أخبار السودان

تعرْض محامي الطوارئ للمضايقات .. العدالة “تُمتهن وتُمتحن”

تقرير: مريم حسن

في وقت سابق كشفت مجموعة (محامو الطوارئ) عن اعتقال السلطات عضو بالمجموعة الحقوقية الطوعية من داخل مستشفى أم درمان أثناء مباشرة إجراءات جثمان الشهيد أبو بكر غيمة ، بعد إبلاغه بأنه متهم تحت المادة 130 من القانون الجنائي . وقالت المجموعة، يوم الجمعة الماضية : إن ما تعرض له عضو المجموعة ، صالح بشرى المحامي، يأتي استمراراً لمنهج استهداف رمز العدالة والقضاء الواقف ، مؤكدة “التصدي له بكل ما أوتوا من أدوات مقاومة سلمية “.

ملابسات الاعتقال

وذكرت المجموعة في بيان لها أن صالح بشرى يقف دائماً في الصفوف الأمامية لنشاط مجموعة (محامو الطوارئ) ، وهو من قام بالإبلاغ عن استشهاد الشهيد “أبوبكر غيمة” خلال مواكب أم درمان يوم الخميس ، بعد أن وصلته المعلومة ، وأضاف البيان: ” وبهمته المعهودة هو من باشر اجراءات أورنيك 8 والتشريح ، وهو ما درج محامو الطوارئ على القيام به منذ قيام الانقلاب وتتبعهم للاجراءات القانونية المتعلقة بالشهداء”.

وتساءل البيان: “ما هو سبب استدعاء الأستاذ المحامي صالح بشرى ، و اقتياده من مشرحة أم درمان بطريقة مهينة وصلت إلى درجة منعه من استقلال عربته الخاصة ، وتم الرد عليه عند سؤاله عن سبب الاستدعاء، بأنه متهم تحت المادة (130) جنائي”.

ووصف البيان ذلك بأنه: “استهداف خطير ومعاملة لا تليق بمن نذر جهده ووقته وروحه حتى يستقيم ميزان العدالة، كما هو انتهاك واضح لقانون المحاماة وحصانة المحامي”.

ويرى محامون أن توجيه الاتهام للمحامي فيه تلفيق ، ولابد من استئناف الاجراءات لان التهمة غير منطقية وسينتظرون حتى يتم تحويل القضية إلى المحكمة .

صوت حق

وتعليقاً على ذلك الحادث يقول المحامي معاوية رفاي: إن خطوة اعتقال المحامي بشرى، تعد من المضايقات التي يتعرض لها المحامون لأنهم يمثلون صوت الحق، مضيفاً : لذلك هم يتعرضون لصعوبات في عملهم مثل الصحفيين ويكونون عرضة لمسائل التحقيق، واشار رفاي إلى ان الحقائق ستبين .

مقاومة للسلمية

ويصف السياسي والكاتب محمد فاروق سلمان الواقعة بانها تطور جديد في مقاومة السلمية و يتجاوز التهديد المباشر للشباب والنشطاء ، واشار فاروق إلى أن التهديد للعدالة يزيد من قيمتها، واضاف باننا بعدين جدا من ان نثق في اجهزة الدولة و مؤسساتها القائمة لان استهدافها لا ينفصل عن النضال السوداني من أجل تحقيق عدالة حكم القانون والمحامون يكون أكثر عرضة لذلك.

ازدياد الفجوة

ووصف عضو الحرية والتغيير والمحامي معز حضرة الخطوة التي تمت ضد المحامي بشرى بالخطيرة جدا، وقال إنها (ستدق اسفينا كبيرا جدا) بين الشرطة والمجتمع السوداني لان الشرطة في بلاغاتها الدائمة ومن خلال بياناتها بعد الاحداث السابقة تقول انها لم تأتها بيانات عن مقتل شهداء أو غيره.

واشار معز إلى ان بشرى محامي معروف وممارس لعمله ،ذهب وتقدم لان من حق أي شخص أن يذهب و يبلغ الشرطة بمعلومة و لكن لان هنالك قصداً من مدير السجن ضد المحامي وضد الحراك يقوم بفتح بلاغ و هذا ليس من حق من يقوم بذلك ولكن هذا يخبرنا ويؤكد لنا التدهور الفظيع في الحياة العادية في السودان.

ووجه نداءً لقيادات الشرطة وعقلاء الشرطة ان يقوموا بابعاد امثال هؤلاء الضباط الذين يتحرشون بالمحامين والمحاميات والذين يقومون بفتح مثل هذه البلاغات الكيدية على حد قوله.

واضاف: اذا استمر هذا الحال بهذا الوضع سوف تزداد الفجوة بين الشرطة والشعب وهو أمر خطير جدا يساعد على تدهور الوضع الأمني لأن الشرطة هي في الاصل قوة مدنية ، وهي جزء من هذا المجتمع المدني فإذا تباعدت هذه الشقة بين المجتمع المدني وبين شرطته في مثل هذه الافعال الكيدية هذا الأمر سوف يولد اشياء خطيرة جدا جدا وتهدد السلم المجتمعي.

و كرر حضرة الدعوة لقيادات الشرطة بايقاف مثل هؤلاء الضباط وهم كثر وليس شخصا واحدا وان مايحدث الآن من تمزق وحرب قبلية وجهوية الشرطة يجب ان تلعب فيها دورا اساسيا يتميز بالحكمة والمسؤولية وان مثل هذا السلوك سوف يؤجج الفتن ويؤجج المشاكل ويخلق ازمات ترهق السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..