حـصــاد بـاشــدار

مصعب المشرف
بعد الإعتذار . لم يعد لإستمرار تحالف قوى الحرية والتغيير المركزي من مبررات للإستمرار على ما هي عليه ، ولا عوامل دفع للأمام . وبالتالي فإنه ينبغي على هذا التحالف أن يفض نفسه بنفسه للتخلص من تبعات الماضي وتجاربه الساذجة التي وإن لم يخالطها فساد ظاهر ؛ إلاّ أن أبرز سلبياتها تتمحور في سلامة النوايا والعذرية والبراءة وإنعدام الخبرات بفنون القيادة وألاعيب السياسة.
مهما حاولت قيادات قحت من سبيل لجبر الضرر ورتق الثوب وترميم الصدع . فإنها ستظل هدفاً سهلاً لملتقطي الفتات من الفلول والغربان والثعالب التي تتجارى وتناور خلف المكون العسكري وحركات النهب المسلحة ؛ وتسمي نفسها قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني .
وعلى قوى الحرية والتغيير المركزي أن تنسى إمكانية تشكيل حكومة كفاءات بمفردها أو محاصصات مع الغير كما حدث في الماضي . فهذه الحكومة ستجد نفسها مرة أخرى عالقة في تروس العراقيل التي يضعها تحالف العسكر والمسلحين والفلول والغربان والثعالب في طريقها.
وكذلك ستجد نفسها ضحية الوفاء ببنود وأحلام ما يسمى بإتفاق سلام جوبا . والذي شهد لأول مرة في تاريه البشرية فرض إملااءات مهزوم مندحر على متفوق منتصر . حتى لو كان المبرر من توقيع هذا (السلام) الحصول على قروض ميسرة وإعفاءات نادي باريس ….. إعفاءات نادي باريس التي سرعان ما ذهبت أدراج الرياح. ونحمد الله أن تم تجميد الإعفاءات وتبخرت فرص الإقتراض . لأنها لو لم تتجمد لكانوا (المسلحين والفلول والغربان والثعالب) قد نهبوها وأكلوها ولاكوها وابتلعوها؛ وقاموا بتلفتون يمنة ويسرى يتساءلون هل من مزيد؟ .
في البداية عند توقيع الوثيقة الدستورية . ترك المعسكر المضاد للثورة المجال لقوى الحرية والتغيير وحمدوك ولجنة التفكيك للإستفادة من علاقاتها وخبراتها وإتصالاتها مع القوى الكبرى . وبما يسمح بالحصول على الإعفاءات من الديون وإستدراج المعونات والمنح والقروض ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعفاءات نادي باريس وتسةية تعويضات أكثر من عملية إرهابية. وهي خطوات ما كانت القوى المضادة للثورة أن تحلم بإنجازها من واقع كونها منبوذة أفراداً وجماعات منهم من هو مطلوب للعدالة الدولية ومنهم المرتزقة ، ومنهم اللصوص ورعاة ودعاة الإرهاب.
إن على قوى الحرية والتغيير (قحت) إدراك أن ثورة 19 ديسمبر ليست كسابقاتها من الثورات الشعبية التي لم يتعدى تأثيرها سوى تغيير أنظمة حكم عسكرية وإستبدالها بديمقراطية مدنية لم تستمر طويلاً .
إن من أبرز سمات ثورة 19 ديسمبر أنها بعنفوانها الشبابي لا تسمح للقيادات فيها أن تنفرد طويلاً بالقرار والبريق والسلطة المطلقة خاصة. بل هي ثورة تكاد ينطبق عليها مقولة “أن القطة تأكل أولادها أحيانا”.
ثم أن هذه الثورة تمضى وتتصاعد بخطى ثابتة عميقة الثبات راسهة . وتتنقل من مرحلة إلى أخرى كاسحة ؛ وكموج البحر ترخي سدولها بأنواع الهزيمة وتبتلي كل من يقف في طريقها . ولا ينبغي لصاحب عثل أن يتوقع منها أن تكوم سهلة الإخضاع مثلما كانت علية 21 أكتوبر 1964م وأبريل 1985م.
إنها ثورة شباب متجددة بتجدد دماء من يبحث عن الشهادة ولا يهاب الموت …. والشباب أيها الكهول والعجائز والأفندية وأصحاب المصالح على العكس منكم . فهو يستمد قوته من إيمانه بوطنه وتراب أجداده . لا ييأس ولا يفتر ولا تبرد عظامه . وهو لحوح وصبور … وهذه هي سنة الله وسبب من أسبابه لتعمير الأرض يسواعد الشباب . ولن تجدوا لسنة الله تبديلا.
الواقع المعاش القريب يؤكد هذه الحقيقة التي تنفرد بها الثورات العظيمة المفصلية في حياة الشعوب. فعلى سبيل المثال لو راجعنا قائمة الأفراد الذين لمع نجمهم في بداية ثورة 19 ديسمبر وبحثنا عنهم اليوم لما وجدنا أحداً منهم في الساحة رغم أنهم لا يزالون على قيد الحياة. ولو عاد هؤلاء وحاولوا إعادة إنتاج فإنهم سيجدون أن الأدوار التي لعبوها بداية الثورة ، لم تعد الثورة بحاجة إليها الآن .. وغداً ستتطور الأحوال وتتغير متطلبات وآليات مسيرة هذه الثورة لا محالة. والثابت الوحيد بين كل هذا هو أن راية هذه الثورة لن تقع أبدا حتى لو أنجزت كل أهدافها ووصلت إلى غاياتها وإنقضت عقود من الزمان.
هي ثورة تذكرنا بواقع ومعطيات ما يسمى بسباق التتابع . وهو السباق الذي يعتمد على مجهود الفرد ضمن مجموعة لايمكن فصله عنها . فكل متسابق يحمل العصا ويتقدم بها ثم يسلمها للتالي ,, وهكذا تتوالى الجهود والإستلام والتسليم . ويكون النصر في نهاية المطاف للمجموعة.
أن تحل قوى الحرية والتغيير المركزي نفسها بنفسها يمنحها الديناميكية والقدرة على إعادة التشكيل بمكونات متناسقة غير متشاكسة فيما بينها أو محسوبة عليها . وبما يجعلها تستوعب المرحلة الحالية والقادمة دون أن تنوء بحمل أثقال وسلبيات الفترة الماضية التي إنقضت بإنقلاب 25 أكتوبر خاصة. وسيظل تحالف كتلة الإنقلابيين العساكر والنهب المسلّح والفلول والغربان والثعالب هم وحدهم الذين ينوءون بأوزار ما بعد 25 أكتوبر وما قبل باشدار.
واليوم وبعد إعلان الحزب الشيوعي عن تكوين تجمع جديد يعمل تحت عباءته بمسمى “تحالف قوى التغيير الجذري” . فإن ذلك يعتبر بمثابة الطلاق النهائي والبينونة الكبرى دون رجعة بين الحزب الشيوعي من جهة وقوى التحرية والتغيير قحت من جهة أخرى. وبذلك يختفي من ركب قحت أكبر معوّق لمسيرتها منذ توقيع الوثيقة الدستورية التي أصبحت اليوم وبفعل إنقلاب 25 أكتوبر من الإتفاقيات التاريخية في أرشيف ثورة 19 ديسمبر.
انت شايت وين!؟
هذا كلام ساذج
الحرية والتغيير تمثل الدماغ السياسي للثورة وموت هذا الدماغ يعني ان الثورة ماتت سريريا.
مع كامل احترامنا للثوار فهم صغار السن ولا خبرة لهم مطلقا في العمل السياسي وبالتالي فلا اعرف كيف تريد هؤلاء الاولاد أن يقودوا البلاد؟ هذه سذاجة فجة.
انظر الى اي مسيرة من المسيرات وشوف من هم وقودها وحداتها انهم شباب معظمهم قصر واطفال وكثير منهم لا يفرق بين المصطلحات السياسية السائدة! وحتى الشهداء معظمهم اطفال وقصر مثلا اخر شهيد كان عمره 16 سنة.
فهل من المناسب الحديث عن ابتعاد الساسة الضليعين في السياسة وتقديم البلاد لمجموعة من الشباب لا خبرة لهم ولا معرفة في الادارة والحكم؟
يا راجل خلي عندك طايوق.
والله انعدام الخيال والرؤية عن البعض يخلي الواحد يفقد اعصابه