيدة عربية من الاتجاه المعاكس وكان في امكانها ان تدوس على الكابح بسهولة لأن الحركة في الشارع هى 30 كيلومتر في الساعة كحال الكثير من الشوارع في السويد ، الا ان السيدة اصيبت بنوع من الهلع وقامت بالاصطدام بسيارتي من الخلف . وبطريقة هستيرية بدات في  الحديث في تلفونها مع شخص وتوجيه ،،المعلوم،، من الشتائم العنصرية المعهودة من العرب نحو السودانيين وبقية السود. حاولت تطمينها بأني اتحمل كل المسؤولية وافهامها أن لى تأمين شامل ، الا انها رفضت الاستماع وبدأت في الحديث مع الشخص الآخر في التلفون ورددت الاساءة العنصرية المعهودة.

لحسن الحظ ظهر ثلاثة  من الشرطة الشباب منهم فتاة معقولة حاولت تهدئة السيدة العربية الهستيرية التي كانت تطلب حماية الشرطة وكأنها تواجه وحوشا . الشرطية كانت تقول أن السيدة قد اطدمت بي من الخلف وهذه غلطتها وبما أنه ليس هنالك مصاب ونحن لا نقوم بقفل الطريق فالشرطة لن تتدخل ويمكن أن يتم تسوية الامر عن طريق شركات التأمين. قلت للشرطة انني اتحمل مسؤولية الحادث لانني قد قمت بعملية التفاف ولم اترك فرصة كافية للسيدة وهذا ما حاولت كل الوقت أن اقوله للسيدة . وقمت بشرح الامر للسيدة بهدوء وبدأت في ممارسة بعض المعقولية . اقتنعت الشرطة وارادوا أن ينطلقوا لعملهم . طلبوا منا ان نقوم بتصوير رخص القيادة وابلاغ شركات التأمين . بعدها قمت بلوم السيدة على كلماتها العنصرية . تغير اسلوبها تماما وبدأت بالاعتذار بصدق وكانت تقول انها تشعر بالخجل ولن تحس بالراحة قبل أن تعرف اننا قد غفرنا لها الاساءة . وبعد جهد وتطمين باننا نغفر لها كل شئ ونتفهم موقفها ابدت الارتياح.

كان في امكاني أن استند على كلام الشرطة وأن السيدة لم تدس على الفرامل اذ لم تترك اثرا على الشارع وتم الاصطدام من الخلف الخ . وساتكفل بدفع 150 دولارا  التي هى ما يعرف بالجزء الاول من تكلفة التصليح .

احسست بأن السيدة صادقة في اعتذارها . ولاحظت انها كانت ترتدي ملابس العاملين في شركة الاسكان التابعة للبلدية ، والتي تسيطر على ثلث الشقق في المدينة. بالنسبة لى انا اعتبر كل البشر العنصريين من ضحايا التربية الخاطئة العقد النفسية وهم من يحتاجون للمساعدة والعلاج ، والسيدة العربية  ،،آيات الحلو،،  التي ساضع صورة رخصة قيادتها في هذه المادة انسان معقول الا انها مثل الاغلبية العظمى من العرب مشبعون بالعنصرية نحو العبيد السود من امثالنا . السيدة السودانية صاحبة المظهر والهندام الجيد تعتبر في السودان بيضاء او فاتحة اللون .

ارجو أن يفكر المسخ السفاح كوشيب وامثاله مثل هلال، حميدتي ومن قتل اغتصاب نهب وحرق بانهم غير مقبولين في جنة العرب . واليوم يتعرض احبابنا من الهوسة للقتل فقط لانهم هوسة . اهل جنوب النيل الازرق يعتبرون من العبيد السود بواسطة الكثير من السودانيين الذين يعانون كالمرضى النفسيين والموهومين بعروبتهم …… ما اروع أن نكون سودانيين فخورين بهويتنا محبين لبلدنا وكل اهلنا . لعن الله الشوفينية والجهل.

الابن منتصر ناصر الذي ابدع في رئاسة الجالية السوداني لخمس سنوات اظن أنه لا يوجد هنالك الا عدد قليل من الجاليات السودانية التي نعمت بروعة مثل هذه الجالية ولجنتها من خمسة من الاعضاء الكرام ارادوا تسليم الجالية للجنة جديدة ورفض المؤتمر الامر اكثر من مرة .

قبل سبعة سنوات تقدم الابن منتصر واسرته لحق اللجوء في السويد . أثناء الانتظار في القاعة الكبيرة جلس امام مجموعة من العرب الذين كانوا يناقشون اللجوء وانجع الطرق للحصول على الاقامة . السيدة التي كانت تقدم النصح لطالبي اللجوء العرب وامام المترجمين كانت تتبرع بمعلوماتها وتصوراتها . كانت تنصح الرجال بالتزوج بسويديات وأن الامر جد سهل لأن السويديات لا يتوقفن ولا يترددن في الزواج بأى انسان حتى السودانيين .

قام منتصر بابلاغ المسؤولة بتصرف السيدة العربية . تغير وجه المسؤولة غضبا . ومنتصر كان يقول انه حتى اذا تنازلت المسؤولة عن حقها في المحاسبة الا انه كسوداني لن يتنازل عن حقه ، وهنالك العديد من الشهود ومنهم المترجمين الذين توظفهم مصلحة الاجانب .

منتصر كان يقول انهم قد تركوا السودان بسبب الظلم الشوفينية العنصرية الحروب انعدام الحرية والتفرقة الخ . ويجد صعوبة في فهم انه سيعيش في نفس البلد مع سيدة تحمل هذه الافكار العنصرية وهى طالبة لجوء وهذا يطعن في حقها أن تعيش في بلد حر يضمن حقوق الانسان ويحارب العنصرية .

المسؤولة كانت تقول أن مصلحة الاجانب ليست مخولة لاستقبال البلاغات ولكن نقطة البوليس الصغيرة خارج مصلحة الاجانب هى المسؤولة .

بالرغم من غضب المسؤولة الا انها كانت تلفت نظر منتصر أن البلاغ سيكون له اثر كبير وسيئ على طلب السيدة لحق اللجوء .

لحسن حظ السيدة العربية أن نقطة الشرطة الصغيرة كانت مغلقة . لهذا طلبت المسؤولة من السيدة العربية أن تحضر في الغد مع منتصر لاكمال تسجيل البلاغ الذي سيكون قضية جنائية

كسوادني مليئ بالانسانية والعشائرية والبعد عن الاضرار حتى بمن اخطأ في حقنا . لم يكمل منتصر تسجيل البلاغ الجنائي .

https://i.imgur.com/IxyGGtg.jpg

 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. عمنا العائد شوقي بدري لكم التحية والتبجيل والتسجيل لكل هذه اللحظات التاريخية المفصلية ولا نملك الا ان نقول لك وانت تذكرنا بنفس الإمام طيب الله ثراه ،لا نملك الا ان نقول لك( وهو كذلك ) والي الإمام ودمتم

  2. الاخ شوقي
    لا ارى سببا واحدا لغضب احينا منتصر
    فكلمة/ حتى السوادانيين / تفوهت بها العربية بطريقة عفوية واكيد لم تقصد الاساءة
    فيجب الا نجملها ما لاتطيق وحسنا فعلت بعدم استمرار منتصر في البلاغ

    1. عندما اقول مثلا هذا موضوع يمكن ان يفهمه اى غبي حتى سعدون سوداني ، هل سيجعلك هذا سعيدا . في القانون لا يتعامل مع اذا تصرفت بعفوية او عن فصد . الاساءة كانت موجهة الى السيدات السويديات وهم اكثر خلق الله اعتدادا بانفسهن وبلغن درجة من القوة الحرية لم تبلغها كل النساء في العالم . المسؤولة غضبت ووافقت على البلاغ الجنائي . لماذا من كل اهل العالم تقول السودانيين . هذا يعني انها تعتبرهم احط البشر قدر أ اذا كنت توافق على كلامها فانت لا تستحق احترام المسؤولة التي غضبت لحق السودانيين

  3. العزيز حامد لك التحية والشكر على الكلامك الجميل . افتكر العلامة دي كتيرة ، بس من ادبك …. دمت .

  4. مان لمنتصر ان يتنازل عن حقه ،،،، انت لا تعرف كيف يتعامل العرب مع السودانيين في دول الغرب ،،،، هذا الاهتزاز في الشخصية السودانية سببه من يسمي بابو الاستقلال عندما اختار للسودان ان يكون عبدا عربيا بدل ان يكون سيدا في دول الكومونولث

  5. الزول ده عندو حساسية شديدة تجاه العرب يريدنا أن نكون مثله أو أنه يخجل من سواده.. يا أخي هذه العصبيات ستستمر إلى قيام الساعة ولا يمكن تجاوزها الا بالترفع عنها فمن أكرمك أكرمه ومن سفهك فابتعد عنه وبعدين اذا قالوا علينا عبيد فهم عندنا حلب ولا فرق بينهما من ناحية عنصرية…اما ان كنت تقصد استغلالهم لنا فالعيب فينا وانظر إلى مايحدث عندنا الآن إلا يجعل الآخرين يسيل لعابهم لاقتناص الفرصة.

  6. لا فض فوك الاخ Mohd
    الامركما قلت فالتنطع والتنطح على الفارغة لن يجدي فتيلا وعلينا ان نتعامل مع الواقع
    اها العالم ينظر للسودانيين بانهم احط بشر طيب اها نعمل شنو ؟
    سيدة قالت حتى السودانيين بطريقة عفوية
    وانا كسوداني برضو ممكن اقول حتى نحن بقبلوا بينا ؟ اها دا الواقع والواقع ما بتغير بالشكوى والبكاء وفتح البلاغات اللون لا يمكن تغييره والسحنة ولكن علينا ان نسد كل دلك بالفهم والوعي والتسامي فوق الاخطاء والترفع عن الصغائر
    اما الاحتجاج فقد قالو قديما ) فاحتج لمن شئت تكن اسيره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..