أهم الأخبار والمقالات

مصير مفزع ينتظر رجل الأمن عندما تنكشف هويته في عهد الإنقاذ

د. سارة عيسى

بالفعل، من ضمن الاشياء التي كشفتها هذه الثورة، هو العدد الكبير من الشباب الذين ولجوا باب الأجهزة الأمنية، فهم يمثلون مختلف التخصصات وفئات المجتمع وخريجي الجامعات، ولاول مرة تطرق النساء هذا المجال الذي كان محصوراً على الرجال في السابق، وكلنا نذكر خريجة كلية الإقتصاد بجامعة الخرطوم والتي تم التعرف عليها وهي تعمل في  معتقل موقف شندي ، حيث كانت شديدة السادية وتتلذذ بتعذيب النساء ، الظروف الإقتصادية السيئة هي التي دفعت هؤلاء الشباب للإلتحاق بهذه المنظمة الكريهة ، حيث أعتقد بعضهم ان العمل بجهاز الأمن يؤمن لهم لقمة العيش والحياة الرغيدة ، كما يعطيهم الحماية ويمنحهم سلطة مطلقة يُمكن استخدامها لتحقيق المآرب الشخصية ، حتى وقت قريب كان منسوبي هذا الجهاز يتباهون بالعمل في جهاز الأمن ، ويتفاعلون في مواقع التواصل الإجتماعي بتحميل صورهم وهم يرتدون الزي الرسمي ويحملون السلاح، وكلنا نذكر كيف كان الفنان جمال فرفور يفتخر بأنه يعمل في جهاز الأمن ، والشئ الذي لا يدركه هؤلاء الطامحون ان عمل أجهزة الأمن والمخابرات يرتبط بحماية المواطن وتأمين البلاد من الأخطار الخارجية ، وفي بعض دول العالم تكون وظيفة هذا الجهاز استشارية ومنصرفة لتحليل المعلومات ، ولا علاقة لها بفض أعمال الشغب او ممارسة الإعتقال ، ومن المفترض بان لا يكون سلطة تنفيذية تنفذ عدالة الشارع  كما يحدث الآن ، وحديث صلاح قوش بإعدام المتهمين – كما قال في التسريب الصوتي الخاص بالفتاة الشيوعية القاتلة – يفضح السلطة المطلقة لهذا الجهاز ، والدليل على ذلك اعتقال الشهيد الأستاذ/احمد الخير من منزله وتعذيبه حتى الموت من دون الرجوع للنيابة أو المحاكم ، وما كان ذلك ليحدث لو كان هناك فصل في السلطات.
والان والانتفاضة تدخل شهرها الثالث بدأ الثوار يكشفون الهالة الكبيرة التي تحيط بهذا الجهاز وكيف يعمل في الأرض ، فتماسك المجتمع السوداني ، ووحدته ، وإحساسه بالخطر ، جعل الجميع يرصدون أدوات الأمن في الشارع ، فاستطاع النشطاء من خلال تجاربهم في النضال داخل اروقة الجامعات من رصد الكثير من عملاء وتوثيق صورهم ، بل وصل الأمر لمعرفة ارقام هواتفهم واين يسكنون وفي أي سنة تخرجوا من الجامعة ، وكل من انكشفت هويته انزوى وتوارى عن الانظار ، فالمعروف في طبيعة الأجهزة الأمنية تحت ظل النظام الشمولي انها لا تحمي افرادها عندما يسقطون ، وهي  تتخلص منهم حتى لا يكونوا خيطاً يقود لبقية المنظومة ، فيتم التخلص منهم إما عن طريق قتلهم او السماح لهم بالهروب للخارج ، وفي كلتا الحالتين يكون مصيرها بنفس السوء الذي كانوا يذيقونه لسجنائهم ، فالهروب إلى دولة أوربية يسهل من التعرف عليهم من قبل الناشطين في الخارج ، وربما يقود ذلك لمحاكمتهم وإستنطاقهم عن طبيعة عملهم الامني السابق ..او من الذي كان يصدر لهم الاوامر بقتل وتعذيب المعتقلين.
لذلك بقى امامهم خيار واحد من قبل رؤسائهم وهو اغتيالهم والزعم انهم ماتوا قضاءً وقدراً ، ولن تنقصهم الحيلة في تدبير ذلك .فالله جنوداً من العسل او (البوش) المسموم.

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. انشالله سوف يتم الغاء جهاز الامن والمخابرات والنظام العام وهذه ادوات حكومه اسات لاستخدام السلطه وبقتها سلطه ما سلطه
    وسوف يكون العمل من جهاز يين الجيش والداخليه فقط تحت اشراف السلطه القضاييه

  2. الـــعــدالــة الانتقـــالية آتية لا ريب فـــــيها ..
    #السودان_مسيرات_الخلاص_الكبري
    فقط صــوروا وأنشـــروا .. صــور وأنشـــر ، صــور وأنشــر ، صــور وأنشـــر ..
    ——-
    عـلـي كـل مـن تســول لـه شـياطينه الإعـتداء والـقـتل والتنكيل ، أو إلـقـاء القبض عـلي مـواطن أو مواطنة وهـو يمارس حـقـه الشرعي و الدستوري في رفض الـغـلاء وتجـويـع أهله وعـائلته والتظاهـر الـسـلـمـي ..
    عـليه أن يـعـلـم إن هذا الاعتداء الـغـاشـم المنظم الممنهـج الذي طال مجموعات واسعة من المواطنين بالـقـتل والتنكيل والضرب بالسياط والـعـصي الكهربائية ، يشكل جريمة ضد الإنسانية وفق اضيق تعريفاتها ..
    فلا تجعلوا الجهل بقواعد المسؤولية في هذا العصر تعميكم عن حقيقة بديهية وهي ان هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم ، وان هذا التوثيق العفوي سيكون ذا شأن في محنتكم ..
    كما يجب ان يفهم قادة النظام وتحديدا هنا قادت الشرطة والأجـهـزة الأمــنية الذين يعلمـوا سواءً بالإخطار المباشر او من خلال الدستور ان الاعتداء وقـتل المتظاهرين السلميين وإعـتقالهم يـشـكـل جريمة ، وبأنهم ستتم محاسبتهم على كل كبيرة وصغيرة يرتكبها جنودهم وعليهم ان يفهموا ان وسائل التوثيق التي تطورت في الأعوام الماضية فقط تمكن من محاسبة المسؤولين من الرئاسة الي أصغر جندي ..
    يجب ان يعلموا أنهم سيواجهون العدالة وسيعاقبون على التقاعس عن أداء الواجب في حماية المتظاهرين ، واستغلال السلطة بالاعتداء على مواطن اعزل يمارس حقه الطبيعي والدســتوري في التظاهر ضــد الـغـلاء ..
    كما ان الضباط المسؤولين الذين يسيرون خلف جنودهم وكأنهم يقودون قطـعـان من الذئاب سيقفون أمام العدالة يوم لن يشفع لهم أي من قادتهم المتجردين من انسانيتهم لأنهم سيكونون في شأن يغنيهم عن اعانته ( فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) ..
    يجب ان يفهم منفذي القانون ان التذرع بتنفيذ الأوامر لا يعفي من المسؤولية الجنائية ، وان الجرائم التي يرتكبونها ستثبت عليهم بالصور والفيديوهات التي يظنون انها مجرد إلهاء ومناضـلـوا كيبورد ..
    ولـيعلموا ان العالم قد تغير وربما كان من صالح العدالة في هذه البلاد ان بقي المجرمين الفاسـدين تجار الـدين في السلطة حتى جاءت ثورة الاتصالات بهذا التطور الدقيق في رصد وتوثيق الاحداث..
    عليكم ان تعلموا ان الـطـغـاة والـجـبابرة والـجـزارين عــبر الـتاريخ والـقـرون سـاقـطـون مهما اوتيتم من قدرة على القهر فلن تستطيعوا ان تقفوا ضد إرادة شعب بأكمله ..
    وهذا الخطاب موجه لمن مازال فيهم بقايا ضمير ومهنية في جهاز الشرطة وجهاز الأمـن ..
    فحماية ظهر شعبكم أكرم لكم من السير في ركاب الخيانة العظمي لقيم الإنسانية وقيم المهنة وفي سبيل حماية الطغاة الذين سيتخلون عنكم عند انهيار السد واندلاع العاصفة ، ويوم الـهـروب الـعـظـيم ..

    الحساب العسير لسدنة وكلاب العصابة الـضـالـة الـمـســعـورة

    يـكـفـي رقـيـص فـاجــر عـلـي رفــات الـشـهــداء
    يـكـفـي رقـيـص داعـــر عـلـي أشــلاء وطــن

    الـمـحـامـي / الأســتاذ عـلـي عـجــب

    #تـسـقـط_بـس

  3. د. سارة عيسى نتشوق الى قراءة مقالاتك ولكن في الفترة الأخيرة لا نجدها على مواقع النت, الرجاء مواصلة الكتابة على موقع الراكوبة مع أخلص التحايا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..