مقالات سياسية
محمد حسن العمدة29 يوليو، 2022
مبادرة وطنية لقوى الثورة الطريق الى الحوار بين مكونات الثورة جميعها

محمد حسن العمدة
ايمانا منا بأهمية الحوار بين القوى الثورية في مرحلة الثورة وبعدها وأهمية العمل المشترك المستفيد من أخطاء التجارب السابقة وترسيخا لمبدأ عدم الإقصاء وإثارة الكراهية بين مكونات الثورة وصولا لمرحلة إسقاط نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ وإمتداده إنقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ وإستكمالا للحراك الفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والعمل الخارجي وإيقاف الحرب لإحلال السلام وإيمان راسخ بأهمية لجان المقاومة عبر مكوناتها ومسمياتها ودورها العظيم في الثورة السودانية ، ولذلك عند الحديث عن اي حوار لا بد من الاطلاع على مواثيق لجان المقاومة بالعاصمة والاقاليم كاخر محطة مخاض فكري عظيم نحو تأسيس الدولة السودانية المنشودة ، تمخض العصف الذهني والابداع الثوري للتوصل لميثاقين مهمين هما :
١- ميثاق تأسيس سلطة الشعب تنسيقيات اقليم الخرطوم .
٢- الميثاق الثوري لسلطة الشعب تنسيقيات الاقاليم
ما يهمنا هنا تحرير المواثيق من بعض البنود التي في ظاهرها وضع شروط فهمها البعض مقيدة الحوار الشامل وفي باطنها التجويد للحوار ، فهما اعاق الحوار حتى بين تنسيقيات المقاومة نفسها ولكن وبعد الاطلاع الثاقب على الميثاقين اعلاه اتقدم بالتفسير ادناه:
الميثاق الثوري لسلطة الشعب تخلو بنوده خاصة الاحكام العامة من قيود الاستثناءات والشروط في الحوار والتوقيع
ميثاق تاسيس سلطة الشعب هو الذي يحتاج لاعادة قراءة ولتحريك البنود وتحريرها من الجمود الظاهري الذي اخل بمضمونها واوقف حتى مبدا التفاوض بين ميثاق تنسيقيات العاصمة والميثاق الثوري !
ورد في ميثاق تأسيس سلطة الشعب المطروح في ٣١ مارس ٢٠٢٢ في الأحكام العامة الأتي :
١-١ هذا الميثاق مطروح من تنسيقيات لجان المقاومة ولاية الخرطوم للتداول والتطوير والتوقيع عليه من تنسيقيات لجان المقاومة بولايات السودان المختلفة وكل التنظيمات المهنية والنقابية والمطلبية والنسوية وتنظيمات معسكرات النازحين واللاجئين والاتحادات العمالية والطلابية والفئوية والتنظيمات السياسية والثورية الرافضة لعسكرة الحياة السياسية والساعية لاسقاط الانقلاب على ان تكون لجان المقاومة هي الداعية للتعديلات … انتهى الاقتباس
مناقشة البند ١.١
من البند أعلاه فإن هذا الميثاق مطروح للتداول على كافة الكيانات الثورية المنصوص عليها أعلاه بما في ذلك التنظيمات السياسية الرافضة لانقلاب ٣٠ يونيو وامتداده ٣٠ اكتوبر وبما ان الازمة الراهنة في المقام الاول ازمة سياسية نتجت عن تجربة الفترة الانتقالية الموءودة وامتداد لمؤامرات تكررت خلال العقود السابقة على الشعب السوداني فان ما ورد في الشروط والاستثناءات ٢.٢ يعتبر شرطا منطقيا تقتضيه ضرورة وقف نزيف المؤامرات التاريخية بين العسكر والساسة والتدخلات الإجنبية وهذا يتطلب الاعتراف بالاخطاء والاعتذار عنها :
٢.٢ يجب على كل القوى المدنية والسياسية التي قبلت وشاركت في التفاوض الذي قاد لانتاج الشراكة مع المجلس العسكري والتسوية السياسية اصدار نقد ذاتي مكتوب للنهج الذي إتبنت عليه تقديرات دخولها في تجربتي التفاوض والشراكة وتقديم المراجعات المنهجية لممارستها السياسية خلال الفترة الانتقالية ونشره جماهيريا قبل التوقيع على هذا الميثاق … انتهى الاقتباس
مناقشة البند ٢.٢
ووفقا لهذا البند فان هنالك قوى سياسية مارست فضيلة النقد و الاعتراف بالخطا والاعتذار عنه هذه القوى هي :
الحزب الشيوعي السوداني وفق المراجعات التي نشرها من قبل ونقده للفترة الانتقالية وعلاقته بقوى الحرية والتغيير وفقا لوثيقة (السودان .. الأزمة وطريق استرداد الثورة) الصادرة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني بتاريخ يونيو ٢٠٢١ .
قوى الحرية والتغيير وفق لورشة تقييم الفترة الانتقالية بتنظيم من صحيفة الديمقراطي يوليو ٢٠٢٢ .
كون الحزب الشيوعي السوداني تحالف اخر باسم تحالف قوى التغيير الجذري ودعى له الاخرون ممن يؤمنون برؤيته وبرامجه
تحالف حركتي تحرير السودان عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور
اذا لدينا الان اربع مكونات سياسية ثورية
اولا تنسيقيات لجان المقاومة بالعاصمة والاقاليم .
ثانيا تحالف قوى الحرية والتغيير
ثالثا تحالف حركتي تحرير السودان
رابعا تحالف التغيير الجذري – بقيادة الحزب الشيوعي
قدمت قوى الحرية والتغيير وتحالف الجذريين بقيادة الشيوعي نقدها وعلى تنسيقيات مقاومة الخرطوم وكافة لجان المقاومة ان تقدم نقدها كذلك وحجتي في ذلك ان ما تطالب به الاخرين احق ان تطالب به نفسك اولا واعادة التقييم مهمة لتجاوز الاخطاء وتجويد الايجاب واحدة من الاخطاء ترك الامر برمته للقوى السياسية واكتفاء المقاومة بالدور الميداني هذا خطا من جملة اخطاء سيراعيها النقد المطلوب كذلك فان على حركتي تحرير السودان عبد الواحد وعبدالعزيز تقديم نقد ذاتي لتجربتي الكفاح المسلح والتفاوض السياسي وتقديم رؤيتيهما للحل الشامل للدولة السودانية .
بمراجعة البندين ١.١ و ٢.٢ من الاحكام العامة فقد حددت لجان المقاومة ولاية الخرطوم الجهات المخاطبة بالميثاق للتداول والتطوير واشتراطات واستثناءات التوقيع النهائي بعد الاجازة النهائية.
وبما ان التنظيمات السياسية واحدة من هذه الجهات فمن حقها ان يتم توجيه الدعوة لها وطرح الميثاق والتحاور معها شريطة (عدم دخولها في اي حوار وتفاوض مع اي من نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ومشاركيه حتى سقوطه وامتداده في انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ واشترطت مقاومة الخرطوم ان تاتي هذه التنظيمات منفردة للتوقيع الشرط الذي لم تطالب به بقية المكونات من اتحادات وومهن وخلافه
جاء في البند ٣.٦ : يكون التوقيع من التنظيمات السياسية وقوى الكفاح المسلح (بصورة منفردة) ولا يقبل التوقيع باسم تحالف … انتهى الاقتباس
مناقشة البند ٣.٦
اشترطت التنسيقيات ان يكون التوقيع منفردا لكنها لم تضع ذات الشرط في البند ١.١ المتعلق بالحوار والتداول والتطوير فقط استثناء المشاركين في نظام ٣٠ يونيو وامتداده ٢٥ اكتوبر وهذه نقطة مهمة لصالح الحوار المفقود وعلى قوى الحرية والتغيير تحديدا عزل اي مكون له امتداد داخل الانقلاب والان فدعونا نبدا بالاتي :
اولا الحوار المدني الثوري بيننا كقوى ثورية ونستفيد من اعادة التقييم التي تمت وتلك التي من المفترض ان تتم خلال الايام القادمة ثم تقدم كل جهة رؤيتها في الميثاق كمرحلة اولى ينبني عليها دستور الفترة الانتقالية المؤقت .
ثانيا تتواصل الحوارات من اجل وضع برامج تفصيلية تنفذ بميثاق غليظ من القوى الموقعة عليها وعلى ميثاقها … برامج تشمل الترتيبات لاعادة هيكلة مؤسسات الدولة واجهزة الحكم وكيفية الحكم .
الخطوات والمراحل :
علينا ان نتفق جميعا على ميثاق ثوري اولا تلتزم فيه جميع مكونات الثورة الموقعة بعد الحوار على التنفيذ حرفيا يكون وحدة حقيقية للثورة يعيدها الى قوتها الاولى .
كذلك من المهم الاجابة على سؤال اذا رفضت توقيع القوى كتحالفات في وجود تحالفات تبدا من تنسيقيات اللجان نفسها سوى في العاصمة او الاقاليم فهي ايضا تحالف لانجاز برنامج ثورة سياسي في المقاوم الاول اضف الى ذلك اذا ابعدت كل القوى السياسية وحركات الكفاح غير المشاركة في الانقلاب بسبب تحالفاتها فمع من ستؤسس الدولة المدنية التي اهم بنودها ومبادئها حق التنظيم والتعبير ؟!!
ثانيا الدخول في ترتيب المؤتمر المدني الثوري وفق لجنة تكون من كافة القوى الموقعة على الميثاق .
ثالثا تقوم اللجنة التحضيرية بتجميع كافة الرؤى والبرامج المقدمة للحل الشامل وفق جذور الازمة السودانية تاريخيا .
رابعا تقدم البرامج المقترحة لادارة الفترة الانتقالية كما وضح في ثانيا .
خامسا انتخاب جسم ثوري يكون الحاضنة الثورية الجديدة ومهامه :
اولا تكوين اجهزة الحكم الانتقالي وفق ما تم الاتفاق عليه .
ثانيا ترشيح واختيار شاغلي ومنفذي برامج الفترة الانتقالية .
ثالثا مراقبة ومتابعة تنفيذ واداء اجهزة الحكم ومؤسساته خلال الفترة الانتقالية .
رابعا الاعداد والاشراف على انعقاد المؤتمر القومي الدستوري .
#لاحوار – لاشراكة – لاشرعية
#الردة – مستحيلة
#لاتفاوض – لامشاركة – لاشرعية
#العسكر – للثكنات
#الجنجويد – يتحل